محور روض الفرج: انطلاقة عملاقة ومشروع يستعد لدخول «جينيس»

محور روض الفرج: انطلاقة عملاقة ومشروع يستعد لدخول «جينيس»
- أحمد متولى
- أحمد مرسى
- أشعة الشمس
- إيد واحدة
- الأزمة المرورية
- الإسكندرية الصحراوى
- أجواء
- أحمد خيرى
- أحمد متولى
- أحمد مرسى
- أشعة الشمس
- إيد واحدة
- الأزمة المرورية
- الإسكندرية الصحراوى
- أجواء
- أحمد خيرى
أيام قليلة تفصلنا عن افتتاح واحد من أكبر المشروعات الاستراتيجية التى تمر بنهر النيل، وما إن يتم افتتاحه ليدخل موسوعة «جينيس» العالمية للأرقام القياسية، باعتباره أعرض كوبرى معلق فى العالم، حيث يبلغ عرضه 64.8 متر، ويليه الكوبرى المعلق الموجود فى كندا، بعرض 64.2 متر، ثم البوسفور التركى الذى يبلغ 58.5 متر.
ويُعد إجمالى أطوال كبارى محور روض الفرج 16كم، وهذه الكبارى الخمسة تربط المحور بالكثير من الأماكن المتفرقة، وأطول هذه الكبارى هو كوبرى منطقة شبرا، يليه كوبرى تقاطع الطريق الدائرى، بالإضافة إلى ثلاثة كبارى أخرى، منها كوبرى الوراق، وكوبرى النيل الغربى، وكوبرى النيل الشرقى، ويُعد المشروع أحد أهم مشروعات الشبكة القومية للطرق، لنقل الكثافات المرورية القادمة من شرق القاهرة إلى طريق الإسكندرية الصحراوى، ومطروح والعلمين دون المرور بقلب القاهرة.
ويبدأ المشروع من شارع ترعة الإسماعيلية، مروراً بمنطقة شبرا المظلات، حتى غرب الطريق الدائرى فى اتجاه «الإسكندرية الصحراوى» بالكيلو 39، مروراً بنهر النيل، ويبلغ إجمالى طول المحور 16.7كم فى الاتجاهين، وهو أول مشروع مصرى وأول كوبرى معلق بهذه الضخامة يتم تنفيذه بأيدٍ مصرية، يشارك فى تنفيذ الأعمال 4 آلاف مهندس وفنى وعامل ذوى خبرة كبيرة فى العمل من إدارات الشركة المختلفة المشاركة فى المشروع، منهم من يعمل تحت سطح النهر فى أعمال الخوازيق وقواعد الأعمدة يعملون على مدار الساعة، إضافة إلى عدد كبير من المعدات، ويجرى استخدام أكثر من 50 ونش حمولات مختلفة تصل إلى 600 طن، و27 ماكينة دق خوازيق، وعدد كبير من المعدات، وعبّارتين تم تصنيعهما بترسانة الشركة بالمعصرة خصيصاً للمشروع، بتكلفة 46 مليون جنيه.
العاملون: نواصل الليل بالنهار لتحقيق الإنجاز.. والخبير الصينى اندهش وقال إن مدة تنفيذه مذهلة
وخلال جولة «الوطن» فى المحاور المختلفة للمشروع ومراحله، بدا لنا أن المشروع تطغى عليه روح الشباب، حيث إن معظم المهندسين والمشرفين والمديرين التنفيذيين لكل مراحل العمل من الشباب صغير السن، ومنهم من هو حديث التخرج، إلا أن خبراتهم العلمية والعملية أهلتهم ليكونوا هنا يعملون بأمل فى المستقبل، مدعومين بفرص عمل واعدة، حيث يوجدون بين عتاولة البناء، ومن أمضوا حياتهم فى التعمير والتشييد من الفنيين والعمال، حيث إن السمة الغالبة على المشروع حيوية الشباب، فلا يوجد من بين مهندسى المواقع المختلفة التى زارتها «الوطن» من يتجاوز العقد الخامس.
