تسييج مبنى البريد المركزي.. تاريخ 106 أعوام يغلق أمام متظاهري الجزائر

تسييج مبنى البريد المركزي.. تاريخ 106 أعوام يغلق أمام متظاهري الجزائر
- مبنى البريد المركزي الجزائر
- متحف البريد المركزي الجزائر
- الجزائر
- طوابع بريد
- ثورة الجزائر
- مبنى البريد المركزي الجزائر
- متحف البريد المركزي الجزائر
- الجزائر
- طوابع بريد
- ثورة الجزائر
ساحة البريد المركزي في الجزائر، أضحت رمزًا للحراك الشعبي الذي انطلق قبل أكثر من شهرين اعتراضًا على ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، لتسمتر المطالب رغم رحيله في أبريل الماضي، أملًا في تحقيق باقي مطالبهم بالتخلص من النخبة الحاكمة وإصلاحات شاملة بالبلاد، إلى أن مساء أمس الثلاثاء وصباح الأربعاء شهد مبنى البريد المركزي عملية تسييج سلالمه من قبل السلطات المختصة منعًا لتجمهر المتظاهرين حوله.
فيديوهات عدة أرفقها رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، للحظة تسييج المبنى، والذي نشرت عنه صحفة "الشروق" الجزائرية حيث أشارت إلى قيام صالح ولاية الجزائر العاصمة، مساء الثلاثاء، بتسييج سلالم البريد المركزي بصفائح حديدية بعد أيام من غلقها أمام المتظاهرين بدعوى وجود خطر عليهم بسبب هشاشتها، فيما أشارت قناة "العربية" إلى تبرير السلطات الجزائرية قرار الغلق بحماية المبنى التاريخي من الانهيار، بعد تسجيل بعض الاهتراءات والتشققات على السلالم بفعل الوزن الزائد، وهو ما رآه المتظاهرون بأنه محاولة من السلطة للتخفيف من زخم المظاهرات المناهضة لها بإغلاق المكان الذي أصبح رمزًا للحراك الشعبي.
خلال الاستعمار الفرنسي، كانت مهمة مكتب البريد هي الحفاظ على الارتباط مع المدينة من خلال استلام الحوالات المالية والشيكات البريدية والاشتراكات في الصحف وبيع الطوابع وإيداع الأموال في بنك الادخار ودفع المعاشات ورواتب المعلمين وموظفي البلدية والإدارات العامة.
106 أعوام، عمر منبى البريد المركزي في الجزائر، والذي يعد واحد من أجمل المباني التي تقع قلب الجزائر العاصمة، تحديدًا عام 1910 شرعت سلطات الاحتلال الفرنسي في تنفيذ المبنى الذي استغرق 3 سنوات، وافتتح تحت اسم "البريد الجديد" الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، حيث أُنشئ المبنى على أنقاض كنيسة أنجليكانية مخصصة للمستوطنين الإنجليز الذين قدموا إلى الجزائر رفقة الكثير من الجنسيات الأوروبية مع الحملة الفرنسية، حسب ما أشارت إليه مراجع تاريخية استندت إليها وزارة الإعلام العمانية في معرض احتفائها بذكرى المقاومة الشعبية في الجزائر العام الماضي.
وفي عام 2015، أعلنت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بالجزائر، تحويل المبنى العريق، إلى متحف لتاريخ الاتصالات والبريد، وفي الذكرى الـ55 لإصدار الجزائر المستقلة لأول طابع بريدي لها، دشنت وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة رواق العرض الخاص بالبريد والاتّصالات السلكية واللاسلكية ليكون هذا الرواق النواة الأولى التي قام عليها "متحف البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية"، مباشرة بعد الانتهاء من أشغال ترميم وإعادة تهيئة مبنى البريد المركزي، والذي أعلن دخوله مرحلة تأهيل تستمر شهورا، ليتولى تمويل مشروع الترميم 3 أطراف هي الحكومة الجزائرية وشركة الجزائر للبريد والشركة الجزائرية للاتصالات، وتقدر تكلفته 80 مليون دينار (نحو 8 ملايين يورو)، حسب ما أعلن موقع "فرانس 24".
المبنى العريق صُنف كمعلم تاريخي، بسبب معالمه الأندلسية وزخرفته وموقعه الجغرافي المقابل للمتوسط من جهة ولحديقة "باستور" من جهة أخرى، وكذلك تميز جدرانه المزينة بالرخام والألوان وأسقفه المتعددة على طريقة الفن العثماني.
وفي عام 2017 دشنت وزير الاتصالات حينها هدى فرعون، المتحف الذي يجمع العديد من الطوابع البريدية القديمة منها والجديدة، حيث تجمع العديد من المعارف والتاريخ، حيث كانت قررت وزارة البريد تخصيص مبنى البريد المركزي لأول متحف لخدمات البريد في الجزائر، حسب صحيفة "النهار أونلاين".
كما يضم المتحف الذي افتُتح قسم منه العام الماضي، أجنحة أهمها: ما قبل التاريخ، جزائر العصور القديمة (نوميديا)، الاحتلال الروماني (25 ق.م-430 م)، الإسلام، الفترة العثمانية، الاحتلال الفرنسي والمقاومات الشعبية، من 8 مايو 1945 إلى الاستقلال، الجزائر المستقلة، الجزائر في العالم، المصالحة الوطنية وتحديات وإنجازات، حسب وزارة الإعلام العمانية.