صيامنا.. وبهجتنا..جناين فوانيس وزينة وابتهالات.. والسهر يحلى مع «الفول والطعمية».. «شى الله يا سيد»
المقاهى والمطاعم تمتلئ بالمواطنين فى أوقات الإفطار والسحور
بعد الانتهاء من تناول الإفطار وأداء صلاة العشاء والتراويح، يبدأ السهر انتظاراً لموعد السحور، وسط أجواء رمضانية اعتادها أبناء مختلف القرى والمدن فى محافظة الغربية منذ عقود، فرصة ينتظرونها من العام للعام للقاء الأهل والأصدقاء، ولم شمل العائلات على موائد الإفطار والسحور، ولا يحلو السهر إلا على الكورنيش أو فى الحدائق والمتنزهات والميادين العامة، أو على المقاهى أو الأندية والساحات الشعبية، وتزداد حلاوة السهرة مع وجبات وسندوتشات «الفول» و«الطعمية»، التى يقبل عليها الآلاف فى مطاعم المأكولات الشعبية، التى تعج بالرواد فى كل ليلة من ليالى الشهر الكريم.
فى مدينة طنطا، وقبل لحظات من أذان المغرب، يتجمع المئات حول موائد الرحمن المنتشرة فى ساحة المسجد «الأحمدى»، بعضهم يصطحبون معهم أفراد أسرتهم، لتناول طعام الإفطار، ثم يتوجهون إلى المسجد لأداء الصلاة، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح، يعودون ليفترشوا الساحة مرة أخرى، حتى موعد السحور، وعادةً ما تكون الخيام الرمضانية وموائد الرحمن، التى يتعاون «أهل الخير» على إقامتها، مقصداً للمئات من «الغلابة» والمغتربين وعابرى السبيل، الذين يلجأون إليها لتناول الطعام، وسماع تلاوة القرآن والتواشيح والابتهالات الدينية، التى تصدح كل ليلة من هذه الخيام، حتى مطلع الفجر.
وعلى بعد خطوات تقع منطقة «الصارى»، التى ينتشر فيها المئات من بائعى الحلويات «السمسمية والحمصية والحلاوة الشعر»، والحلويات الشرقية والغربية، والتى يقبل عليها العديد من زوار المسجد «الأحمدى» وضريح «السيد البدوى»، وفى مساحة أخرى بمنطقة «الاستاد»، تنتشر معارض «أهلاً رمضان»، و«كلنا واحد»، والتى يلجأ إليها عدد كبير من البسطاء ومحدودى الدخل، لشراء احتياجاتهم من السلع الرمضانية بأسعار زهيدة.
الوضع فى مدينة المحلة الكبرى لا يختلف كثيراً عنه فى طنطا، حيث يحرص الأهالى فى المدينة العمالية، التى كانت فى الماضى واحدة من قلاع الصناعة فى مصر، على جمع شمل أسرهم من الصغار والكبار، للاستمتاع بأيام الشهر المبارك، إما بالتجمع، قبل صلاة المغرب، داخل أحد الأندية المنتشرة بالمدينة، ومنها نادى الصيد، وبلدية المحلة، والموظفين «غزل المحلة»، ومراكز الشباب على ضفاف «بحر شبين»، أحد فروع نهر النيل، أو بالتجمع فى الحدائق والمتنزهات العامة، لتناول الإفطار فى الهواء الطلق، وسط الطبيعة التى تضفى مزيداً من البهجة، كما تنظم بعض الأندية خياماً رمضانية، تقدم بعض الفقرات الترفيهية للأطفال، وعروضاً موسيقية وغنائية لفرق «التخت الشرقى»، بمشاركة فرق شابة للموسيقى العربية.
وتُعد منطقة «الحنفى»، إحدى أقدم المناطق التراثية فى قلب مدينة المحلة، واحدة من أكثر المناطق بمحافظة الغربية التى تغمرها أجواء البهجة والفرحة طوال شهر رمضان، يحرص الآلاف من أبناء ومواطنى المدينة العمالية على أن يكون مقصدهم طوال أيام وليالى الشهر الكريم أحد المطاعم الشهيرة، يمتلك باعاً طويلاً فى المأكولات الشعبية أما فى قرى ومراكز سمنود وزفتى والسنطة، عادةً ما تخرج مئات العائلات إلى المتنزهات العامة، التى تقع بمحيط قناطر «الخمسين»، التى تقع أعلى ربوة تحيطها مياه فرع رشيد، وتحوى بعض الألعاب الترفيهية للأطفال، مثل «المنطاد» والمراجيح، ما يشجع الأهالى على اصطحاب طعام الإفطار أو السحور معهم، سواء بتجهيزه فى بيوتهم، أو شرائه من مطاعم المأكولات الشعبية، لتناوله وسط المتنزهات، بصحبة الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران.
ومن جانبها، أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة بمحافظة الغربية عن تنظيم برنامج ثقافى لشهر رمضان، يتضمن عروضاً فنية ومسرحية وغنائية، بالإضافة إلى الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، على مسرح المركز الثقافى بطنطا، ومسرح قصر ثقافة غزل المحلة، وغيرها من قصور وبيوت الثقافة بمختلف مدن وقرى المحافظة.