«بلومبرج»: تركيا تبحث نشر صواريخ «إس400» شرق المتوسط لتصعيد الصراع حول الغا

«بلومبرج»: تركيا تبحث نشر صواريخ «إس400» شرق المتوسط لتصعيد الصراع حول الغا
ذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية اليوم أن تركيا تدرس نشر أنظمة إس-400 الصاروخية الدفاعية التى تنتظر تسليمها من روسيا على طول الساحل الجنوبى للبلاد، بالقرب من السفن الحربية التى تراقب عمليات استكشاف مصادر الطاقة قبالة سواحلها، فى تصعيد جديد للصراع حول الغاز فى شرق المتوسط.
وقالت 4 مصادر للوكالة إن «أنظمة إس-400 التى قد يتم تسليمها فى غضون أسابيع ستعمل بشكل كبير على تعزيز القدرات العسكرية لتركيا فى شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث يسود الخلاف بشأن عمليات التنقيب عن الغاز قبالة السواحل بين تركيا وقبرص، الدولة العضو فى الاتحاد الأوروبى». وأضافوا أن نشر أنظمة إس-400 الصاروخية الدفاعية فى الجنوب سيرسل رسالة قوية إلى خصوم وحلفاء تركيا بأنها مصممة على حماية أمنها ومصالحها الاقتصادية.
وأوضحت المصادر أن البحر المتوسط ليس الموقع الوحيد، الذى تبحث تركيا نشر الصواريخ الروسية على طول ساحله، بل إنها تنظر فى خيارات أخرى.
وفيما لم يرد المتحدثون باسم الحكومة التركية على طلب التعليق، ذكر مجلس الأمن القومى فى البلاد، فى بيان له: «ستواصل تركيا أنشطتها بما يتماشى مع القانون الدولى، ولن تسمح بسياسة الأمر الواقع فى شرق البحر المتوسط». ومن المتوقع أن يناقش الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب أزمة الصواريخ الروسية على هامش قمة مجموعة العشرين، التى تستضيفها اليابان، الشهر المقبل.
وكانت الولايات المتحدة هددت بفرض عقوبات على «أنقرة» إذا مضت قدماً فى صفقة الصواريخ الروسية، معربة عن قلقها من أن إضافة معدات روسية إلى جيش تركيا، العضو فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) يمكن أن يمكن موسكو من جمع معلومات عسكرية مهمة، كما حذرت من أن الطموحات التركية لبدء عمليات حفر قبالة السواحل فى منطقة تقول قبرص إنها تخضع لسيادتها «تهدد بزيادة التوترات فى المنطقة». وقال رئيس معهد الأبحاث «أنكاسام»، الذى يتخذ من «أنقرة» مقراً له، محمد سيفيتين إيرول: إن «تركيا تعتبر أنظمة إس-400 بمثابة رادع للدفاع عن مصالحها فى مجال الطاقة فى شرق المتوسط، حيث قد تهدد التوترات المتصاعدة العلاقات التركية مع الولايات المتحدة». وأشار إلى أن تركيا «تشعر بالتهديد المتزايد فى البحر المتوسط بسبب الدعم الأمريكى والإسرائيلى لقبرص».
مسئولة بـ"البنتاجون": مخطط "أنقرة" لشراء المنظومة الروسية يحد قدرتها على العمل مع التحالف الغربى.. ويجبر واشنطن على فرض عقوبات ضدها
وقالت كاثرين ويلبارجر، مساعدة وزير الدفاع الأمريكى لشئون الأمن الدولى بالوكالة، إن مخطط تركيا لشراء منظومة «إس-400» سيضرّ بقدرة تركيا على العمل مع التحالف الغربى، ويجبر واشنطن على فرض عقوبات على أنقرة. وأضافت «ويلبارجر» خلال ندوة فى مركز «مجلس الأطلسى» فى واشنطن، «إن استكمال هذه الصفقة سيكون كارثياً، ليس على برنامج إف - 35 الذى وَضع فيه الغرب قدراته الجوية المتكاملة الحديثة فحسب، بل من المحتمل أن يؤدى أيضاً إلى تصدع التعاون المشترك بين تركيا وحلف شمال الأطلسى، وهو جانب رئيسى فى الدفاع عن التحالف». وتابعت: «لنكن واضحين. إن منظومة إس-400 الروسية مصممة لإسقاط مقاتلة مثل إف-35، ومن المستحيل تخيل ألا تستغل روسيا الفرصة». وأشارت «ويلبارجر» إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن تركيا تسعى وراء الصفقة من أجل الحصول على دعم روسيا فى مواجهة المتمردين الأكراد على طول حدودها مع سوريا. لكنها حذرت أنقرة من أن روسيا ليست شريكاً «موثوقاً» على المدى الطويل، ولا تدعم مبيعاتها العسكرية بالصيانة، وأنها تحاول ببساطة «تقويض» تماسك الحلف الأطلسى. وقالت: «بمجرد إدخالهم الأنظمة الروسية، فإن هذا يقوّض بالفعل قدرتنا على مواصلة مساعدتهم فى الدفاع عن أنفسهم»، فى إشارة إلى تركيا، وأشارت المسئولة الأمريكية إلى أن إدارة «ترامب» حتى لو كانت لا تريد معاقبة تركيا، فإنها قد تضطر إلى ذلك بضغط من الكونجرس غير المتعاطف مع «أنقرة». وتابعت فى إشارة إلى مجلس النواب الأمريكى: «وإذا لم ننفذ العقوبات، فقد أبلغونا بأنهم سوف يقرون قانوناً آخر، ويجبروننا على ذلك».
يذكر أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رفض فى وقت سابق، الضغط الأمريكى على بلاده، واصفاً عملية شراء منظومة إس-400 بأنها «صفقة منتهية». وقال وزير الدفاع التركى خلوصى أكار الأسبوع الماضى إن تركيا أرسلت بالفعل أفراداً إلى روسيا للتدريب. وأكد الناطق باسم الخارجية التركية، هامى أكسوى، اليوم، أن بلاده ماضية فى تسلم منظومة «إس 400» حسب الآجال المخطط لها، كما نفى صحة جميع التقارير التى تتحدث عن تأجيل محتمل لتسليم هذه المنظومة الصاروخية الروسية المتطورة لتركيا.
وكانت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية قد ذكرت أن تركيا تهدد اكتشافات الغاز فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وقامت قبل أسابيع بإعلان تنقيب غير قانونى عن الغاز، وسبق أن منعت سفن شركة إينى الإيطالية من مواصلة أعمالها فى قبرص باستخدام السفن الحربية، واعتبرت أنه فى الوقت الذى نجحت فيه قبرص واليونان ومصر وإسرائيل فى تحقيق تعاون لإنشاء مركز إقليمى للطاقة، فإن شعور تركيا بالعزلة والاستبعاد، وشعور أردوغان بأنه ضعيف فى الداخل، جعله يسعى ليصبح عدوانياً مع جيرانه فى المتوسط.