الحياة فى المدينة الجامعية: تبدأ بشكاوى وتمر بأزمات.. وتنتهى بصورة وذكرى حلوة

كتب: سحر عزازى

الحياة فى المدينة الجامعية: تبدأ بشكاوى وتمر بأزمات.. وتنتهى بصورة وذكرى حلوة

الحياة فى المدينة الجامعية: تبدأ بشكاوى وتمر بأزمات.. وتنتهى بصورة وذكرى حلوة

4 سنوات داخل المدينة الجامعية، ينتقدن أكلها، ويشتكين من نقص خدماتها، ينتظرن اليوم الذى سيتركنها فيه، لكن حين أتت لحظة الرحيل، وحضرت ورقة إمضاء طلب الإخلاء، اختلفت رؤية الطالبات، وتبدل النقد لرثاء، والشكاوى لعبارات محبة مغلفة بالحنين، الذى بدأ ينبض اشتياقاً لكل ركن بالمدينة، والحكايات التى كانت تهوّن مرارة بُعدهن عن الأهل، وجلساتهن على مائدة الإفطار فى رمضان، ولحظات الفرح والحزن.

بدأت مها سامى تروى تفاصيل الأربع سنوات داخل مدينة الطالبات عقب انتهاء آخر امتحان فى كلية الإعلام جامعة القاهرة: «فى اللحظة دى قطرى بيتحرك من محطة إعلام ومدينتها، المحطة اللى كان نفسى أوصلها من بداية الرحلة». تحكى أنها اكتشفت أن مكسبها الحقيقى زملاؤها، الذين أصبحوا أهلها وليسوا مجرد زملاء دراسة: «جئنا غرباء ورحلنا أحباء وأصدقاء»، ولم تستطع توديع المكان والموجودين، ورحلت قبل أن يراها أحد، مؤكدة أن مشاعر الغضب وانتقاد أكل المدينة والعودة فى مواعيد ثابتة وكل شىء كان يزعجها بددت فجأة، وحل محلها حب وحنين لكل ركن بالمدينة. توافقها الرأى علا عصام، التى كانت تعتبر المدينة مثل بيتها، لا تشعر بالغربة فيه رغم مجيئها من مدينة طنطا بمحافظة الغربية: «الأكل ماكانش متوافق مع بعضه، والسباكة بايظة، لكن حياتنا فيها حبيناها»، تحكى أن اللمة والمذاكرة معاً من أكثر الأشياء التى ستشتاق إليها، وكذلك صلاة التراويح فى رمضان، والحديث المطول مع المشرفة، واستشارتها فى كل شىء: «كانت بتعاملنا على إننا إخواتها الصغيرين وبتنصحنا».

"علا": "زعلنا من الأكل وقلة الخدمات واكتشفنا إنها بيتنا التانى" و"مها": "اكتسبت صداقات جديدة مع بنات كنت فاكراهم غرباء"

تقول تسنيم حسن إن كل شىء داخل جدران المدينة ستشتاق إليه حتماً، خاصة تلك الجلسة التى اعتادت عليها بعد مجيئها من الجامعة للمذاكرة، حيث تنفصل عن العالم، ما جعلها من أوائل دفعتها خلال الأربع سنوات: «فى البيت مابعرفش أذاكر نهائى»، فكانت تشعر باستقلالية تمكنها من اختيار كل شىء بنفسها عكس وجودها فى المنزل، وقبل الرحيل ظهر لها فجأة كل محاسن المدينة الجامعية التى لم تكن تلتفت إليها أو تشعر بقيمتها طوال سنوات الدراسة.

«جميل إن يكون ليك مكان تانى لما تزعل أو يحصلك مشاكل تروحه وفى نفس الوقت توحش أهلك»، تقولها «تسنيم» وهى تقوم بتجهيز حقائبها، وتسليم مفاتيح غرفتها وتوديع زميلاتها، مؤكدة أنها لم تشعر بغربة مطلقاً بالمدينة، رغم قطعها مسافات طويلة من بلدتها إلى الكلية: «كنا فى أمان وراحة بال، ياريتها دامت أكتر».


مواضيع متعلقة