«Parasite» يحصل على السعفة الذهبية بالإجماع.. والجائزة الكبرى لمخرجة أفريقية للمرة الأولى

كتب: الوطن

«Parasite» يحصل على السعفة الذهبية بالإجماع.. والجائزة الكبرى لمخرجة أفريقية للمرة الأولى

«Parasite» يحصل على السعفة الذهبية بالإجماع.. والجائزة الكبرى لمخرجة أفريقية للمرة الأولى

«ليلة المفاجآت المتوقعة».. هو الوصف الذى ينطبق على نتائج مسابقات الدورة الـ72 من مهرجان كان السينمائى، التى اختتمت فعالياتها مساء أمس الأول فى المدينة الفرنسية البارزة، بحضور صنّاع السينما ومبدعيها من مختلف بقاع العالم، أعلنت لجنة التحكيم برئاسة المخرج المكسيكى أليخاندرو إيناريتو، منح السعفة الذهبية للفيلم الكورى «Parasite» للمخرج «بونج جون هو» بالإجماع، وذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى تلا حفل توزيع الجوائز، مشيراً إلى أن هذه الجائزة لا تمثل اختيار كل العالم، وإنما تعكس رأى ستة أشخاص فقط، (فى إشارة إلى أعضاء لجنة التحكيم)، وللعام الثانى على التوالى تذهب الجائزة للسينما الآسيوية، وذلك بعد حصول الفيلم اليابانى «Shoplifters» للمخرج «هيروكازو كورى إيدا» على السعفة الذهبية العام الماضى.

وقال المخرج «جون هو» فى كلمة ألقاها بعد الفوز بالجائزة: «شكراً جزيلاً، هذا شرف عظيم لى، لطالما شكّلت السينما الفرنسية مصدر إلهام لى، أشكر هنرى جورج كلوزو وكلود شابرول»، بينما وأوضح «إيناريتو» سبب اختيار لجنة التحكيم الفيلم للفوز بالجائزة الأبرز فى المهرجان، قائلاً: «لقد تشاركنا جميعاً الحالة الغامضة غير المتوقعة التى أخذنا بها الفيلم إلى أساليب مختلفة، بطريقة مرحة، فهو عالمى فى فيلم محلى، فهو يفهم ما هو الفيلم فعلاً، كنا جميعاً مفتونين عند مشاهدته، وبدأ يزيد ذلك شيئاً فشيئاً، لذلك كان قراراً بالإجماع»، وفى المؤتمر الصحفى بعد المهرجان قال مخرج الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية: «إنها الذكرى المئوية للسينما فى كوريا هذا العام، أعتقد أن مهرجان كان قد منح السينما الكورية هدية رائعة، وسعيد للغاية بأن لجنة التحكيم قد صوتت بالإجماع لصالح الفيلم».

تنويه خاص لـ"It Must Be Heaven" للفلسطينى إيليا سليمان.. و"العين الذهبية» للوثائقى السورى "من أجل سما"

فى إطار من الكوميديا السوداء، تدور أحداث الفيلم فى 133 دقيقة، حول عائلة فقيرة مكونة من 4 أفراد، عاطلين عن العمل، يبذلون قصارى جهدهم لجمع أموال تساعدهم على البقاء فى منزلهم المتواضع، ولكن عرضاً غير عادى يدفعهم إلى الاحتيال عندما يزوّر أحد أفراد العائلة شهادة ليتمكن من إعطاء دروس لغة إنجليزية لابن عائلة أرستقراطية ثرية، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث التى لا يمكن السيطرة عليها.

ذهبت الجائزة الكبرى فى المهرجان للمخرجة الفرنسية السنغالية «ماتى ديوب» عن فيلمها الروائى الطويل الأول «Atlantics»، لتكون أول مخرجة من أصول أفريقية تحصل على الجائزة، ويتناول الفيلم أزمة اللاجئين فى أوروبا من خلال عيون امرأة مهجورة من قبَل الرجل الذى تحبه، عندما يقرر الهجرة بطريقة غير قانونية بحثاً عن مستقبل أفضل، وهو الفيلم الذى وصفته الممثلة الأمريكية إيل فانينج، عضو لجنة تحكيم المهرجان، بـ«حكاية جميلة»، متابعة: «بالرغم من أن الفيلم يتعامل مع تلك القضايا فإنه شخصى وثمين ملىء بالمشاعر». وقد حصلت منصة «Netflix» على حقوق عرضه بعد فوزه فى المهرجان، بالإضافة إلى فيلم الرسوم المتحركة «I Lost My Body» الذى حصل على جائزة أفضل فيلم فى أسبوع النقاد الدولى.

