مجلة زعيم "داعش".. دلالات ظهور "ولاية تركيا" في يد أبو بكر البغدادي

10:08 م | الاثنين 29 أبريل 2019

ظهر زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، في فيديو مصور، اليوم، هو أول ظهور له منذ 5 سنوات، في خضم هزائم التنظيم بكل من سوريا والعراق، وفي كل معاقله.

ومن الأمور اللافتة للنظر في الفيديو، أنه كان يحمل مجلة بعنوان: "ولاية تركيا"، ما أثار كثيرا من علامات الاستفهام حولها، والعبارة التي كُتبت عليها.

كرم سعيد، الخبير في الشأن التركي، قال في اتصال لـ"الوطن"، إن "هذه المجلة لها أكثر من دلالة في تقديري، الأولى خاصة بالتنظيم نفسه، وأنه يسعى لتصدير فكرة الدولة الإسلامية، واعتبار كل دولة في المنطقة، هي ضمن دولة التنظيم، ويريد إعلاء فكرة الخلافة عليها".

وأضاف: "الأمر الثاني أن البغدادي يريد التركيز على تركيا باعتبارها واحدة من أهم دول المنطقة، فهي دولة الخلافة الأخيرة، وصاحبة الإرث العثماني، والأمر الثالث أنه يريد القول إن التنظيم بلغ من القوة أن تركيا باتت واحدة من ولاياته".

واستطرد "سعيد": "في الوقت ذاته هو يريد أن ينسف أو يلغي على الأقل، لدى التيارات الجهادية، فكرة أن الخلافة هي الخلافة العثمانية، وإنما دولة الخلافة هي دولة التنظيم، وأن التنظيم حل محل الخلافة العثمانية".

وحول تناقضات ذلك، مع أحاديث عن دعم تركي للتنظيم، قال "سعيد": "علاقة تركيا بداعش مرت بمرحلتين، الأولى بعد دخول التنظيم إلى الموصل، حيث كان هناك دعما قويا له من قبل تركيا التي تحولت إلى ممر آمن ومقرا لعناصره".

وأضاف: "تم فتح مكاتب تجنيد للتنظيم في إسطنبول، وقدمت له تركيا دعما لوجيستيا كبيرا، باعتبار أنه أهم فصيل في المشهد السوري العراقي، في وقت كانت تريد تركيا الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد".

وقال الخبير في الشأن التركي: "تغيرت المعادلة بعد 2015 عندما وقع تفجير سوروتش الذي استهدف الأكراد، فقويت شوكة داعش، وخالفت تعليمات أنقرة، وانقلب السحر على الساحر، حتى استهدف التنظيم أحد الملاهي الليلية، حيث كانت تراهن تركيا على التنظيم لضرب الأكراد".

واختتم حديثه: "تركيا كانت تريد السيطرة على المناطق الخاضعة للأكراد خارج حدودها من خلال التنظيم، لكن التنظيم كان يريدها له، وينفذ أجندته، ومن هنا حدث الخلاف الكبير".