مستشار «ترامب»: جادون فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية رغم وجود متعاطفين معهم فى الإدارة

مستشار «ترامب»: جادون فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية رغم وجود متعاطفين معهم فى الإدارة

مستشار «ترامب»: جادون فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية رغم وجود متعاطفين معهم فى الإدارة

قبل أيام أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يدرس إمكانية وضع جماعة الإخوان على لوائح الإرهاب الأمريكية، فى خطوة طالما وعد بها.

وفى هذا السياق، تحدثت «الوطن» مع الدكتور جابرييل صوما، أستاذ القانون الدولى وعضو المجلس الاستشارى للرئيس الأمريكى، والذى أكد أن «ترامب» جاد جداً فى مسألة تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، مشدداً على أن الرئيس الأمريكى تأكد من أن الإخوان تنظيم إرهابى مثل الحرس الثورى الإيرانى. ولفت «صوما» إلى وجود متعاطفين مع الإخوان داخل أروقة الإدارة الأمريكية، ما تسبّب فى تأخر اتخاذ القرار، لكن الرئيس سيمضى قدماً فيه هذه المرة. وإلى نص الحوار:

بداية، ما مدى جدية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن وضع جماعة الإخوان على لوائح الإرهاب الأمريكية؟

- الرئيس جاد للغاية بهذا الموضوع.. الإخوان سببوا أضراراً كبيرة فى عدة دول، ولذلك فالرئيس جاد جداً حيال هذا القرار، إما بموجب قرار رئاسى أو بإحالته إلى «الكونجرس» لمناقشته، وبالتالى يمكن اتخاذ القرار.

جابرييل صوما لـ"الوطن": القرار سيشمل كل فروع التنظيم فى أمريكا.. وسيمنع أعضاءه من السفر ويوقف أعمالهم البنكية

إذا تمت مناقشة القرار بالفعل فى «الكونجرس» أو بقرار رئاسى، هل يستطيع «ترامب» التوافق مع الديمقراطيين بشأن قرار كهذا؟

- أعتقد أنه فى الوقت الحالى هناك تقارب واتفاق بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى الموقف من جماعة الإخوان، صحيح أن هناك معارضة من قبَل بعض الديمقراطيين، لكن هذا القرار يمثل أهمية بالنسبة للجمهوريين والديمقراطيين. الجمهوريون فى الوقت الحالى يعملون على أن يتم التوصل إلى قرار يصدر بشكل موحد بخصوص تصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً فى الولايات المتحدة الأمريكية.

هل هذا القرار، إن تم اتخاذه، سيكون فى تأثيره مثل قرار وضع الحرس الثورى الإيرانى على لوائح الإرهاب؟

- بالطبع، إذا صدر قرار من هذا النوع فى حالة جماعة الإخوان، فسيطال ذلك أموال الجماعة وسيُمنع أعضاؤها من السفر إلى الولايات المتحدة، وسوف توقف الأعمال البنكية للمنتمين إلى تنظيم الإخوان، وسيكون على غرار العقوبات الاقتصادية التى اتُخذت بحق كثير من الدول والمنظمات الراعية للإرهاب مثل «حزب الله» اللبنانى.

"الإخوان" مثل "الحرس الثورى".. والولايات المتحدة حريصة على استمرار العلاقات الطيبة مع مصر.. ولقاء "السيسى" و"ترامب" ركز على تعزيزها

وهل هذا يعنى أن القرار سيشمل حتى التنظيمات الموالية لجماعة الإخوان فى الولايات المتحدة، والتى غالباً ما تعمل بأسماء أخرى؟

- القرار سيطال كل أعضاء جماعة الإخوان، وسيطال كل المنظمات الأخرى المرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية، وبجميع المسميات أياً كانت. القرار سوف يشمل كل فروع جماعة الإخوان بمختلف مسمياتها، بما فى ذلك تلك الموجودة داخل الولايات المتحدة. كما قلت لك، مثل ما حدث بقرار إدراج حزب الله اللبنانى على لوائح الإرهاب، سيكون وضع الإخوان مثل وضع «حزب الله».

