"الشيوعي الصيني" خلال لقاء مع "اليسار المصري": نهدف القضاء على الفقر

كتب:  علاء الجعودي ومحمد حامد

"الشيوعي الصيني" خلال لقاء مع "اليسار المصري": نهدف القضاء على الفقر

"الشيوعي الصيني" خلال لقاء مع "اليسار المصري": نهدف القضاء على الفقر

أكد ممثلو دائرة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على متانة العلاقات المصرية- الصينية، مؤكدين على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في مجمل القضايا ذات الشأن المحلي والعربي والدولي.

جاء ذلك خلال لقاء الوفد الصيني المكون من السيد ونغ جي، نائب مدير أكاديمية بايسه للكوادر، والسيدة تشن يانجيا، سكرتير أول لمركز التواصل الدولي لدائرة العلاقات الخارجية، والسيد قاو بنغ، نائب رئيس القسم لمركز التواصل الدولي لدائرة العلاقات الخارجية، والسيد هان شواي، سكرتير مساعد لإدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا لدائرة العلاقات الخارجية، مع قيادات أحزاب التجمع والناصري والاشتراكي المصري والشيوعي المصري، في مكتبة خالد محيي الدين بمقر حزب التجمع، وذلك ظهر اليوم الثلاثاء، في إطار الصداقة والشركة بين "الحزب الشيوعي الصيني" وأحزاب اشتراكية مصرية.

قدم اللقاء عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع، وبحضور وفد من الحزب الناصري برئاسة رئيس الحزب سيد عبدالغني، ووفد من الحزب الاشتراكي المصري برئاسة أحمد بهاء شعبان، وفد من الحزب الشيوعي المصري برئاسة صلاح عدلي أكد على الدور الصيني كقوة عظمى في إحداث التوازن في السياسات العالمية لمواجهة الرأسمالية المتوحشة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الراعية للإرهاب والاحتلال.

الوفد الصيني ألقى كلمة أكد خلالها على عمق العلاقات بين البلدين خاصة في السنوات القليلة الماضية والتواصل المستمر بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي، والصيني شى جين بينج، مشيرًا إلى حرصهم على إقامة جسور من التعاون مع الأحزاب الاشتراكية المصرية، واستعرض الوفد الصيني التجربة الاشتراكية ذات السمات الصينية موضحا أن سكان بلاده البالغ عددهم مليار و390 مليون نسمه راضون عن أداء القيادة السياسية خاصة في مجال الاقتصاد والتنمية ومكافحة الفقر والفساد تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي تأسس عام 1921 وكان يضم 50 عضوا بينما اليوم يضم في عضويته 90 مليون عضو، وفي تزايد مستمر.

وأكد الوفد الصيني في كلمته على اهتمامهم بمكافحة الفقر والفساد والسعي نحو توفير حياة كريمة للمواطنين ورفع مستوى معيشتهم، مشيرا إلى أن الناتج المحلي الصيني بلغ 90 تريليون يوان أو 13.6 تريليون دولار، وأن نصيب الفرد بلغ 10 آلاف دولار سنويًا، مؤكدا على أن هناك خطة مستمرة للقضاء على الفقر بحلول عام 2020، كما أن خطة الحزب تشمل أيضا إشراك المرأة والشباب في صنع القرار.

وتحدثت قيادات الأحزاب الاشتراكية المصرية وأكدت على تثمينها للتجربة الصينية التي حوَّلت الصين من مجتمع إقطاعي مستعمر يعاني من الفقر والمرض والاستغلال الطبقي والفساد الحكومي إلى الدولة الأكثر تقدما في معدلات النمو وتطوير الإنتاج، ويقترب من انتزاع مركز الصدارة العالمي من الولايات المتحدة الأمريكية ويساهم بنحو 30% من الاقتصاد العالمي.

وقال سيد عبد الغني رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، إننا نعتبر هذه اللقاءات حيوية ومهمة في تطوير العلاقات المصرية الصينية لتبادل المعرفة والخبرات التنظيمية والسياسية وللمعرفة عن تجربة الحزب الشيوعي الصيني الناجحة، وقد استطاع الحزب الشيوعي الصيني خلال السبعين عام الماضية أن يقف بالصين إلى مكانتها المرموقة في العالم اقتصاديا وسياسيًا، ونعتبر سياسة الإصلاح التي يقوم بها الحزب هي خطوة مهمة جدا وانعكست هذه الخطة على التنمية السياسية وتطوير الدولة الصينية، وإننا ننظر إلى سياسية الحزام والطريق، ومنظمة البريكس كطريق جديد للعالم الثالث لمواجهة الرأسمالية العالمية، ونتمنى أن تدعم البريكس الدول الفقيرة، نحو عالم متعدد الأقطاب، وفي مصر نتطلع إلى هذه العلاقات السياسية بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب المصرية الأربعة، ولدينا في أحزابنا شباب واعد يدرس في مجالات عديدة نتطلع لأن يحصلوا على منح تعليمية في مجالاتهم حتى يستطيعوا المساهمة في تطوير أحزابهم، وتطوير بلدهم أيضًا.