"Netflix" تحصل على حقوق "Atlantics" و"I Lost My Body" بعد فوزهما

بالرغم من وصف النقاد لـ«Young Ahmed» بأنه «خيبة أمل» فإن الأخوين لوك وجان بيار داردين، حصلا على جائزة الإخراج عن الفيلم، لتكون الجائزة السابعة التى يحصدانها من المهرجان، حيث سبق أن فازا بسعفتين ذهبيتين عن «Rosetta» و«L›enfant»، وتناولا من خلال الفيلم قصة مراهق مسلم يعيش فى بلجيكا، ويحاول قتل معلمته بعد تعرضه لغسيل مخ على يد شيخ متطرف، أما جائزة السيناريو فذهبت إلى المخرجة والكاتبة سيلين سياما عن فيلمها «Portrait of a Lady on Fire».

كان حصول أنطونيو بانديراس على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «Pain and Glory» للمخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار، أمراً متوقعاً بصورة كبيرة، حيث يقدم خلال الفيلم قصة مخرج سينمائى يواجه منتصف العمر وأزمة إبداعية، ويُعتبر الفيلم بشكل أو آخر سيرة ذاتية لـ«ألمودوفار»، وأهدى «باندريس» الجائزة للمخرج الإسبانى، قائلاً: «يعتقد الناس أننا نعيش فى سجادة حمراء، لكن هذا ليس صحيحاً، نحن نعانى كثيراً، هناك الكثير من الألم وراء الممثل من أى نوع، ولكن هناك أيضاً مجداً، وهذه هى ليلة المجد بالنسبة لى، والأفضل ما زال مقبلاً»، بينما حصلت الممثلة الإنجليزية الصاعدة إميلى بيتشام على جائزة أفضل ممثلة فى المهرجان عن دورها فى فيلم «Little Joe» للمخرجة النمساوية جيسيكا هاوزر، حيث تؤدى فى فيلم الخيال العلمى دور عالمة تبدأ فى الشك فى أن النبات الذى عدّلته وراثياً قد يكون له آثار جانبية ضارة.

مُنحت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين الفيلم السياسى «Les Misérables» للمخرج لادج لى، و«Bacurau» للمخرجين البرازيليين كليبير ماندوسا فيلو وجوليانو دورنيليس، ولم يفوّت المخرج الأمريكى مايكل مور الفرصة أثناء تقديم جائزة لجنة التحكيم حفل توزيع الجوائز للدخول فى السياسة منتقداً سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلاً: «الفن هو الكذبة التى تمكننا من إدراك الحقيقة، وترامب هو الكذبة التى تتيح المزيد من الكذب. فى الأوقات المظلمة، الفن هو الذى ساعد فى إنقاذ البشرية من الأوتوقراطيين والأغبياء».

حصل فيلم المخرج الفلسطينى إيليا سليمان «It Must Be Heaven» على تنويه خاص من لجنة التحكيم، بالإضافة إلى جائزة الاتحاد الدولى لنقاد السينما «فيبرسى»، ليكون الفيلم العربى الوحيد الذى حصد جائزة فى المهرجان، بينما خرجت باقى الأفلام خالية الوفاض، بخلاف الفيلم الفلسطينى «أمبيانس» إخراج وسام الجعفرى الذى حصل على المركز الثالث مناصفة مع فيلم «Duszyczka»، فى مسابقة أفلام الطلاب «Cinéfondation».

وحصل فيلم «من أجل سما» للمخرجة السورية وعد الخطيب والإنجليزى إدوار واتس، الذى كان مشاركاً فى قسم «العروض الخاصة» على جائزة «العين الذهبية» للأفلام الوثائقية، والتى تُمنح لأفضل فيلم وثائقى معروض فى أى من أقسام المهرجان، بمبادرة من المجتمع المدنى لمؤلفى الوسائط المتعددة، بالشراكة مع المعهد الوطنى للدراسات الصوتية، وبدعم من مهرجان كان السينمائى، لتُعتبر تلك الجائزة الثانية للفيلم بعد حصوله على جائزتَى لجنة التحكيم الكبرى والجمهور من مهرجان «SXSW».


مواضيع متعلقة