"عاوزك شديد يا ولدي".. إبداع عمرو سعد في مشهد وداع والده بـ"بركة"

كتب: فادية إيهاب

"عاوزك شديد يا ولدي".. إبداع عمرو سعد في مشهد وداع والده بـ"بركة"

"عاوزك شديد يا ولدي".. إبداع عمرو سعد في مشهد وداع والده بـ"بركة"

"أول ما اتولدت يا ولدي اتناولتك على يدي، عايز يدك تبقى آخر يد تسترني في تربتي".. تلك كانت الوصية الأخيرة التي اختتم بها "طاهر" وداعه لنجله "بركة"، بأحد أبرز المشاهد في الحلقة الثالثة عشرة من مسلسل "بركة"، الذي يعرض عبر شاشة  cbc، في رمضان، بطولة  الفنان عمرو سعد، كمال أبورية، هالة صدقي، هنادي مهنا، رنا رئيس، عبدالرحمن أبو زهرة، رياض الخولي، إنعام سالوسة، صلاح عبدالله.

وبدموع سالت حزنا وصمت ملأ المكان، أبدع الفنان عمرو سعد، في إيصال مشاعر الفقد والحزن للجمهور بمشهد وداعه لوالده بالعمل الدرامي، والذي بدأ بتواجده في المستشفى عقب علمه بمرض والده "طاهر" ليجري مسرعا إليه، منصتا لجميع وصاياه الأخيرة بعدما رفض الراحة، ليقول "لو ضاجت عليك الغربة يا ولدي عاود لأهلك ولناسك.. مال جدك لجدك ومن بعده لمين ما يكون بس ملكش فيه ميلم ولا قرش يدك تسد جوعك.. الحرام كتير مفيش أهون من الحرام"، مختتما حديثه بدعوته له.

ومع رفض "بركة" لأمر وداع والده له، أوقفه في الكلام، قائلا "انت ليك في رقابتي دين، وليا في رقابتك ديني، ديني هي الأيام والليالي اللي عشناها من غيرك، ودينك في رقبتي إني أفرحك وتطلع انت تشوف بذرتك اللي زرعتها كيف شاده عودها وقدرت وعرفت تضلل عليك.. دينك إني أفرحك"، ليقاطعه والده بالدعوة له "ربنا يبارك فيك يا ولدي".

وفي نهاية وصايا "طاهر" من ولده، أوضح له أنه ليس مديون لأحد بالمال، وعليه أن يراعي شقيقته ووالدته، موصيًا: "بركة يا ولدي أنا ممديونش لحد بفلوس  واختك روحك فيها، أمك دين في رقابتي ومن بعديها دين أبوك في رقابتك"، ليرحل بصمت وسلام مما يجعل بركة يخرج في حالة من الحزن والبكاء ليمشي الطريق الذي طلبه منه والده قبل أن يرحل.

خطوات بطيئة ممزوجة بالألم والقهر من فقدان الأب الذي يعد بمثابة العمود الفقري لكل ابن، خطاها "بركة" في شوارع المحروسة لجلب الكفن الخاص بوالده حسب ما أوصاه، وبتلك الحالة الحزينة ظهر صوت والده الذي قال "لما الروح تعاود للي خلقاها عاوزك تبقى شديد يا ولدي، وتروح لحالك تقضي المشوار اللي هعلمهولك.. طولت ولا قصرت يا ولدي خطاوينا على سكة الموت سايرة".

وأثناء أداء "بركة" غسل والده بمفرد تذكر عمرو سعد كلمات "طاهر" التي مضمونها: "أبوك ليه حق عليك حق السترة والدفنة والرحمة عليه إن جاء ذكره.. أنت حتة مني يا ولدي وأغلى من العمر كله"، ليقبل "بركة" يد والده في نهاية ذلك المشهد، قائلا " أنا بحبك أكتر من الدنيا دي كلها.. متغبش عليا بروحك".

"مشهد كثف به المعني الحقيقي لمشاعر الخسارة العظيمة" ذلك هو رأي الناقدة الفنية، خيرية البشلاوي، في أداء الفنان عمرو سعد، بمشهد فقدانه لوالده بالعمل الدرامي "بركة"، لافتة إلى أنه أبرز الحالة السيكولوجية لخسارة الأب مما لقي صدى عند الجمهور خاصة الذي عاش نفس المشاعر وجعل آخرون يخافون من المرور بنفس التجربة.

وقالت البشلاوي، لـ"الوطن" إن عمرو سعد، ممثل موهوب وشاطر، يجيد دراسة التقاسيم السيكولوجية للشخصية التي يؤديها، ومن الواضح استعداده لمشهد فقدانه لوالده جيدا باسترجاع كل المشاعر الحزينة وتكثيفيها حتى يظهر مدى ألم فقده لشخص عزيز.


مواضيع متعلقة