وعد «ترامب» فى فترة حملته الانتخابية بوضع الجماعة على لوائح الإرهاب، هل تأخر الرئيس الأمريكى فى قراره؟ ولماذا؟

- كنت واحداً من الذين كانوا معه فى فترة الحملة الانتخابية، وكان دائماً يقول ذلك، وكان هناك السيناتور تيد كروز من «تكساس» قدم عام 2013 مشروع قانون لـ«الكونجرس» بهذا الخصوص، ولكن وُضع على الرف لأسباب مختلفة، منها ما قلته من أن هناك بعض الديمقراطيين يعارضون ذلك. ولكن فى الفترة الأخيرة الرئيس «ترامب» كان يُجرى اتصالات مع عدد من الدول العربية من بينها مصر ودول الخليج العربى، وتوصل إلى قناعة تامة بأن الإخوان جماعة أو منظمة إرهابية.

إذاً، هل يُعد اتجاه «ترامب» لحظر جماعة الإخوان مؤشراً على قوة العلاقات المصرية- الأمريكية فى الفترة الأخيرة؟

- العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية طيبة جداً، وهناك تعاون عسكرى وتجارى واقتصادى وسياسى. مصر دولة لها أهمية كبرى فى الشرق الأوسط، والولايات المتحدة ترغب فى استمرار هذه العلاقة الطيبة وتعزيزها بين البلدين. وتم التعبير عن ذلك خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخراً إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس «ترامب».

حسب توقعاتك، ما التحركات التى يمكن أن تقوم بها جماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة لمجابهة صدور القرار؟

- جماعة الإخوان كان لها وجود قوى فى الولايات المتحدة، خصوصاً فى فترة الرئيس السابق باراك أوباما، كما لدى الإخوان عدد كبير من الموظفين فى الإدارة الأمريكية، وهؤلاء الموظفون يتعاطفون مع جماعة الإخوان، وهذا هو السبب الرئيسى فى تأخر الرئيس «ترامب» فى اتخاذ قرار من هذا النوع، بسبب وجود هؤلاء الأشخاص فى الإدارة الأمريكية، عندما كان يتم الاتجاه لبحث هذه المسألة كان هؤلاء الأشخاص يرفضون ويطلبون تأجيله.

وما الذى تغير؟

- وجد الرئيس «ترامب» أنه من الضرورى أن يسعى لاتخاذ قرار بهذا الشأن، وإذا اتخذ قراراً بوضع الإخوان على لوائح الإرهاب، وأعتقد أنه سيتخذه، فسوف يكون وضع أعضاء جماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة صعباً للغاية، حيث إن هذا القرار سيشمل الحسابات المالية للجماعة وغيرها من المصادر التى ستطالها العقوبات الأمريكية.

وما آلية اتخاذ قرار كهذا، هل يمكن أن يتم ذلك بشكل منفرد من قبَل الرئيس؟ أم يحال إلى الكونجرس؟

- عادة الرئيس بإمكانه أن يتخذ قراراً من هذا النوع، لكن من الممكن أن يعرضه على الكونجرس لكى يكون هناك توافق عام وشامل من قبَل الحزبين الديمقراطى والجمهورى. الرئيس «ترامب» بإمكانه أن يقول إن هذه المنظمة إرهابية، وبإمكانه أن يتخذ قراراً رئاسياً فى هذا الموضوع، ولكن فى الحالتين يمكن أن يحدث نفس الشىء، يمكن أن يتناقش الكونجرس حيال القرار ويتم اتخاذه، ومن الممكن أن يأخذ الرئيس القرار دون الرجوع إلى «الكونجرس».

كم من الوقت يمكن أن يستغرقه التوصل إلى قرار بشأن وضعية جماعة الإخوان؟

- لا يمكن القول بموعد محدد، القرار يمكن أن يُتخذ رسمياً من قبَل الرئيس، ولكن ربما ينتظر للحصول على توافق حوله.


مواضيع متعلقة