بعد عامين.. "يوسف" ينتصر من قبره.. "الضابط ونجل البرلماني" في السجن

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز

بعد عامين.. "يوسف" ينتصر من قبره.. "الضابط ونجل البرلماني" في السجن

بعد عامين.. "يوسف" ينتصر من قبره.. "الضابط ونجل البرلماني" في السجن

بعد مرور 24 شهرًا، على هروب ضابط شرطة مفصول، ونجل برلماني، لتورطهما فى قتل الطفل "يوسف العربي" الذي يأتي قبل يومين من ذكرى وفاته، سلم المتهمان الهاربان نفسيهما، صباح اليوم، لجهات التحقيق، وذلك بعد صدور حكم قضائي ضدهما يوم الاثنين الماضي، من محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالتجمع الخامس، بالحبس لمدة 7 سنوات ضد "خالد أحمد عبد التواب"، طالب، و"طاهر محمد أبو طالب"، ضابط مفصول.

وقتل الطفل "يوسف" فى ميدان الحصرى، يوم 17 مايو عام 2017 أثناء إطلاق المتهمين الاربعة" ضابط شرطة مفصول، نجل برلماني، اثنين آخرين" الرصاص من بندقية آلية وخرطوش وطبنجة بطريقة عشوائية احتفالًا بحفل خطوبة أحد المتهمين، وأثناء ذلك استقرت طلقة فى رأس الطفل الضحية أودت بحياته بعد 8 أيام من إصابته.

جاء القرار السابق بعد تغيب المتهمين عن حضور الجلسة التي سبق تحديدها لنظر إعادة محاكمتهم بعد تقدمهم بطلب إعادة إجراءات محاكمة.

"مش قادرة أعبر عن مدى فرحتي وسعادتي".. بهذه الكلمات علقت مروة في حديثها لـ"الوطن"، عن شعورها بالنصر في قضية طفلها "يوسف" الذي راح ضحية الطلق الناري في أحد الأفراح، منذ عامين، مضيفة بأنها ترى أن حق طفلها سيعود بهذا الخبر عند تنفيذ الحكم: "الفرحة هتكتمل عند التقاضي بصورة نهائية.. والحكم يتنفذ".

وأكدت "مروة" أن حق طفلها "يوسف" جاء بمساعدة الكثير ممن تضامنوا في قضيتها، من بعض أعضاء مجلس النواب الذين وقفوا بجانبها منهم النائبة أنيسة حسونة، والنائب هيثم الحريري، ومحمد فؤاد، وأيضًا التغطية الإعلامية التي دعمت قضية يوسف.

وأشارت إلى أن اضطرابها عن الطعام الذي بدأته منذ شهر ونصف كان أيضًا ضمن الدوافع التي حركت سير القضية قائلة: "بشكر كل اللي ساعدني في قضية يوسف.. بباركلنا كلنا".

ويأتي خبر تسليم المتهمان نفسيهما إلى أجهزة الأمن بالتزامن مع ذكرى وفاة "يوسف"، التي تحل بعد يومين، إذا كانت الواقعة التي تسببت في مقتله يوم 17 مايو 2017، لتشعر "مروة" بأن حق طفلها أتى في ميعاده: "دي حالة من الروحانيات.. وحقه جه في معاده".

وكانت مروة أعنت إضرابها عن الطعام، قبل نحو 45 يومًا، وهو ما أدى لدخولها في أزمات صحية متكررة، أملا منها في رجوع حق "يوسف".

بدوره، قال مصدر، إن للمتهمين الحق في التقدم بطلب إعادة إجراءات محاكمة مجددًا، شريطة أن يكونا مقيدا الحرية وموجودان بشخصيهما أمام المحكمة.

تفاصيل جريمة قتل الطفل يوسف العربي التي شغلت الرأي العام، جاءت طبقا لما ورد فى تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية واعترافات المتهمين وسر الفيلا 1888 كالتالي.

- طلقة في الرأس:

ظهر يوم الخميس الموافق 17 مايو  عام 2017 ، تلقت أجهزة الأمن بالجيزة، بلاغا بإصابة طفل وطالبة في كلية طب، بطلقات نارية بميدان الحصري، انتقل رئيس مباحث أول أكتوبر المقدم إسلام المهداوي رئيس المباحث، بصحبة أثنين من معاوني المباحث إلى مكان الواقعة، وبدأ في فحص البلاغ، وتبين أن الطالبة تدعى "دعاء"، وأصيبت بطلقة في الظهر، وتبين بأن الطفل يوسف "استقرت طلقة نارية"، في رأسه، تم إخطار اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث بتفاصيل الواقعة، وانتقل مدير مباحث الجيزة وعقد اجتماع موسع مع ضباط قطاع أكتوبر للبحث عن القاتل.

