أطباء: «إيزوتريتينوين» أحدث تقنيات علاجات حب الشباب

تساقط الشعر، حب الشباب، إزالة الشعر الزائد، تجاعيد الوجه، الكلف، البهاق، الصدفية، كلها أمراض جلدية تسبب أرقاً لكثير من الناس، وبالرغم من عدم خطورتها فإنها تسبب ضيقا للمرضى، كما أنها تترك أثرا نفسيا سيئا، من هنا جاءت أهمية المؤتمر الدولى الشتوى الـ31، للجمعية المصرية للأمراض الجلدية والتناسلية، أحد فروع الجمعية المصرية الطبية الأم. يقول لـ«الوطن» أ. د. صالح الشيمى، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية، كلية طب، جامعة عين شمس إن المؤتمر يهدف إلى مناقشة كافة الأمراض الجلدية وعرض أحدث الأساليب العلاجية، فضلا عن تبادل الخبرات مع الخبراء الأجانب فى مجال الأمراض الجلدية. ويضيف «الشيمى» رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر أن المؤتمر تناول محاضرات علمية وجلسات صباحية قبل المحاضرات النظرية، وشملت المحاضرات موضوعات عن العلاج التجميلى للأمراض الجلدية، الأدوية الحديثة لعلاج الأمراض الجلدية والتناسلية. ويقول «الشيمى» إن بعض الأمراض الجلدية تحدث نتيجة تصرفات بعض الأشخاص الخاطئة واتباعهم عادات سيئة، فاضطرابات الطبقة الحامية للبشرة الجلدية يمكن أن تحدث نتيجة الإفراط فى استخدام الصابون ومنظفات الوجه، ولذلك يجب الاعتدال فى استخدامها، ويضيف أن هذا الاضطراب يمكن أن يؤدى إلى مشكلات جلدية عديدة. وينصح «الشيمى» بضرورة عدم الاحتراق فى الشمس خاصة فى الأوقات التى تكون فيها أشعة الشمس قوية، أى من الساعة 11 صباحا إلى الساعة 4 مساء، ويجب وضع الكريمات الواقية من الشمس «الصن بلوك» وذلك لوقاية البشرة وحمايتها، خاصة لمن عنده استعداد للتعامل السريع مع الشمس، ويوضح «الشيمى» أنه يجب وضع الكريمات الواقية للشمس كل ساعتين وهذا يطبق على كل أنواع البشرة. ويوضح لـ«الوطن» أ. د. مصطفى أبوزيد، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية، والرئيس الأسبق لأقسام الجلدية والتناسلية بطب الأزهر، أن حب الشباب أصبح مشكلة شائعة يعانى منها الكثيرون، فهناك حوالى 85% من الأشخاص تعانى من حب الشباب وهى مشكلة تستمر حتى سن الـ 35، ولكن يمكن تداركها من خلال الاكتشاف المبكر حيث تسهل عملية العلاج.[SecondImage] ويضيف «الشيمى» سكرتير عام المؤتمر، أن تساقط الشعر أصبح مشكلة شائعة، خاصة فى صغار السن والفتيات والسيدات، وتوجد أسباب عديدة لتساقط الشعر، مثل عدم اتباع نظام غذائى صحى ينقصه العديد من الفيتامينات، مما يؤثر على نمو الشعر، وهناك أيضاً العامل النفسى حيث إن التوتر والعصبية الشديدة يساهمان فى سقوط الشعر، وهناك أيضاً بعض السيدات اللاتى يعانين سقوط الشعر بعد سن اليأس، حيث تبدأ الهرمونات الأنثوية فى الانخفاض، وهناك سبب آخر وهو أن الحمل والولادة والرضاعة تؤدى إلى سقوط الشعر، نتيجة نقص عناصر كثيرة مثل المنجنيز والكالسيوم.