«مهندسون وعمال»: فتحت لنا أبواب رزق واسعة.. وفخورون بالعمل

كتب: أحمد أبوضيف

«مهندسون وعمال»: فتحت لنا أبواب رزق واسعة.. وفخورون بالعمل

«مهندسون وعمال»: فتحت لنا أبواب رزق واسعة.. وفخورون بالعمل

صحراء جرداء، لا توجد بها أى مظاهر حياة، أو ما يقى من حرارة الشمس، إلا قطعة قماش يرفعونها لحمايتهم من لهيب النهار.. كان هذا هو المشهد حين وفد مئات العمال من محافظات الصعيد، قبل عام تقريباً، للعمل فى إنشاءات عدد من الجامعات بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمؤسسة على نظام يضاهى الجامعات العالمية.

كان ذلك قبل عام، أما الآن فتغير الواقع كثيراً، وبأيد مصرية، حتى بدأت ملامح نهضة عمرانية تعليمية فى العاصمة الإدارية، من خلال كيانات جامعات مصرية ودولية، لديها شراكات مع كيانات دولية.

ورغم حرارة الشمس الحارقة، فإن العمل لم يتوقف على مدار الساعة فى بناء الجامعات الجديدة، ولم تفارق البسمة وجوه العمال أثناء العمل، رافعين شعار: «إحنا بنبنى مصر»، وسط تمتعهم بمميزات توفرها شركات المقاولات، من وسائل انتقال من الميادين الرئيسية بالقاهرة إلى أماكن المشروعات، ومكافآت وحوافز مالية، وبعضهم حظى بتأمين صحى واجتماعى.

"مدحت": نسبة الإنجاز فى المرحلة الأولى تجاوزت الـ70%.. والانتهاء من مبانى الجامعات الأوروبية (ABC) خلال 3 شهور

«الوطن» رصدت ملامح النهضة التعليمية التنموية عن قرب، والتى تحققت فى توقيت قياسى، يعكس حرص القيادة السياسية للبلاد على الإنجاز والبناء.

«نبنى معاً مستقبل أولادنا.. وسعيد بمشاركتى فى إنشاء الجامعات التى تعتبر طريق التنوير والتقدم لأولادى وأحفادى»، بتلك الكلمات بدأ المهندس أحمد مدحت، استشارى الإنشاءات الهندسية بمقر منشآت الجامعة الأوروبية، وصفه للمبانى التى تم تشييدها حتى الآن، ووصلت نسبتها إلى 70% من المرحلة الأولى، وتضم مبنى ضخماً على مساحة 1000 متر مربع، مقسم على 3 أجزاء «A B C»، مضيفاً: «المبنى مكون من بدروم وأرضى و5 أدوار متكررة، وهى مشيدة بنظام الدمج بين الخرسانة والحديد، وتعمل على إعطاء تفاصيل ومرونة أكثر من أى شىء».

وأوضح «مدحت»، فى حديثه لـ«الوطن»، أن المبنى «A»، أول «كامبس» سيستقبل الطلاب فى سبتمبر المقبل، وجرى الانتهاء من إنشاءاته بنسبة تجاوزت الـ70%، بخلاف المبنى «b»، الجارى الانتهاء من خرسانته، وبعده المبنى «c»، مشيراً إلى أن المبانى والأدوار بالجامعة من مطاعم ومعامل وقاعات دراسية للطلاب ومدرجات ذكية، تم تشييدها وفقاً لوصف الخرائط الفوتوغرافية المبدئية للموقع.

"حسين": نعمل دون توقف باستثناء فترات الراحة.. و"ثروت": يوميتى تتجاوز 300 جنيه.. وكلما اجتهدت حصلت على مردود سريع

وأكد «مدحت» أن متوسط عدد العمال والمهندسين فى موقع إنشاءات الجامعة الأوروبية يتراوح بين 300 و400 عامل يومياً، من مهندسين وعمال لحام وأخشاب وكهرباء وغيرهم، لافتاً إلى أن نظام المبنى الجديد يسهل تركيبه، ومن المفترض الانتهاء من منشآت مبانى «A B C» خلال ثلاث شهور، بحسب الخطة الزمنية الموضوعة.

فى سياق مواز، قال أحمد حمدان، رئيس عمال إحدى الشركات العاملة، إن العمل يجرى على قدم وساق فى الموقع الخاص بالجامعة الأوروبية، وعدد من الجامعات الأخرى بالعاصمة الإدارية، لافتاً إلى أن شركته تعمل بأكثر من موقع بالعاصمة الجديدة.

«الشغل جميل والدنيا حلوة، وربنا كرمنا بالعاصمة الإدارية، والمشروعات الجديدة فتحت لنا باب رزق».. بهذه العبارات عبر «حمدان عليوة» عن سعادته بوجود فرص كبيرة للعمل له ولأبناء مدينته الشرقية، مؤكداً أن المشروعات القومية الكبرى التى تتصدى لها الدولة حالياً كانت سبباً فى فتح أبواب رزق لآلاف العمال، بعد أن توقفت عجلة البناء لمدة سنوات بعد ثورة 25 يناير.