واستعرض اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث آنذاك، أمام فريق البحث الذي يوجد به عدد كبير من الضباط والأفراد من بينهم العقيد عمرو البرعي مفتش مباحث أكتوبر آنذاك، والمقدم إسلام المهداوي رئيس مباحث أكتوبر، وجاءت بنود خطة البحث كالتالي: مناقشة أصدقاء المجني عليه والاستعلام عن حالة الضحية، وفحص العقارات الموجودة في محيط الحادث وسكان تلك العقارات للبحث عن أسلحة نارية، الاستماع لأقوال عدد من الشهود لبيان عما إذا كان أحدًا سمع إطلاق الرصاص من عدمه.

وعقب الانتهاء من الاجتماع نفذ فريق البحث الخطة للوصول إلى المتهمين بقتل الطفل يوسف، وفحصت قوات الأمن 27 عقارًا، وناقشوا أكثر من 720 شخصا من سكان تلك العقارات، وتبين خلوها تماما من الأسلحة النارية، ولم يدلي أي شاهد عن تفاصيل عن الواقعة بالكامل.

- فحص الأكمنة الشرطية:

استكمل فريق البحث فحص العقارات، وبدء تنفيذ المحور الثاني من الخطة، وهي فحص ومناقشة أفراد قوات الأكمنة الثابتة، والمتحركة، في نطاق أكتوبر والأماكن القريبة من الحادث، لبيان عما إذا كانت هناك طلقة طائشة خرجت من إحدى الأسلحة النارية الموجودة بحيازة الأفراد، ولم تتوصل القوات إلى أية خيوط تقود فريق البحث لتحديد مصدر إطلاق الرصاص.

- حفل زفاف:

انتهت القوات من فحص 300 عقارًا واستجواب أكثر من 1540 شخصا من سكان تلك العقارات وشهود العيان، ورواد المنطقة الذين جاءت الروايات مختلفة فالبعض أكد عدم سماعه لأي رصاص، والبعض الآخر أكد بسماعه صوت رصاص أطلقه شاب في حفل زفاف كان قريب من ميدان الحصري.. مكان إصابة المجني عليه.

- سر الفيلا 1888:

فحصت القوات، أكثر من حفلات زفاف في محيط إطلاق الرصاص والأماكن القريبة، حتى توصلت إلى خيوط بوجود حفل زفاف في فيلا خلف ميدان الحصري مكان إصابة "يوسف" وبالتحديد الفيلا رقم "1888" انطلقت قوة أمنية إلى مكان الفيلا التي تقع بشارع الرئاسة.. خلف ميدان الحصري وتبعد أكثر من1500 مترا من مكان الحادث، وعثرت القوات على 18 فارغ أعلى سطح الفيلا التي أقيمت فيها حفل الزفاف، وحرزت مقطع فيديو أظهر 5 متهمين بإطلاق الرصاص في حفل الزفاف.

- ضبط 3 متهمين:

توصلت قوات الأمن، إلى أن وراء ارتكاب واقعة قتل الطفل يوسف العربي 4 متهمين هم "ضابط شرطة برتبة نقيب من إدارة البحث الجنائي بالفيوم وحفيد رئيس الجمهورية الأسبق، ونجل برلماني عن إحدى الدوائر بالفيوم، وعامل وطالب وجميعهم مقيمين في محافظة الفيوم" .

وانطلقت مأمورية من مباحث الجيزة بالتنسيق مع مديرية أمن الفيوم، وتمكنت القوات من إلقاء القبض على 3 من المتهمين وهم العريس وخاله وأحد أصدقائه، وتم إحالته للنيابة التى احالتهما للمحاكمة الجنائية بعد 6 أشهر من التحقيق، وأصدرت المحكمة فى شهر مايو من العام الماضي حكما  ضد 3 متهمين في قضية قتل الطفل يوسف بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات، ومتهم رابع بالسجن 5 سنوات، وتغريم كل منهم 20 ألف جنيه.

- هروب عامين:

صباح يوم الأثنين الماضي، قضت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالتجمع الخامس، باعتبار الحكم الغيابي الصادر بحق المتهمين خالد أحمد عبدالتواب، طالب، وطاهر محمد أبوطالب، ضابط مفصول، بالسجن لمدة 7 سنوات، قائمًا، في قضية مقتل الطفل يوسف العربي، مايو 2017، بميدان الحصري بالسادس من أكتوبر.

وجاء القرار السابق بعد تغيب المتهمين عن حضور جلسة اليوم التي سبق تحديدها لنظر إعادة محاكمتهم بعد تقدمهم بطلب إعادة إجراءات محاكمة.

وبعد هروب المتهمين لمدة عامين، وبتضيق الخناق عليهم من قبل قوات الأمن، سلم المتهمين انفاسهما للجهات التحقيق، لاتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المحكمة التى أصدرت حكمها السابق.


مواضيع متعلقة