حكاية تلميذ من مدرسة المشاغبين.. هادى الجيار: أول أجر قبضته فى «القاهرة والناس» كان «8 جنيه»

كتب: ياسمين محمود

حكاية تلميذ من مدرسة المشاغبين.. هادى الجيار: أول أجر قبضته فى «القاهرة والناس» كان «8 جنيه»

حكاية تلميذ من مدرسة المشاغبين.. هادى الجيار: أول أجر قبضته فى «القاهرة والناس» كان «8 جنيه»

من خلال الدراما التليفزيونية، خرج الفنان «هادى الجيار» من عباءة «شلة المشاغبين»، وأعاد اكتشاف نفسه كممثل قادر على تقديم مختلف الأدوار، وتألق فى التنويعات التى قدمها على شخصية «ابن البلد»، فارتبط به الجمهور وتنقل معه بين عشرات الشخصيات التى تمثل هذه الحالة الإنسانية الفريدة.. وعبر «رمضانات» متتالية ترسخت نجومية هادى «الهادئة» والمستمدة من ثقة استطاع أن يبنيها عبر تلك السنوات مع جمهوره، وكان القاسم المشترك دائما هو «دراما رمضان».. عن كل ذلك وأكثر تحدث هادى الجيار لـ«الوطن» رابطاً بين القديم والحديث، والخاص والعام، لنطل معه ومن خلاله على كواليس الماضى والحاضر.

أزمة الصناعة "كتابة".. وبتابع شغلى علشان أنتقد نفسى

كنت ما أزال طالباً فى المعهد العالى للفنون المسرحية، عندما رشحنى المخرج الكبير محمد فاضل للمشاركة فى مسلسل «القاهرة والناس»، الذى عرض فى رمضان، وارتبط به الجمهور، وصار علامة من علامات الدراما التليفزيونية فى مرحلة البدايات.. أتذكر كل شىء عن العمل وكواليسه، وكأنه كان أمس، وأذكر أن أجرى وقتها كان «8 جنيهات» عن الحلقة، وارتفع لاحقاً ليصبح «12 جنيهاً»، وكان هذا رقماً ضخماً بمقاييس العصر، حيث كان الموظف المتخرج فى الجامعة حديثاً يحصل على 23 جنيهاً كراتب شهرى.

أهم محطاتى الرمضانية كانت «المال والبنون»، الذى كتبه بحرفية شديدة محمد جلال عبدالقوى، وأخرجه مجدى أبوعميرة بشكل مبهر، وكان فريق التمثيل قوياً جداً، عبدالله غيث ويوسف شعبان وأحمد عبدالعزيز وإبراهيم يسرى وفادية عبدالغنى وغيرهم من العمالقة، وهناك أعمال أخرى قريبة إلى قلبى وارتبطت بها كما ارتبط الجمهور وربما أكثر، منها «الضوء الشارد» و«سوق العصر»، وكلاهما ما زال قادراً على جذب الجمهور عند إعادة عرضه وتحقيق نسب مشاهدة عالية.

واستمراراً لحبى فى دراما رمضان، ألتقى والجمهور العربى فى رمضان 2019 من خلال عملين، الأول «ولد الغلابة» مع النجم أحمد السقا، والثانى «قمر هادى» مع النجم هانى سلامة، وكلاهما من الشباب الموهوب الحريص على انتقاء أعماله، فى «ولد الغلابة» أجسد دور شخص صعيدى، وأقدم الشخصية بتفاصيل جديدة لم أقدمها من قبل، أما «قمر هادى» فهو دور ملىء بالتفاصيل ومكتوب بشكل مشوق جداً، ولا أخفى سراً أننى تحمست للعملين من بين عشرات السيناريوهات المكررة والرديئة والضعيفة، التى تجعلنى أخشى أن يكون الموسم الرمضانى الجديد «هشاً» من الناحية الفنية والدرامية.

الجيل الجديد من نجوم الدراما الرمضانية معظمه جيد، ويمتلك الموهبة والحرفية، وكذلك المخرجون الشبان ومديرو التصوير مستواهم فى تقدم، لكن المشكلة الحقيقية مع الجيل الحالى تكمن فى الكتابة، فهى فى رأيى نقطة ضعف الأعمال الفنية فى الوقت الحالى، زمان كنا نسمى «كرم النجار»، و«محمد عبدالقوى» وغيرهما من العمالقة بـ«الكتبجية» بسبب إتقانهم الشديد للكتابة، فالواحد منهم يقدم عملاً فى 25 حلقة أو 30 حلقة تكون أحداثها محبوكة جداً، وشخصياتها من لحم ودم، واعتماداً على نصوص هؤلاء قدمنا أهم وأنجح الأعمال.

على الشباب إدراك أن "الكاراكتر" ليس "سلسلة" و"دقن" و"ترابيس"

وأيضاً من أسباب تراجع مستوى النصوص هى «ورش الكتابة»، فرأيى الخاص أن العمل الفنى عمل خاص جداً، ولا أتخيل أن يشترك فى كتابته أكثر من شخص، كل واحد منهم له فكره الخاص وأسلوبه، ومن وجهه نظرى أيضاً أن الكتابة مثل التمثيل، هل يصح أن يشاركنى فى دورى ممثل آخر أقدم أنا بعض المشاهد ويقدم هو الجزء الآخر، لا أتخيل كيف يكتب أكثر من مؤلف سيناريو واحداً، هل أحدهم يكتب «الأكشن» والآخر يكتب «الرومانسى»؟! العمل الدرامى مثل البصمة كل مؤلف يكون له مفرداته وجمله الخاصة.

أما النجوم الشباب فهم ممتازون، لكن لا بد أن يعملوا على الشخصية أكثر من ذلك، فمثلا موضة «الدقن» تظهر تجد كل الممثلين يظهرون بالشكل نفسه، رغم أن الدور قد لا يحتاج هذا، لكن للأسف هذا تقليد منهم لأبطال المسلسلات التركى، أتذكر أنا فى أعمالى لم أطلق شاربى إلا إذا احتاج الدور ذلك، إضافة إلى موضة «الترابيس»، هل يعقل أن أقدم شخصية موظف بسيط وأنا مفتول العضلات وأرتدى «سلسلة» فى صدرى؟ أين المصداقية إذن.

لذلك أحب متابعة أعمال رمضان، وأحب أيضاً أن أتابع الأعمال التى أشارك فيها وقت عرضها لأننى أحب أن أنتقد نفسى باستمرار حتى الآن، لكنى أتعجب من كثرة الإعلانات التى تتخلل المسلسلات، تابعت مثلا مسلسل «سلسال الدم»، كان يعرض مشهداً واحداً، ثم تجد كماً كبيراً من الإعلانات، وأنا كمشاهد أكيد أرى أنها كمية غير مناسبة، لكن كفنان أرى أن هذا لصالح القناة التى تعرض المسلسل، لأن الإعلانات هى التى تنفق على الدراما، وهذا فى صالح الممثل لكى يستمر فى عمله عاماً بعد عام، فأنا كفنان أدعو «يا رب تزيد الإعلانات».


مواضيع متعلقة