«أولى ثانوى» تسحب البساط من «الثانوية العامة»: الأعلى قلقاً

كتب: سحر عزازى

«أولى ثانوى» تسحب البساط من «الثانوية العامة»: الأعلى قلقاً

«أولى ثانوى» تسحب البساط من «الثانوية العامة»: الأعلى قلقاً

معاناة لم تكن فى الحسبان عاشها أولياء أمور طلاب الصف الأول الثانوى، منذ أن ودع أبناؤهم الشهادة الإعدادية، لتتحول حياتهم إلى كابوس أبشع من الثانوية العامة، التى كانت محط أنظارهم، حيث استنفدت طاقتهم المادية والنفسية، وتضاعف جهدهم وخوفهم من المجهول، الذى دق ناقوس حياتهم فجأة، فى إطار عملية التطوير التى بدأتها الوزارة، وتجربة «التابلت».

تروى إيمان زكريا، والدة «بيتر»، الطالب فى مدرسة بمدينة نصر، أن ابنها كان متفوقاً دراسياً، وحصل على مجموع 97% فى الشهادة الإعدادية، ثم تراجع مستواه، وفقدت السيطرة عليه، وإقناعه بالمذاكرة بعد أن سمع من المدرسين أن الامتحانات ليست مهمة، وبالتالى فقد شغفه وحماسه، وسادت حالة من الحزن والإحباط فى البيت: «خسارتنا السنة دى نفسية وده الأصعب».

وتحكى أن ابنها حل 14 سؤالاً من أصل 35، مطالبة بحل ينقذ الطلاب فى بداية حياتهم: «حالنا أسوأ من الثانوية العامة، المفروض أن الأولاد فى مرحلة تأسيس، ولو ماقدرناش السنة دى، مش هنقدر بعدين».

"إيمان": خسارتنا نفسية وده الأصعب.. و"غادة": ولادى طلبوا يسيبوا التعليم ويشتغلوا

معاناة مضاعفة تعيشها غادة صلاح، موظفة فى وزارة الطيران المدنى وأم طفلين، فمع بداية العام انتقلت من مدينة نصر، حيث كانت تسكن، إلى مدينة الشروق بأطفالها، وألحقت طفليها بمدرسة، ووجدت الحال سيئاً عكس توقعها، فلا يوجد مدرسون فى الفصول، ولا مناهج تدرس، ولا خطة واضحة تنقذ الطلاب: «المديرة قالت لى ماتجيبيش ولادك علشان العيال هنا مش واخدين عليهم، علشان جداد».

حالة من التوتر عاشتها، خاصة مع طلب ابنيها البحث عن عمل وترك الدراسة، التى استنفدت طاقتهما: «مابقتش عارفة أصرف على الدروس، ولا نفسية ولادى اللى اتدمرت»، وحاولت بشتى الطرق تسهيل الأمر عليهما بشراء «راوتر» لاتصالهما بشبكة الإنترنت، لكن دون جدوى: «لاقيت بنك المعرفة واقع، ومفيش كتاب يذاكروا منه، والامتحانات مش فى المنهج».

«ابنى بيضيع قدام عينى وأنا عاجزة عن إنقاذه»، هكذا عبّرت الدكتورة سلمى محمود عن معاناتها مع ابنها، واستنزاف طاقتها وأموالها، مؤكدة أنها أنفقت أكثر من 13 ألف جنيه على مدار 4 شهور على الدروس الخصوصية دون جدوى حقيقية: «ابنى راح المدرسة يومين بس»، فى ظل تدنى مستوى التعليم والخدمات بالمدرسة، التجربة التى لم تكن تتوقعها، خاصة أن ابنها فى مرحلة انتقالية، وليس الثانوية العامة التى تعد لها من الآن.


مواضيع متعلقة