مظاهرات في الجزائر في يوم الجمعة الأول من رمضان

كتب: (أ.ف.ب)

مظاهرات في الجزائر في يوم الجمعة الأول من رمضان

مظاهرات في الجزائر في يوم الجمعة الأول من رمضان

تظاهر الجزائريون في يوم الجمعة الثاني عشر على التوالي، الأول منذ بداية شهر رمضان، والذي يمكن أن يؤثر فيه الصوم والتعب المتراكم على مستوى التعبئة ضد النظام وضد الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو، وكانت التعبئة قوية لكن بدت أقل كثافة، وبلغت أوجها بعيد صلاة الجمعة تحت سماء صافية ودرجة حرارة تلامس الثلاثين.

وغصت شوارع عدة حول ساحة البريد المركزي بالمحتجين الذين هتفوا "قايد ارحل، بدوي ارحل، بن صالح ارحل"، في إشارة إلى قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي والرئيس بالوكالة عبدالقادر بن صالح، ولم يتوافر أي رقم رسمي أو مستقل في الجزائر عن عدد المتظاهرين، لكن التعبئة كانت قوية ومستقرة في وهران وقسنطينية وعنابة ثاني وثالث ورابع أكبر مدن البلاد، وكذلك في تيزي أوزو في منطقة القبايل (شمال) بحسب جامعيين وصحافيين في المكان.

وبحسب موقع "كل شيء عن الجزائر" وشبكات التواصل الاجتماعي، سجلت أيضا مظاهرات مهمة في بجاية والبويرة (القبايل) وبرج بو عريريج وسطيف والمسيلة وباتانة وسعيدة وأم البواقي وسيدي بلعباس وتيارت وريليزان ومستغانم وتلمسان والمدية، ولأول مرة منذ شهر لم ينقل التلفزيون الحكومي مشاهد مباشرة من المظاهرات في البلاد.

وكان رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، قد اعتبر لفترة حليفا لحركة الاحتجاج وذلك بعد تخليه عن الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة ما دفعه للاستقالة بعد عشرين عاما في الحكم، غير أنه كان اليوم كما يوم الجمعة الماضي موضع استهداف بشكل خاص من المتظاهرين الذين هتفوا الجزائر "جمهورية ماهيش (ليست) ثكنة" و"الجيش جيشنا والقايد خاننا".

وترفض حركة الاحتجاج أن تنظم الانتخابات شخصيات من الجهاز الذي تركه بوتفليقة والذي يجسده خصوصا بن صالح وبدوي وقايد صالح الذين كانوا لسنوات مخلصين لرئيس الدولة حتى استقالته.

وقال سمير عسلة، 58 عاما، الذي كان يحتمي من الشمس بظل شجرة في انتظار بدء التظاهرة "الطقس حار جدا، من الصعب السير عندما لا يمكنك أن تشرب الماء"، أما بية 41 عاما، فقالت إنها قدمت مع ابنتيها رغم "خشيتها أن لا يأتي الناس للتظاهر بسبب الحرارة ورمضان"، وشهدت الأيام الاخيرة عمليات توقيف جديدة.

وبعد توقيف العديد من رجال الأعمال والأثرياء كان توقيف سعيد بوتفليقة الذي كان نافذا جدا حتى استقالة شقيقه، موضع ترحيب المحتجين، ورأى الكثير من الجزائريين أن سعيد بوتفليقة كان له دور في جهود إبقاء شقيقه بأي ثمن في الحكم، رغم الجلطة الدماغية التي تعرض لها في 2013، كما تم حبس اثنين من كبار قادة جهاز المخابرات الفريق محمد مدين المكنى "توفيق" وعثمان طرطاق المكنى "بشير". واتهما مع سعيد بوتفليقة بالإساءة إلى سلطة الدولة والجيش.

رغم أن المتظاهرين تلقوا بارتياح هذه الأنباء، لكن انطباعا تكون لديهم أن هذه الاعتقالات التي يرى فيها الكثيرون بصمات قايد صالح، تشكل خصوصا فرصة لعملية تطهير في هرم السلطة في إطار صراع أجنحة داخل النظام، كما رأت منظمات تنشط ضمن الاحتجاج في توقيف لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال (تروتسكي-11 نائبا) الخميس، محاولة لفرض العملية الانتقالية الدستورية الجارية "بالقوة".


مواضيع متعلقة