وتساءل أحمد بهاء الدين شعبان، عن سبل مواجهة الهجمة العولمية على الشباب في الصين، وكيفية مواجهة الهجمة العولمية على الشباب المصري باعتبارهم الفئة الغالبة في المجتمع المصري تصل نسبتهم 60%، كما سئل عن التجربة الصينية في منظمات شبابية أو تجربة معينة، وهل ينضم الشباب للحزب مباشرة وفي أي سن أو يتم تأهيلهم أولًا.

كما وجَّه "شعبان" سؤالا آخر كيف يتم التعامل مع رجال الأعمال داخل داخل عضوية الحزب، وكيف تتم الضمانة ألا يحدث خلط بين رجال الأعمال ومصالحهم الخاصة وبين التجربة الحزبية، ولا تحدث خلط بين هذه المصالح الشخصية ومصالح الطبقات الكادحة في المستقبل، واقترح تنظيم وفد شبابي مصر لزيارة الصين ومشاهدة التجربة الصينية.

من جانبه، قال صلاح عدلي سكرتير عام الحزب الشيوعي المصري، يمكننا القول بكل ثقة إن الحزب الشيوعي الصيني استطاع أن ينقل الصين من مجتمع إقطاعي مستعمر يعاني من الفقر والمرض والاستغلال الطبقي والفساد الحكومي إلى دولة الأكثر تقدما في معدلات النمو وتطوير الإنتاج، ويقترب من انتزاع مركز الصدارة العالمي من الولايات المتحدة الأمريكية ويساهم بنحو 30% من الاقتصاد العالمي، وننظر بتقدير بتجربة الحزب الشيوعي الصيني في بناء الحزب والدولة ومكانة الحزب تعتمد على خيار الانحياز للشعب في المقام الأول، وتساءل "عدلي" عن كيفية تطبيق مبدأ الرقابة على القادة الحزبيين، وضمانة عدم انتشار الفساد والبيروقراطية.

كما وجَّه الحاضرون العديد من التساؤلات الأخرى والتي كان أبرزها، تساؤل الدكتور حازم الرفاعي، هل الصين تسعى أن تكون لاعبًا أساسيا في الاشتراكية الدولية، وسئل معتز الحفناوي: كيف يتم التعامل بين اللجان السياسية من اعضاء الحزب في المواقع الإنتاجية وبين البيروقراطية في حال عدم وجود تطابق بينهم؟ كما سئل هاني الحسيني: هل هناك دعوة من جانب الصين تتعلق بإصلاح منظمة التجارة العالمية وهل هناك تنسيق بين رؤية الصين والدول الأخرى منها مصر في هذا المجال، وطرح هيثم عواد أمين شباب الحزب الناصري، تبني مبادرة للتنسيق بين شباب الأحزاب الأربعة المصرية، والحزب الشيوعي الصيني.

الوفد الصيني يجيب قال ممثل الوفد الصيني، فيما يخص الشباب في الحزب الشيوعي الصيني، إن الحزب لديه المنظمة الخاصة بالأعمال الشبابية وهي المنظمة الشيوعية الشبابية، ونسبة الشباب بعد بلوغ العمر 14 عاما من الممكن أن ينضم إلى هذه المنظمات وعند بلوغ 28 عاما يمكنهم الانتقال إلى الحزب، وهوية هذه المنظمة ليس متناقض مع الحزب في الاساس ويمكن للشاب أن يتولى المسؤولية القيادية في الحزب.

بخصوص التركيب الطبقي للحزب، قال الوفد الصيني: "ارتكز الحزب على الفلاحين، ولكن في التطور المستمر، فنسبة الفلاحين داخل الحزب تتجاوز 30%، وهناك بعض الأغنياء انضموا إلى الحزب في السنوات الاخيرة، كما نؤكد دائما أن طبيعة حزبنا هو لطبقة الكادحين ونحن في الطليعة ولا يشترط ذلك أن تكون العضوية للعمال فقط، فالعمال الصناعيون تبلغ نسبة عضويتهم 20% وهناك شروط واضحة للانضمام للحزب تجعل الجميع يخضع لنفس الواجبات ويحصل على نفس الحقوق.

وأضاف الوفد الصيني أن قرارت الحزب ملزمة لعضويته، وهناك لائحة خاصة انضباطية لهذه الأمور، وقراراتها ملزمة، وتصل العقوبة إلى الفصل الحزبي، كما تطور الحزب خلال فترته الكاملة على ثلاث مراحل متتالية، المرحلة الأولى هي المرحلة الثورية من 1921 إلى 1949 لأخذ السلطة وتأسيس الصين الجديدة، والمرحلة الثانية فهي المرحلة الاستكشافية وكنا نتأثر بالنمط السوفيتي بشكل كبير ولكننا وجدنا طريقنا الخاص فيما بعد، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الإصلاح الداخلي والانفتاح الخارجي، وعلى مدى السنوات العشر الاخيرة التي مرت، وكانت أسرع مرحلة في التطور هي التي يقودها الأمين العام شين جين بينج.


مواضيع متعلقة