فى مستهل جولتنا، التقينا بالمهندس أحمد خيرى، المشرف التنفيذى للمشروع على الكابلات المعلقة، الذى أوضح لنا أن محور روض الفرج يستهدف نقل الحركة من شرق إلى غرب القاهرة فى أقل وقت ممكن دون المرور من قلب العاصمة، مما يقلل الضغط على شوارعها ويخفف أعباء أوقات الذروة، كما أنه يمكن انتقال المواطنين من طريق الصعيد وصولاً إلى الساحل الشمالى ومرسى مطروح فى وقت أقل بكثير من الذى كان عليه فى السابق، ليختصر الوقت وعناء السفر وسهولة الانتقال بين محاور مصر ومحافظاتها.
يقول «خيرى»: «ولأن هذا المشروع ينفّذ لأول مرة فى مصر، كان لا بد أن نمر أولاً بمرحلة تدريب، التى استغرقت شهرين، فوجدنا استجابة مذهلة من المهندسين والعمال والفنيين، وتعد وحدة الكابلات فى شركة «المقاولون العرب» من الوحدات القوية جداً واستيعابهم مذهل للأعمال الجديدة، وأكد أنه عمل فى كوبرى مشابه له خارج مصر، قائلاً: «شاركت فى إنشاء أحد الكبارى المشابهة فى دولة الكويت، وهو ما أكسبنى الخبرة والمهارات المختلفة، التى أدت إلى سهولة تنفيذ هذه الأعمال وبهذا الحجم هنا فى مصر.
والمحور الجديد يوازى محور 26 يوليو لتقليل الكثافات المرورية، كما أنه يسمح بمرور النقل الثقيل، بدءاً من «الدائرى» حتى طريق مصر إسكندرية الصحراوى، مما يساعد على حل الأزمة المرورية، كما يسهم فى توفير 200 ألف لتر بنزين يومياً، كما أن محور روض الفرج يربط محور الفنجرى، وصولاً إلى الزعفرانة والبحر الأحمر، ومن محافظات بحرى إلى محافظات الوجه القبلى دون المرور بمدينة القاهرة.
العمل مع القوات المسلحة أعطانا مفهوماً جديداً لصياغة الوقت.. ومشاركتنا فى صناعة جزء من تاريخنا الحديث فخر لنا ولأولادنا
ويشرح المهندس مصطفى دياب، المدير التنفيذى للمشروع: «ينقسم المشروع إلى ثلاث مراحل، الأولى محور روض الفرج - الدائرى، وصولاً إلى طريق الإسكندرية حتى الكيلو 40، والمرحلة الثانية من الدائرى إلى شبرا، حيث يبلغ طوله 600كم، وتعمل به 22 شركة مقاولات بين شركات قطاع عام وخاص، كما يشارك فى تنفيذ أعمال مشروع محور روض الفرج 4 آلاف مهندس وفنى وعامل». وأوضح أنه يتوافر على طول الطريق الكثير من المحطات التى تخدم مواصلات النقل الجماعى لخدمة جميع سكان المناطق التى يوصل إليها المحور، حيث يستوعب المحور 10 حارات ذهاباً وإياباً، بواقع 5 حارات فى كل اتجاه، ويتسع إلى 6 حارات فى الجزء المعلق، كما أن الطريق يفتح حارة إضافية فى المحطات الخاصة بالأوتوبيسات. وكشف أن هناك تخطيطاً مستقبلياً لعمل خط فى منتصف الكوبرى لتوصيل ما بين مدينتى 6 أكتوبر حتى منطقة شبرا، وهناك رؤية للوصول إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
«هنا لا نعرف الساعات، وربما تأتى علينا أوقات كثيرة نسهر ونواصل الليل بالنهار فى الموقع، فنحن نعمل فى هذا المشروع، كأنه مشروع حرب بالنسبة لنا وكأننا جنود فى خدمة هذا الوطن».. بتلك الكلمات يقول أحمد مرسى، العشرينى الذى يتولى الإشراف على إحدى أهم مراحل المشروع رغم حداثة سنه، ويقول المهندس «أحمد» المسئول عن الأعمدة التى تربط منتصف جسم الكوبرى المعلقة ووصلاته العلوية التى ترتفع 93 متراً، موضحاً أن كوبرى النيل الشرقى المعلق يجرى تنفيذه على عمودين، ويعد من أكبر الكبارى المعلقة عرضاً فى العالم، وكوبرى النيل الغربى تم إنشاؤه بنظام العربات المتحركة.
