«طه حسين» وسط «أسوار العتمة».. لا أحد يزور صاحب «الأيام»

«طه حسين» وسط «أسوار العتمة».. لا أحد يزور صاحب «الأيام»
- أحمد طارق
- أعمال فنية
- أم محمد
- إذاعة القرآن الكريم
- الأدب العربى
- البيك أب
- الشئون القانونية
- الفنون التشكيلية
- أبناء
- أجازة
- أحمد طارق
- أعمال فنية
- أم محمد
- إذاعة القرآن الكريم
- الأدب العربى
- البيك أب
- الشئون القانونية
- الفنون التشكيلية
- أبناء
- أجازة
فى متحف طه حسين.. وبعد مطالعة صفحته على موقع قطاع الفنون التشكيلية التى تعرض مواعيد مخالفة للواقع بأن المتحف يعمل يومياً من الساعة 10 صباحاً حتى 6 مساءً فيما عدا الاثنين، وصلت «الوطن» إلى المتحف فى الثانية والنصف ظهراً لتفاجأ بأن الموعد غير مناسب للزيارة، حيث غادر كثير من المسئولين به، لكن بعد مناقشات دارت حول صعوبة الوصول للمكان وافق بعض الموظفين على اصطحابنا فى جولة بمتحف العميد: «الوقت اتأخر والمفروض إننا بنخلص الساعة 2».. قبل ذلك، رغم وجود المتحف فى شارع باسم «طه حسين» متفرع من شارع الهرم ويمكن الوصول إليه بسهولة، فإن الأمر شابه بعض التخبطات المتعلقة بوجود لافتة إرشادية على ناصية شارع آخر ليس به المتحف.
يتصدر حديقة المتحف تمثال نصفى للعميد، تعرض بتأثيرات الأمطار والرطوبة إلى تقشر سطحه الخارجى وشروخ ونتوءات فى قاعدته البيضاء، ثم ينقسم المتحف إلى قسمين، على اليمين منزله وعلى اليسار مركز «رامتان» الثقافى الذى تقام به فعاليات ثقافية وورش فنية.
وما إن تدلف إلى المنزل لتجد مكتبة طه حسين، التى تزخر بما يقرب من 7000 كتاب، مقتنياته التى قرأها، ومن بينها مؤلفاته التى تزيد على 50 كتاباً بلغات متعددة، ولن يقتصر الأمر على الاقتراب من حياة الحاصل على قلادة النيل الكبرى، ولكن يمكنك أن تكون فى منطقة أقرب ما تكون لقطعة من كسوة الكعبة التى أهداه إياها الملك فهد عام 1954، والتى لم يعد لمياه الذهب أثر عليها، قبل أن تدخل غرفة الصالون المعروفة باسم «صالون الأحد»، الذى شهد العديد من الحوارات والمناقشات الفكرية والأدبية قديماً، كما تجد فى أحد أركانه جهاز الراديو الذى كان يستمع من خلاله طه حسين إلى إذاعة القرآن الكريم و«البيك أب»، وهو جهاز لتشغيل الأسطوانات، لتشع غرفة الأدب والثقافة بجو فنى دافئ عندما كان يختار العميد أن يستمع إلى مقطوعات موسيقية حصل على نسخ نادرة منها، وبجواره مدفأة وبيانو، أهداه لزوجته الفرنسية «سوزان»، وبين ألوان الحوائط الهادئة فى الصالون تجد فى الجانب الأيسر غرفة الطعام الفرنسية الطراز.
جيران العميد: "المكان مابقاش زى زمان وإضاءته وحشة ونفسنا يخلوا حد فنان يديره"
متحف طه حسين لن يقربك فقط من حياة الكاتب: «أين كان ينام، يقرأ، يكتب، يأكل، يتناقش، يستجم مع الموسيقى، الروب وبقية ملابسه، العصا التى كان يتوكأ عليها، نظارته، البايب»، لكن يمكنك أيضاً من الاستمتاع بأعمال فنية نادرة بين لوحات لفنانين عالميين أمثال ماريل - ساندرو بوتشيلى، كما تضم بعض الأسطوانات الموسيقية النادرة، وتزين جدار غرفة مكتبه فى الطابق العلوى لوحة تحمل القرآن كاملاً خَطَّها الكاتب محمد إبراهيم عام 1950، كتب فى نهايتها «إلى رافع لواء الدين والأدب فى الشرق حضرة صاحب المعالى الدكتور طه حسين بك وزير المعارف»، وكانت هذه هى المرة الثالثة التى يكتب فيها «إبراهيم» القرآن كاملاً فى لوحة.
«المتحف يلقى زيارات كثيرة من العرب والأجانب ليأتى المغاربة فى مقدمة الزائرين، «العرب بيقدروا طه حسين جداً وعارفين قيمته أكتر وبيقفوا جنب التمثال فى الحديقة ويطلبوا يتصوروا جنبه من كل الزوايا».. قالها أحمد رضوان، أحد العاملين بالمتحف، مضيفاً: «مرة كنت باقطع تذكرة لزائر سعودى وكان مستغرب جداً إن تذكرة الأجانب 10 جنيه بس وقال دى مش قيمة حد عظيم زيه»، بينما إقبال الزوار المصريين وصفه «رضوان» ووافقته ولاء رأفت، أمينة المتحف، بـ«القليل».
كان الجميع يعرف أن عميد الأدب العربى له ذكرى متعلقة بالشارع الذى أصبح يحمل اسمه، بعض قاطنى شارع طه حسين يعرفون أن للعميد متحفاً فى نهاية الشارع يمرون بجواره لكن لم يتمكن أحدهم من دخوله، وبعضهم أدركوا وجود المتحف بالمنطقة نظراً لوجود اللافتة السابق الإشارة إليها.
أحمد رشاد، الذى يعمل فى الشئون القانونية منذ 3 سنوات فى إحدى الشركات بشارع طه حسين، قال: «أنا شُفت يافطة فعرفت إن فيه متحف لكن ماروحتوش.. بنكمل عشانا نوم»، بينما الدكتور أحمد طارق يروح فى الشارع ذهاباً وإياباً إلى أستاذه الجامعى الذى يشرف على دراساته العليا: «عارف إن فيه متحف ونظمت فيه ورش لطلبة الجامعة عندى وإخواتى شاركوا فى الورش الفنية، بس أنا ماعنديش وقت إنى آجى أدخله».
فوزى عبدالقادر يجاور بيته متحف طه حسين منذ عام 1992، ويحرص على حضور الأنشطة الفنية التى يستضيفها المتحف، خصوصاً فى شهر رمضان: «مابقاش المتحف زى زمان.. أنا بلكونتى بتطل عليه وكتير ننادى عليهم لما نشوف ميه فى البلكونة عندهم والإضاءة بالليل مش موجودة ومابقاش فيه ورش وندوات زى زمان.. نفسى يخلوا حد يمسك المتحف يكون فنان زى زمان من 7 سنين كده»، كما يحرص أبناء «أم محمد جميل» على التقديم فى ورشة الرسم والموسيقى والشعر التى يقدمها مركز «رامتان» الثقافى الموجود بالمتحف فى الإجازة الصيفية: «بسملة بنتى عندها 11 سنة وعلموها الرسم وبدأت ترسم أكتر لما راحت المدرسة السنة دى وهتشارك فى ورشة الأجازة الجاية اللى فى المركز.. لكن ماجاتش فرصة إننا ندخل منزل طه حسين».