رمضان في إفريقيا| طبول المسحراتي تدشن صيام غانا

09:52 م | الجمعة 03 مايو 2019

عرفت غانا الإسلام لأول مرة الـ14 الميلادي، عبر التجار العرب، فمع موقعها المميز المطل على المحيط الاطلسي، كانوا يرسون على شواطئها، ومن معاملاتهم الحسنة اعتنق قطاع من أهلها الدين الحنيف، خاصة قبائل "الماندي".

بعد تنقلات مستمرة للقبيلة، كما عادتها وأقرانها في القارة السمراء، استقرت الماندي، القرن الـ14م في شمال شرق غانا، وأسست مدينة "يندي"، وبدأت في نشر الإسلام بين قبائل "الدوجامبا"، وغيرها.

يشكل المسلمون الآن 27% من سكان غانا، وفق تقدير اعلنته المخابرات الأمريكية، و18% وفق احصاء 2002 الرسمي و40% وفق تقييم هيئات إسلامية.

اغلبية المسلمين يتبعون المذهب المالكي مع مجموعات تتبع الطريقة القاديانة منذ سنة 1921، وأخرى عرفت المذهب الشيعي خلال الثلاثين عاما السابقة، ويتحدث غالبيتهم "الهوسا" إحدى لغات الدولة الأساسية.

ويتمتعون بحرية ممارسة شعارئهم ونشرها، لأن الدستور، وتطبيقاته، تكفل حرية العقيدة- أيا كانت.

ومع الحكم العسكري عام 1989، أعلن عيدي الفطر والأضحى كعيدين رسميين وشكلت هيئة للحج، والمسيحية، وفق سي آي إيه، هي الديانة الأكثر انتشارا 69%، ثم الإسلام، والبقية تتوزع على ديانات محلية.

غانا، 239.567 كيلو متر مربع، في أقصى غرب القارة، شرقها توجو وغربها ساحل العاج وشمالها بوركينا فاسو وجنوبها المحيط الأطلسي، حيث خليج غينيا، عاصمتها "أكرا"، وعملتها "السيدي"، وسكانها تجاوزا 27 مليونا، حسب إحصاء عام 2014، يتنوعون بين أعراق الفانتي، الإيوي، وأشانتي، الموسي، المامبروسي، الكوماسي، اليوربا.

والإنجليزية لغتهم الرسمية، لكنّ بعضهم يتحدث العربية واللهجة القبلية المحلية.يبدأ مسلمو غانا التأهب للشهر المبارك مع أول يوم من شعبان.

الشاب الغاني، عبد الرزاق مشيقاني، 32 عاما، يروي لـ"الوطن"، عادات بلاده في شهر اصيام، الذي يدشنه عمليا رمضان، طواف قارعو الطبول في الوارع والتجمعات السكنية، وهم يعزفون ويغنون لإيقاظ الجميع لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، والتي يفضل أن يكون حساء "تو زافي"، المصنوع من دقيق الذرة.

وقبل الإفطار يجتمع سكان القرية في المسجد ويتلون القرآن حتى الأذان، ويحضر كل شخص الفاكهة والماء لتوزيعها على المصلين بالمسجد، ويستمر هذا يوميا حتى انتهاء الشهر المبارك.الوجبات يحرص المسلمين الغانيين على تناولها منها الأرز والبطاطا والكينكي، وأنواع متنوعة من الأسماك، لانخفاض اسعارها لقربهم من ساحل الأطلسي أو "بحر فولتا".

وعقب صلاة العشاء يجتمع أكبر أفراد الأسرة مع الأحفاد والأبناء يروون قصصًا دينية، وأخرى عن تاريخ القبائل وأصل أجدادهم والمعارك القديمة التي شاركوا بها.