ويؤكد المهندس محمود عبدالفتاح، مدير المساحة لكوبرى النيل الشرقى، أن جميع المراحل بدأت العمل بالتوازى، فلم ننتظر حتى تنتهى مرحلة لتبدأ أخرى لكن الكل يعرف ما هى مهامه وما عليه أن يقوم به، ويوجد بالموقع الكثير من الكاميرات التى ترصد وتوضح جميع أجواء العمل ليل نهار، وفى كل المواقع من أجل الانتظام فى ورديات لا تتوقف، والتى سوف يستشعرها المواطنون الذين كانوا يستخدمون هذا الاتجاه ذهاباً وإياباً، ولديهم رحلات من العذاب حتى محطة الوصول، وأوضح أن المحور تم بناؤه ليتحمل أوزاناً تصل إلى 120 طناً، وهو رقم كبير طبعاً، ووفقاً للقياسات الهندسية فالكوبرى يمر من فوق أكبر فتحة ملاحية عبر نهر النيل، التى يصل عرضها إلى 300 متر.
أما المهندس حسن عبده، فيقول: «العمل فى تلك المشروعات القومية الكبرى يجعلنى أشعر بأننى أكثر حظاً من غيرى، لكونى شاركت فى هذا العمل، رغم تخرجى منذ عامين فقط، واكتسبت الكثير من المهارات التى لم أكن أتخيل أو أحلم يوماً أن أشارك فيها، فصناعة حضارتنا الحديثة تقام بأيدى شبابنا وخبرات الكبار».
«هذا المشروع تحقّقت فيه مقولة الشرطة والجيش والشعب إيد واحدة».. هذا ما قاله وليد أحمد متولى، أحد المشرفين بالموقع، مضيفاً: «دمنا وعرقنا اختلط هنا فى المكان ده وخلقنا بطولات من الإصرار والتحدى، فأنا عملت فى الكثير من المشروعات منذ 20 عاماً، وهى مدة خبرتى فى هذا المجال، إلا أن فرحتى بهذا المشروع مختلفة، فهو ليس «عمل وخلص» وانتهينا منه ونبحث عن المشروع الذى يليه، بل إنه قصة بناء مجد وحضارة جديدة لشعب مصر، وشرف وفخر لى مشاركتى فى هذا المشروع الذى ينتظر افتتاح الرئيس، وأرى أن التكريم الحقيقى لى ولزملائى أن نلتقط يوم الافتتاح صورة مع الرئيس الذى يدعم كل ما هو فى مصلحة هذا البلد وتطويره وتنميته».
ويشير المهندس المشرف العام على المشروع من القوات المسلحة، إلى إنشاء ممشى بالمنطقة المعلقة التى تعبر فوق النيل بعرض 110سم ومغطى بلوح زجاجى سميك ومحاط بالإضاءة، ليعطى منظراً جمالياً ليلاً، ليتمتع المواطنون بالنيل.
ورغم أن ملامح وعلامات الزمان نالت نصيباً من قسمات وجهه ذى البشرة السمراء، التى لفحتها أشعة الشمس، وأنهكتها خبرة الزمان، فإن «عم محمد فهمى السيد» يعد علامة مميزة للمشروع، فما إن تطأ قدماك المرحلة الرئيسية للمشروع إلا وتجد الجميع من مهندسين وفنيين وعمال يلجأون إليه ويلتفون حوله، طالبين المشورة أو النصيحة.