وأوضح «حمدان» أن العمل يجرى بالمقر كل أيام الأسبوع دون توقف، بالتناوب بين العمال، مشيداً بالتصميمات الحديثة للجامعات فى العاصمة الإدارية، سواء الأوروبية أو الألمانية أو جامعة العاصمة أو المجرية، وغيرها من الجامعات، قائلاً: «حسيت باطمئنان وأنا بشارك فى بناء الجامعات وتطوير التعليم، وهشد على أولادى عشان يذاكروا ويدخلوها بالمنح».

"حمدان": "بشارك فى البناء وتطوير التعليم عشان أولادى".. و"سمير": الكل على قلب رجل واحد.. وإنهاء الإنشاءات خلال شهرين

«حاجة حلوة يكون عندنا جامعات عالمية وبتصميمات فريدة، عشان دى أول مرة أشوف جامعات بالشكل ده».. هكذا عبّر «محمود حسين» عن سعادته بالمشاركة فى إنشاء مجمع «العاصمة»، فقد جاء من محافظة سوهاج، ويعمل بإحدى شركات المقاولات فى مقر إنشاءات جامعة العاصمة الدولية التابعة لجامعة سيناء، معرباً عن فخره بما تحقق من إنجازات ومشروعات، واصفاً إياها بأنها خطوة أساسية لتطوير التعليم فى مصر.

وأضاف: «العمل فى مقر الجامعة يمر بالعديد من المراحل، فالكل يعمل دون توقف باستثناء فترات الراحة بين الحادية عشرة صباحاً والرابعة عصراً»، لافتاً إلى أن حجم الإنشاءات فى المرحلة الأولى تجاوز الـ70%، والجميع يعمل على قدم وساق للانتهاء من المنشآت فى أسرع وقت، وتسليمها فى التوقيتات المحددة.

من جانبه، يقول «على سمير»، فنى تركيبات، يعمل بإنشاءات جامعة المعرفة الدولية، إن نظام عمله يختص بالتركيبات المعدنية، وتعشيق المعادن، مضيفاً: «العمل كله مبنى على تساهيل ربنا، ممكن العامل ينتهى من تركيب وفرد ما بين 20 و30 لوح كبير، ويوم تانى مايقدرش يفرد 5 ألواح». وتابع: «جميع العمال على قلب رجل واحد فى جميع المواقع»، متوقعاً إنجاز كافة الإنشاءات خلال شهور قليلة، مشيراً إلى وجود تعليمات بالانتهاء من الإنشاءات خلال شهرين، تمهيداً لبدء الدراسة فى سبتمبر المقبل، واستطرد: «فرص العمل المتعددة التى أتاحتها العاصمة الإدارية الجديدة فتحت باب رزق واسع لجميع العمال».

«العمل فى العاصمة الإدارية مربح وأفضل من الغربة».. هكذا بدأ «ثروت مصطفى»، عامل بناء، حديثه لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه جاء من سوهاج هو وابن أخيه، بحثاً عن فرصة عمل جيدة، بعد أن نصحه بعض الأشخاص بالتوجه إلى العاصمة الإدارية الجديدة، حيث توجد فرص كبيرة ومربحة، لافتاً إلى أن يوميته تتجاوز أحياناً 300 جنيه.

وأوضح «ثروت» أنه يعمل فى مجال البناء منذ الصغر، وشارك فى بناء المساكن بمدن عدة كالشيخ زايد والرحاب، ولكن فى العاصمة العمل أفضل بكثير، لأنه كلما جد فى العمل وأنجزه، حصل على مردوده سريعاً، بحسب كلامه، مضيفاً: «العمل بالإنتاج شىء مريح بالنسبة لى».

وعن المعيشة بالعاصمة، قال إن الشركات المتعاقدة معهم توفر أوتوبيسات للتنقل من وإلى العاصمة يومياً، إضافة إلى توفير الوجبات، متمنياً استمرار العمل بالعاصمة حتى يتسنى له تحضير متطلبات زواجه هو وأخيه، مشيداً بحجم الإنجازات التى يشاهدها يوماً بعد يوم عبر مبانى مجمع الجامعات الأوروبية والألمانية، قائلاً: «باحس إن مصر بتتبنى من جديد، والجامعات دى هتكون باب الخير لينا ولأولادنا».

يقول «على محمود»، خمسينى من أسيوط، يعمل نجار مسلح: «أعمل فى مجال النجارة منذ 30 عاماً، وجئت إلى العاصمة الإدارية مع أحد المقاولين، ورديتى 8 ساعات من 8 ص لـ4م، وأقيم فى سكن خصصته لنا الشركة داخل العمارات الجديدة التى نبنيها، وأجرى فى اليوم 200 جنيه، ويصل راتبى الشهرى بعد المكافآت إلى 8 آلاف جنيه، والشركة توفر لنا وجبات إفطار وغداء».


مواضيع متعلقة