البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب: 3 سنوات من «التدريب والتمكين»

11:03 م | الثلاثاء 21 مايو 2019

«عايزين ننقل دفّة القيادة لجيل جديد، لأن دى طبيعة الحياة، لكن لازم نعلّمه الأول علشان ينجح فى المهمة ومايتظلمش».. كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال مشاركته فى أسبوع شباب الجامعات العاشر بجامعة قناة السويس فى سبتمبر 2015، ليعلن وقتها عن تدشين مبادرة «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة»، مؤكداً أن هذه المبادرة ستفتح الباب أمام جيل جديد سيكون قادراً على إدارة مؤسسات الدولة بعد اكتساب الخبرات اللازمة، لتبدأ منذ ذلك التاريخ رحلة تدريب وتأهيل الشباب، بهدف تجهيز قيادات جديدة تستطيع بناء مستقبل أفضل للدولة.

وظل الحديث لا ينقطع عن الشباب، والمطالبات بتمكينه لا تنتهى، والمناشدات مستمرة لاستغلال الطاقات الكبيرة لديه فى الاتجاه الصحيح، لكن كل ذلك لم يصل صداه على مدار عقود طويلة مضت إلى أصحاب الحق ممن هم فى العشرينات والثلاثينات من العمر، لأن هؤلاء هم الذين يشكلون الغالبية العظمى فى المجتمع، لكنهم يشتكون دائماً من التهميش والإهمال، وظلت شعارات تمكين الشباب فى وادٍ والشباب أنفسهم فى وادٍ آخر، كشعارات يتم ترديدها على ألسنة المسئولين والنخب والشخصيات العامة على الفضائيات والصحف.

وعلى مدار فترات طويلة بقى الوضع على ما هو عليه حتى ألقى الرئيس السيسى حجراً حرّك المياه الراكدة عندما أطلق، خلال العام الثانى من فترة رئاسته الأولى، مبادرة جديدة لتمكين الشباب تحت رعاية مؤسسة الرئاسة مباشرة، وجاءت البداية الحقيقية مع احتفالية الدولة بيوم الشباب المصرى فى ٩ يناير ٢٠١٦، حيث أعلن الرئيس السيسى، حينذاك عن إطلاق عام الشباب، وبدء البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة «PLP».

خريجو البرنامج يتقلدون مناصب قيادية تحت شعار "التمكين بعد التأهيل"

وحدد البرنامج 6 أهداف يسعى لتحقيقها، وهى: «توسيع قاعدة المشاركة الشبابية فى إدارة الدولة، وتهيئة آلاف الشباب لتولى مناصب قيادية فى الدولة، وخلق نموذج للتعليم والتدريب العملى المحترف ليسهل تكراره على نطاق أوسع، وتدعيم الهيئات الحكومية والوزارات بكفاءات حقيقية قادرة على تحسين الأداء والإنتاجية وحل المشكلات المزمنة، ورفع مستويات الوعى السياسى والثقافى من خلال إعطاء صورة شاملة عن النظم السياسية والحكومية ونظم إدارة المؤسسات، وتوفير مساحة التواصل المباشر بين الدولة بمؤسساتها وبين الآلاف من الشباب بشكل مباشر ودون وسطاء».

وحدد البرنامج الرئاسى 6 مراحل لاختيار المتدربين، وتبدأ بالتقديم على الموقع الإلكترونى للبرنامج، وملء استمارة التقديم للبرنامج التى يتم من خلالها التعرف بشكل مبدئى على البيانات الأولية للمتقدمين، ثم تجهيز الأوراق المطلوبة واستمارات التقدم للتأكد من جدية والتزام المتقدمين ومطابقتهم للشروط، وتأتى المرحلة الرابعة لاختيار المتدربين مع اختبارات كتابية باللغتين العربية والإنجليزية للتعرف على مستويات المتقدمين وقدراتهم، فيما تشمل المرحلة الخامسة مقابلات شخصية يجريها عدد من المتخصصين وذوى الكفاءة والخبرة، بهدف معرفة مدى ملاءمة المتقدم للبرنامج، فيما تشهد المرحلة السادسة والأخيرة إجراء عدة اختبارات نفسية فى مراكز متخصصة لقياس العديد من الأمور المطلوبة والحيوية، ومن بينها مدى قابلية الشاب لفهم واستيعاب الواقع والمعطيات والتحديات وقدرته على التأثير بفاعلية وإيجابية.

