أثريون عن تثبيت التماثيل فى المتاحف بـ«خوابير حديد»: تصرف بدائى وكارثى

أثريون عن تثبيت التماثيل فى المتاحف بـ«خوابير حديد»: تصرف بدائى وكارثى
سادت موجة من الإدانات والسخرية والجدل مواقع التواصل الاجتماعى حول واقعة تثبيت أحد التماثيل الأثرية بمتحف سوهاج بمسمار حديدى، لتأتى بعدها أزمة أحد التماثيل بالمتحف المصرى المثبت بخوابير حديدية فى الحائط، لتسفر معاينة النيابة الإدارية فى أزمة متحف سوهاج عن وجود 21 قطعة أثرية مثبَّتة بـ«كانات حديدية»، وما بين الخطر والمتاح يشرح عدد من خبراء الآثار الطريق الأمثل لتنصيب وتثبيت التماثيل، ومنظومة العرض المتحفى، منتقدين الطريقة التى تم التعامل بها مع تمثال متحف سوهاج.
يرى الدكتور عمر زكى، خبير الآثار، أن طرق التثبيت تلك متّبعة فى عدد من متاحف العالم: «تستخدم مثل هذه السندات لتثبيت القطعة الأثرية إذا زاد وزنها على 100 كيلوجرام، لمدة لا تزيد على شهرين على سندات مؤقتة لحين تصنيع قواعد مناسبة للأثر»، مشيراً إلى أن «الكانات الحديدية» والخوابير من شأنها الضرر بالأثر، والضرر يختلف حسب نوع التثبيت فـ«الكانة الحديدية» تأثيرها سلبى أكثر من «الخابور»، لأنه يأخذ مساحة أقل، واللجنة المسئولة تقرر استخدام أحدهما حسب الوزن وخامة الأثر، موضحاً أنه أكثر خطراً على القطع الخشبية، أما للقطع الحجرية مثل الجرانيت والبازلت يكون الخطر محدوداً، خاصة أن مكان التثبيت يجب أن يكون غير مرئى للزائر.
{long_qoute_1}
وعبَّر الدكتور محمد عبدالهادى، أستاذ ترميم وصيانة الآثار بجامعة القاهرة، عن استيائه من الواقعة، بقوله: «دى كارثة، وخطأ بشع فى عالم العرض المتحفى، حتى لو لعرض مؤقت، والتعامل بالطرق البدائية دى مع تراثنا شىء مؤسف، وأكيد بيسبب ضرر للتمثال، لأن الكانات والخوابير دى كمان من النوع الردىء والمعرَّض للصدأ، ما يؤدى لأكبر خطر للقطعة الأثرية»، مشيراً إلى أن القواعد الخشبية والمعدنية هى الطريقة المُثلى لتثبيت تلك الأوزان، وهى الطرق المعمول بها فى متاحف عالمية كاللوفر والمتحف البريطانى.
وعن سبب الواقعة، يقول «عبدالهادى»: «لعل عدم توافر الإمكانيات هو سبب الاتجاه لتلك الطرق، فمتحف سوهاج بلغت تكاليفه الإنشائية مبالغ طائلة، لكن منظومة العرض المتحفى بداخله لم تحظَ بنفس الاهتمام». ويوافقه الرأى الدكتور أحمد صالح، مدير منطقة آثار أبوسمبل، قائلاً: «رُحنا المتاحف الكبيرة ولفّينا العالم وحكاية التثبيت دى مش مستعمل فى أى حتة، برغم وجود أوزان أثقل من تمثال سوهاج، لكن أن يُدق مسامير فى جسم الأثر نفسه دى كارثة، خاصة أن التمثال فى وضع عرض دائم بعد افتتاح المتحف وليس عرضاً مؤقتاً»، موضحاً أن هذه الطريقة كانت من الممكن أن تعرض التمثال للشق، منتقداً الطريقة التى دافع بها المسئولون بوزارة الآثار عن الطريقة الخاطئة، بقوله: «عيب.. المفروض نعترف بالخطأ ونصلحه فى أقرب فرصة، وعيب أوى يبقى عندنا متحف سوهاج ومصروف عليه مليارات ويبقى دى طريقة العرض».
وضرب «صالح» مثلاً برأس حتشبسوت بالولايات المتحدة، قائلاً: «قطعة حتشبسوت بالجناح المصرى فى متحف متروبوليتان فى نيويورك أكبر من تمثال سوهاج، ومثبتة بدون مسمار ولا خابور، حيث يستقر الرأس على رقبة مصنعة من حجر ملائم للتمثال لتوزيع ضغط القطعة على الجوانب».
تمثال مثبت بمسمار