[FirstQuote] ويوضح «الشيمى» أن مشكلة تساقط الشعر لها حلول عديدة، كل حسب حالته، حيث توجد العلاجات الدوائية والكريمات الموضعية، فضلا عن الجراحة من خلال عمليات زرع الشعر، والليزر الذى يساعد على تقوية الشعر ومنع تساقطه. ويؤكد «أبوزيد» سكرتير عام المؤتمر أن حب الشباب لا يعد مشكلة الشباب فقط، بل إنه يوجد قطاع كبير من الأطفال يعانون من حب الشباب، حتى حديثى الولادة، ويوضح أن حب الشباب عند الأطفال مرتبط بأمراض ترجع إلى وجود خلل هرمونى، وعلاجه مبكرا يساعد بشدة على التخلص منه سريعا، ولهذا يتوجب على الآباء والأمهات فور انتباههم لظهور أى بثور على وجه طفلهم أن يتوجهوا فورا إلى الطبيب. وينبه «أبوزيد» لضرورة اتباع نظام غذائى معين لمرضى حب الشباب، وذلك لأن الغذاء يلعب دورا كبيرا فى التقليل من حب الشباب، ولهذا فيجب التقليل من حوالى 90% من منتجات الألبان، بما فى ذلك اللبن الحليب والجبن والزبادى، لأن منتجات الألبان تحتوى على هرمونات عالية محفزة لانتشار حب الشباب، ويمكن استبدال منتجات الألبان بأطعمة أخرى مفيدة، مثل الكبدة والسبانخ والبروكلى واللحوم والدواجن. ويضيف «أبوزيد» أن الأطفال الذين لديهم عوامل الخطورة للإصابة بحب الشباب، أى من لديهم الأم أو الأب مصاب بحب الشباب، يجب أن يقللوا أيضاً من منتجات الألبان، خاصة الشوكولاتة، لأنها تحتوى على نسب عالية من الألبان. ويوضح «أبوزيد» أنه من ضمن الأغذية التى يتوجب التقليل منها أيضاً هى المعجنات بكافة أنواعها، بما فى ذلك الكرواسون والباتيه والدنش والبيتزا، وينصح «أبوزيد» بضرورة الإكثار من تناول الفواكه الطازجة والخضراوات، خاصة ذات اللونين الأحمر والأصفر مثل الطماطم والفلفل والجزر، وذلك لأنها مفيدة جدا للبشرة، فضلا عن ضرورة شرب ما لا يقل عن 8 أكواب مياه فى اليوم للحفاظ على نضارة البشرة. وعن علاجات حب الشباب، يقول «أبوزيد» إن أحدث العلاجات لحب الشباب هو «إيزوتريتينوين» “iso tretinoin» وهو دواء مشابه للفيتامين «A» من الناحية الكيميائية يتم تناوله عن طريق الفم لعلاج الحالات الصعبة من الإصابة بالبثور أو حب الشباب المنتشر للغاية.[SecondQuote] ويوضح «أبوزيد» أن «الإيزوتريتينوين» يعمل من خلال خفض إنتاج الزيوت الجلدية الطبيعية وبروتين «الكيراتين» الذى يتم إنتاجه فى طبقات الجلد الخارجية، ونتيجة تأثير «الإيزوتريتينوين» على إنتاج «الكيراتين»، فإنه يعتبر علاجا ناجعا وفعالا لمرضى حب الشباب. ويقول لـ«الوطن» أ. د. جيمس فرجسون، رئيس وحدة العلاج الضوئى الأسكتلندى للأمراض الجلدية بمستشفى «ناين ويل» بولاية «دندى» بالمملكة المتحدة، إن العلاج الضوئى له فوائد عديدة لعلاج الأمراض الجلدية، حيث إن تقنيات استخدام العلاج الضوئى الديناميكى فى الأمراض الجلدية تتم عبر مواد محفزة للضوء‏ و‏الأكسجين لخلق ردة فعل كيميائية ضوئية تحطم انتقائيا خلايا السرطان فقط، ‏وهى عبارة عن عقاقير موضعية عن طريق الفم أو الوريد‏. ويضيف «فرجسون» أن هذه المواد تتركز فى خلايا السرطان بالجسم، وتنشط فقط عند تسليط الضوء بطول موجة معينة على منطقة الإصابة بالسرطان، وتؤدى ردة الفعل الضوئية الديناميكية بين المحفز الضوئى، الضوء والأكسجين، لقتل خلايا السرطان. ويوضح «فرجسون» أن استخدامات العلاج الضوئى قد توسعت بشدة، حيث أصبحت تعالج أمراضا جلدية غير السرطان، مثل حب الشباب فضلا عن المساعدة على إحياء وإعادة نضارة البشرة والتخلص من علامات الشيخوخة.[ThirdImage] وينصح «فرجسون» أنه من أجل الحفاظ على البشرة والوقاية من الأمراض الجلدية، يجب أن يتم تناول فيتامين «د»، حيث إن نقص هذا الفيتامين يؤثر سلبا على الجلد، وذلك من خلال التعرض المعقول للشمس وتناول المأكولات التى تحتوى على فيتامين «د»، مثل الأسماك والتونة، كما يجب استعمال الكريمات الواقية من الشمس، واتباع نظام غذائى صحى، لأن أسلوب الحياة الصحى بشكل عام يؤثر إيجابا على الجلد.