نسبة تمثيل المحافظات فى البرنامج بلغت 100%.. والقاهرة والجيزة والإسكندرية الأعلى فى المشاركة.. والذكور 55% من طلبة البرنامج والإناث 45%

واستطاع البرنامج أن يحقق درجة كبيرة من التنوع الديموغرافى أثناء عملية الاختيار والقبول، حيث إنه فى كل دفعة من دفعات البرنامج الرئاسى كانت نسبة تمثيل الشباب فى محافظات مصر 100%، ولم تخل محافظة من وجود طالب أو خريج من البرنامج الرئاسى حتى الآن، كما أن التمثيل فى كل دفعة جاء متناسباً مع عدد أبناء المحافظة من الشباب وعدد المتقدمين منها، وجاءت محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية الأعلى فى التمثيل، بينما جاءت محافظات الحدود وجنوب الصعيد الأقل فى المشاركة، رغم الحرص على تمثيلها.

وحول التمثيل النوعى، تقاربت النسب بين الذكور والإناث بين طلاب البرنامج، لتصل إلى 55% للذكور، و45% للإناث، وجاءت الفئة العمرية بين 26 و30 عاماً الأكبر بين عدد المشاركين، حيث وصلت إلى 61%، بينما وصلت نسبة المشاركين بين 23 و25 عاماً 9% فقط. وحول التخصصات العلمية للمشاركين، جاء خريجو الكليات العلمية «كليات العلوم والهندسة والحاسبات» الأكثر مشاركة، تليها الكليات الأدبية.

وتنوعت الدرجات العلمية الحاصل عليها شباب البرنامج، فكانت النسبة الأكبر لخريجى بكالوريوس، يليها الحاصلون على الماجستير، ثم الحاصلون على الدبلومات، وأخيراً خريجو الليسانس، بينما وصل عدد الحاصلين على شهادة الدكتوراه إلى 46 شاباً من الملتحقين بالبرنامج.

وحول قطاعات العمل، وصلت نسبة العاملين من شباب البرنامج إلى 79%، أكثرهم فى القطاع العام بعدد 473 طالباً، فيما جاء عدد العاملين بالقطاع الخاص من طلبة البرنامج 345 طالباً، و91 طالباً فى قطاع الأعمال، و55 طالباً فى أنشطة مجتمعية غير هادفة للربح، و39 طالباً فى أعمال حرة.

وتصل فترة الدراسة فى البرنامج الرئاسى إلى 8 أشهر، ويعتمد أسلوب الدراسة على جانبين أساسيين: الجانب الأكاديمى، والجانب التطبيقى، ويحصل الطالب على أربع دورات دراسية أساسية، وهى: «العلوم الاجتماعية والإدارة المحلية»، والتى تشتمل على برامج إدارة المؤسسات والتغيير المؤسسى، و«العلوم الإدارية والقيادية» والتى تشمل برامج التسويق وريادة الأعمال والموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجى، و«العلوم السياسية» والتى تشتمل على برامج الاقتصاد والعلوم السياسية والمراسم والبروتوكولات والإعلام والرأى العام، وأخيراً دورة «العلوم الأمنية» والتى تشمل برامج العلوم الاستراتيجية والأمنية.

وإلى جانب الدورات الدراسية، يشتمل البرنامج الرئاسى على عدد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التى تهدف لزيادة الوعى الثقافى والمعرفى واستغلال التنوع الجغرافى لطلاب البرنامج فى إثراء التجربة اعتماداً على مقدار اختلاف خلفياتهم الدراسية والاجتماعية والجغرافية، ومن ضمن الأنشطة والفعاليات: «اليوم الرياضى السنوى»، و«الصالون الثقافى»، و«صالون المواهب الإبداعية»، و«ورشة تعليم الخط العربى»، و«راديو PLP» والذى قام شباب الدفعة الثانية من البرنامج بتأسيسه.

وقدم البرنامج الرئاسى الدعم لخريجيه للحصول على المنح التعليمية والتدريبية سواء داخل أو خارج مصر، من خلال تقديم تسهيلات أو ترشيح من البرنامج أو دعم مالى، ومن بين هذه المنح، منحة شركة هواوى الصينية، ومنحة برنامج تأهيل الكوادر الوسطى، ومنحة زمالة كلية الدفاع الوطنى، ومنحة MBA، ومنحة برنامج الشمول المالى، ومنحة مواجهة الأزمات وضمان استمرارية الأعمال.