تمسك أوكراني مقابل إصرار روسي.. مشاهد تلخص أزمة جزيرة القرم
جزيرة القرم
أعلن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن تبعية شبه جزيرة القرم لأوكرانيا ليست موجودة، كما قلنا أكثر من مرة سابقا، حيث إن "جزيرة القرم" هي منطقة روسية وليست أوكرانية، وذلك حسبما أفادت "روسيا اليوم".
وجاء ذلك ردا على الرئيس الأوكراني الجديد فلاديمير زيلينسكي، الذي أكد أمام البرلمان اليوم أنّه سيعمل من أجل إعادة "الأراضي المفقودة"، وأنّ جزيرتي "القرم ودونباس" أراض أوكرانية وليست روسية، وأنّ سكان دونباس وشبه جزيرة القرم، ليسوا غرباء بالنسبة لأوكرانيا، وذلك في كلمته أمام البرلمان بعد توليه منصب الرئيس رسميا صباح اليوم، حسب ما أفادت "روسيا اليوم".
وكانت روسيا ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية، الواقعة على البحر الأسود، إلى أراضيها، عقب استفتاء شعبي في مارس 2014، ذلك التوقيت الذي اشتعلت فيه الأزمة بين البلدين حينما اتهمت روسيا سفن أوكرانية، بالدخول بطريقة غير قانونية في مياهها، ومنعتهم من الإبحار في بحر أزوف، ووضعت روسيا ناقلة نفط، تحت جسر يمتد فوق مضيق كيرتش، ويعد المضيق هو المعبر الوحيد إلى بحر آزوف الذي تتقاسمه الدولتان.
وفي نوفمبر الماضي، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا بحث خلاله التصعيد العسكري الذي حصل بين روسيا وأوكرانيا إثر احتجاز البحرية الروسية 3 سفن عسكرية أوكرانية في مضيق كيرتش، كما أفاد دبلوماسيون لوكالة "فرانس برس" والذين قالوا إنّ كلاًّ من روسيا وأوكرانيا طلبت عقد الاجتماع، وندّدت كييف بما اعتبرته "عملاً مجنوناً أقدمت عليه روسيا ضد أوكرانيا.
وأطلقت قوات روسية النار، واحتجزت 3 سفن حربية أوكرانية، قبالة سواحل شبه جزيرة "القرم" التي استولت عليها روسيا قبل سنوات، وذلك في تصاعد جديد للتوتر بين البلدين، واستولت قوات روسية على زورقين حربيين وقاطرة، وأصيب عدد من طواقم السفن الأوكرانية، وتلقي كل دولة باللوم على الأخرى بشأن الحادث ومن المقرر أن يصوت البرلمان الأوكراني اليوم الاثنين على إعلان حالة الطوارئ، بحسب "بي بي سي".
ووقتها رجعت الأزمة حينما حاول زورقان حربيان وزورق سحب من أوكرانيا الإبحار، من ميناء أوديسا على البحر الأسود، إلى ميناء ماريوبول على بحر آزوف، وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية حاولت اعتراض السفن، وصدمت زورق السحب.
واستمرت السفينتان في الإبحار باتجاه مضيق كيرتش، لكن اعترضتهما ناقلة النفط، وحشدت روسيا حينها أربع طائرات حربية في المنطقة، واتهمت السفن بالدخول بطريقه غير قانونية إلى المياه الروسية، وقالت إن المرور معلق لأسباب أمنية، وقالت البحرية الأوكرانية، في وقت لاحق، إن زوارقها أصيبت وتعطلت، لدى محاولتها مغادرة المنطقة.
وكان أفاد مركز العلاقات العامة في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي باحتجاز السفن الحربية الأوكرانية الثلاث التي انتهكت المياه الإقليمية الروسية في البحر الأسود، وإجبارها على التوقف، وأكد المركز توفر الأدلة الدامغة لتحضير كييف وقيامها باستفزازات في البحر الأسود، مشيرا إلى أن هذه "المواد ستنشر قريبا".
وأضاف المركز: "ينبغي على قيادة كييف، التي تتخذ مثل هذه القرارات الخطيرة وغير المسؤولة، أن تفكر في عواقب أفعالها"، وردًا على الإجراءات الاستفزازية من كييف، منعت القوارب العسكرية الروسية السفن الأوكرانية من الوصول إلى المضيق، وقامت طائرة هجوم من طراز سو 25 بدوريات في المجال الجوي للمنطقة، وفقا لموقع "روسيا اليوم".
ويقع بحر آزوف الضحل شرق شبه جزيرة القرم، وإلى الجنوب من مناطق في أوكرانيا، يسيطر عليها جزئيا انفصاليون موالون لروسيا، ويقع ميناءان أوكرانيان حيويان على ساحله الشمالي، وهما بيرديانسك وماريوبول، حيث يجري عبرهما تصدير الحبوب والصلب، واستيراد الفحم.
وفي عام 2003، وقعت أوكرانيا وروسيا اتفاقية، عرفت بحر أزوف بأنه مياه داخلية لكلا البلدين، ومنحت الاتفاقية حرية الملاحة لجميع السفن الأوكرانية والروسية، لكن روسيا بدأت مؤخرا في تفتيش كل السفن، التي تذهب إلى أو تأتي من موانئ أوكرانيا.