صيامنا.. وبهجتنا.. الفطار فى «المضيفة»: كبدة ولحمة جملى.. ولا «أكل» يعلو على «المحشى»

صيامنا.. وبهجتنا.. الفطار فى «المضيفة»: كبدة ولحمة جملى.. ولا «أكل» يعلو على «المحشى»
على عكس الكثير من المدن، تتميز قرى محافظة الشرقية ببعض العادات والتقاليد الخاصة خلال شهر رمضان، فمع دخول الشهر الكريم، جرت العادة أن يقوم الأطفال بصنع أشكال الزينة، من أدوات بسيطة عبارة عن أوراق ودقيق، ليتم تعليقها بحبال تمتد من منزل إلى آخر، ويدون عليها عبارات «أهلاً رمضان»، كما تحرص بعض العائلات على إقامة حفلات إفطار جماعية لأفراد العائلة طوال الشهر، ورغم أن موائد الإفطار داخل كل أسرة لا تختلف كثيراً عن بعضها، إلا أن أطباق «المحشى» والأرز والمكرونة بأنواعها، تظل القاسم المشترك على معظم الموائد، بينما يشتهر مركز بلبيس بإقبال الأهالى على تناول «الكبدة الجملى»، خاصة فى النصف الثانى من الشهر.
الحاج «حسين مهير»، صاحب أحد المطاعم بمدينة بلبيس، قال لـ«الوطن» إن إقبال الناس على تناول الكبدة واللحوم الجملى يزداد بداية من منتصف شهر رمضان، ومنهم من يأتى لتناول الطعام فى المطعم، وآخرون يأخذون طلبهم بعد إعداده وتجهيزه لتناوله فى المنزل، مشيراً إلى أن مركز بلبيس من أشهر المناطق المعروفة باللحوم الجملى فى محافظة الشرقية، وقد يكون المركز الوحيد الذى يحرص فيه الأهالى على تناول هذه اللحوم، خاصةً الكبدة، لأنها عادة متوارثة منذ سنوات طويلة، نظراً لقيمتها الغذائية العالية، ولضمان أنها لحوم بلدية 100%، وليست مستوردة أو مختلطة، وأضاف أن سعر كيلو الكبدة «نيئة» يبلغ نحو 210 جنيهات، بينما يتراوح السعر بعد تجهيزها فى المطعم، بين 240 و250 جنيهاً، لافتا إلى أن هذه الأطعمة تشهد إقبالاً طوال أيام السنة، إلا أن الطلبيات تهدأ قليلاً مع بداية شهر رمضان، ثم ترتفع مجدداً فى منتصف الشهر الكريم.
وقالت «نهلة السيد»، إحدى الأهالى بالمحافظة، إن عادات الطعام لا تختلف كثيراً فى الشرقية عن المحافظات الأخرى، وتحرص غالبية السيدات على إعداد وجبة «المحشى»، لتناولها خلال اليوم الأول للصيام، فيما تتنوع الأطعمة بعد ذلك على مدار باقى الأيام، وأضاف «مجدى البقرى»، من أهالى مركز الحسينية، أن عائلته تحرص على التجمع فى شهر رمضان، حيث يتم عمل نحو 5 حفلات إفطار جماعية، بدايةً من 5 رمضان، الذى يوافق ذكرى وفاة جدهم الأكبر، مشيراً إلى أن أكثر حفل إفطار تتجمع فيه العائلة يتم تنظيمه بمدينة العاشر من رمضان، حيث يتجمع نحو 5 آلاف من أفراد العائلة من مختلف مراكز المحافظة، وذلك خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، وتابع «البقرى» قائلاً: «نجد فى رمضان فرصة للتقارب والتراحم وعودة روابط الود والمحبة بيننا، خاصةً فى ظل انشغال الجميع بأعمالهم»، مشيراً إلى أنهم استمروا عدة سنوات فى تنظيم حفلات الإفطار طوال أيام الشهر، إلا أنه نظراً للظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار خلال السنوات الأخيرة، تم تقليل عدد الحفلات، وأصبحت أكثر من أسرة تشترك معاً فى تنظيم حفل الإفطار، كما أشار إلى أن بعض الأهالى بقرية «العقايلة»، التابعة لمركز الحسينية، يحرصون على إعداد الطعام فى منازلهم، ثم تصطحب كل أسرة أطعمتها، ويتوجهون بها إلى «المضيفة» الكائنة بالقرية، لتناول طعام الإفطار معاً، كنوع من البركة والتقارب بين الأهالى.
أما «محمد شعبان»، من أهالى قرية «منشأة أبوعمرو»، فقال إنه قبل حلول شهر رمضان بعدة أيام، يتجمع أبناء العائلات لعمل الزينة وتعليقها على المنازل وفى الشوارع، وأضاف: «عادةً ما يستخدم الأطفال أدوات بسيطة، عبارة عن أوراق يحصلون عليها من كتبهم وكراريسهم القديمة، وكمية صغيرة من الدقيق والمياه»، بينما أشار «سعيد طلعت»، أحد أهالى مركز القنايات، إلى أن الأطفال يحرصون على انتظار المسحراتى فى كل ليلة، وما إن يسمعون صوت القرع على الطبلة يتجمعون حوله، ويجوبون معه شوارع القرى، ثم يعودون إلى منازلهم، واختتم بقوله إن «معظم الناس بيكونوا صاحيين، ولكن المسحراتى عادة رمضانية جميلة، ونحن من نطلب من المسحراتى الاستمرار فى مهمته»، مشيراً إلى أن صوت طبلة المسحراتى يدخل البهجة على نفوس الصغار والكبار.