حرب التجارة بين واشنطن وبكين تهدد بأزمات عالمية

كتب:  إيمان هلب، ووكالات

حرب التجارة بين واشنطن وبكين تهدد بأزمات عالمية

حرب التجارة بين واشنطن وبكين تهدد بأزمات عالمية

أمرَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، بزيادة الرسوم الجمركيّة على الواردات الصينيّة بأكملها تقريبا، مبقيا بذلك أقصى حد من الضغوط على "بكين"، التي أكدت أن المفاوضات التجارية ستتواصل رغم زيادة الرسوم الجمركية.

وقال الممثّل الأمريكي للتجارة روبرت لايتهايزر، في بيان أمس، إن "الرئيس طلب منا أيضا أن نُطلق آلية لرفع الرسوم على كل الواردات المتبقيّة من الصين تقريبا والتي تُقَدّر قيمتها بنحو 300 مليار دولار".

ورداً على ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه، في وقت سابق من اليوم، إن بلاده سترد على تلك الزيادة الأمريكية، مؤكدا أن "خطوات واشنطن بهذا الصدد لا تساعد على حل قضايا التجارة الثنائية".

وأضاف: "لدى الطرفين في الوقت الحاضر تفاهم مشترك حول العديد من القضايا، لكن بصراحة هناك خلافات، ونعتقد أنها تتعلق بشكل أساسي بأهم القضايا الأساسية. كل دولة لديها قضايا أساسية مهمة، ونحن لا يمكننا تقديم تنازلات بهذا الصدد".

ويطغى التوتر والتنافس الحاد على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين في ظل ولاية "ترامب"، ما يشكل تناقضا مع النهج الدبلوماسي الذي اعتمده الغرب في الفترة الماضية تجاه الصين، وهو ما يهدد -بحسب خبراء- بإحداث شروخ في العالم لا يمكن التنبؤ بها بعد.

أليكس إيكمان المسؤولة عن شؤون الصين في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، قالت إن العالم "دخل في فترة من التنافس القوي والطويل الأمد بين الصين والولايات المتحدة".

فيما يقول براهما تشيلاني الأستاذ في مركز أبحاث السياسات الهندي، إن "هناك تحولاً في السياسة الأمريكية ستكون له انعكاسات كبيرة على أهم علاقات ثنائية في العالم، وأبعد من ذلك، على الأمن العالمي"، مضيفا: "من ريتشارد نيكسون إلى باراك أوباما، ساعد الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون في ظهور الصين كقوة اقتصادية".

وعلى الرغم من النهج السابق، فإن إدارة "ترامب" غيرت مسار الأمور، حيث يسعى الرئيس الأمريكي إلى مواجهة الصين التي يزداد نفوذها قوة، بما في ذلك شن حرب تجارية شرسة عليها عبر فرض رسوم جمركية مرتفعة، اعتقاداً منه بأن سياسة التوفيق التي اتبعها الرؤساء السابقون الحق الضرر ببلاده.

وقال "تشيلاني" إن التغيير الأمريكي عميق و"سيستمر إلى ما بعد رئاسة دونالد ترامب"، مؤكدا أن "هناك إجماع في واشنطن على أن السياسة السابقة المتمثلة في (التعامل البناء) مثلما أطلق على سياسة الرئيس كلينتون، مع الصين فشلت ويجب استبدالها باعتماد نهج أكثر تشددا".

من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية الدكتور محمد البنا، إن قرار أمريكا برفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بقيمة 300 مليار دولار سنويا، يعد "خرقا لقواعد منظمة التجارة العالمية"، لأن سوق التجارة العالمي أسُس على حرية التبادل التجاري وفتح الأسواق وإزالة القيود الحمائية الجمركية أو غير الجمركية على السلع.

وأعرب "البنا"، لـ"الوطن"، عن استياءه من القرار ومدى تأثيره على معدلات نمو الأقتصاد العالمي، قائلاً: "كنا نتفائل بأن معدلات نمو الاقتصاد العالمي ستصل لـ3% في عام 2019، ولكن تتصاعد الحرب التجارية بين البلدين"، مضيفا: "هذا الخطوة تشير إلى ضيق نظرة الإدارة الأمريكية وسوء إدراتها لزيادة قدرتها التنافسية".

وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن هذا القرار سيؤدي بالضرورة إلى خفض حجم التبادل التجاري بين الصين وأمريكا، واتخاذ الصين خلال الأيام المقبلة سياسة المعاملة بالمثل من خلال إصدار إجراءات وقائية تجاه واردتها من المنتجات الأمريكية، خصوصا الزراعية، تتمثل في خفض رسوم واراداتها من أمريكا، بهدف التقليل من خسائرها.


مواضيع متعلقة