أحمد بهاء الدين شعبان: اليوم وزير الأوقاف سلفى.. ولا نعلم غداً من سيكون شيخاً للأزهر
أحمد بهاء الدين شعبان: اليوم وزير الأوقاف سلفى.. ولا نعلم غداً من سيكون شيخاً للأزهر
قوى الإسلام السياسى تعلم أن أى تغيير فى قيادات الأزهر الشريف سوف يكون لصالحهم، لذلك تطالب بأن يكون الأزهر المرجعية النهائية والملزمة للدولة فى الأمور الشرعية، حتى تتمكن من تفسير نصوص الدستور كما يريدون، هكذا تحدث أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى تحت التأسيس، فى حوار مع «الوطن»، مؤكداً أن استقلال الأزهر فى الوقت الحالى كلمة حق يراد بها باطل؛ لأن مرجعية الأزهر الهدف منها تسييس الأزهر لصالح فئة معينة، موضحاً أن مصر ليست فى حاجة إلى نصوص جديدة فى الدستور لكى تثبت بها إسلاميتها، ومطالباً بضرورة أن تظل المادة الثانية كما هى فى دستور 71، حتى لا تخلق صراعات لا تنتهى.[Quote_1]
* لماذا ترفض القوى الليبرالية والعلمانية مرجعية الأزهر الشريف فى الدستور الجديد؟
- مصر دولة إسلامية منذ أكثر من 1400 عام، وليست فى حاجة إلى إثبات إسلاميتها بنصوص دستورية جديدة، ومن الأفضل أن تظل المادة الثانية كما هى فى دستور 71؛ لأن أى حذف أو إضافة أو تغيير فى الألفاط أو المضمون سوف يحدث لغطاً شديداً، يخلق صراعات لا تنتهى فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها مصر الآن.
* لكن المطالبة بمرجعية الأزهر تأتى باعتباره رمزاً لوسطية الإسلام؟
- نعم، الأزهر يعبر عن الرؤية الوسطية الوحيدة الموجودة فى مصر حتى الآن، ولا يستطيع أحد أن يشكك فى ذلك، ومصر طوال تاريخها دولة مدنية، لكننا نتحدث عن دستور للمستقبل وليس الماضى، الذى لم نسمع فيه عن شخص يكفر آخر علناً وفى وسائل الإعلام، كما يحدث الآن، حتى أصبح هناك خطر حقيقى على مدنية الدولة، وأصبحنا نرى ونسمع عن تكفير المطالبين بمدنية الدولة باعتبارهم علمانيين وملحدين، كما يصفهم بعض من يطالبون بتطبيق الشريعة الآن، وهناك من يدعون لمليونيات تطالب بتطبيق الشريعة، كما حدث الجمعة الماضى، ومن يطالب بفرضها بالقوة، وفئة أخرى ترفع السلاح من أجل فرض الدولة الدينية، وتعتبر كل من يطالب بمدنية الدولة كافراً، ويجب إهدار دمه، فى ظل هذه المتغيرات لماذا نضع أنفسنا فى هذا المأزق؟ اليوم الأزهر معتدل «بكره مش مضمون»، اليوم عندنا وزير أوقاف أحد رموز السلفيين، فلا نعلم من يكون غداً على قمة الهرم داخل مؤسسة الأزهر.
* بم تفسر إصرار الدعوة السلفية على مرجعية الأزهر الشريف فى تفسير كلمة مبادئ الشريعة؟
- قوى الإسلام السياسى عموماً، والتيار السلفى تحديداً، تستهدف السيطرة على الأزهر الشريف، ويخططون لصبغة الأزهر بأفكارهم المتشددة ومذاهبهم المتطرفة، وهناك حرب ضارية بين قوى الإسلام السياسى تدور الآن للاستيلاء على الأزهر، وهو ما يفسر إصرارهم على مرجعية الأزهر فى الدستور؛ لأنهم وقتها سينجحون فى السيطرة على هذه المؤسسة الدينية فى حالة حدوث أى تغيير فى قيادتها الحالية، وبالتالى يسيطرون على تفسير نصوص الدستور كما يشاءون، وتنتهى الدولة المدنية المصرية وتصبح الدولة الدينية قاب قوسين أو أدنى.
* ما الدليل على تكالب قوى الإسلام السياسى للسيطرة على الأزهر؟
- هناك شكاوى عديدة من مؤسسة الأزهر والقائمين على أمرها تؤكد أن قوى الإسلام السياسى تسعى جاهدة لفرض نفوذها واختراقها بكل السبل، والتى تصل إلى التهديد والاعتداء على من يعترض على ما يقومون به، كما حدث يوم الجمعة الماضى، حيث اعتدى السلفيون على إمام مسجد، يدعى فوزى الشربينى، بأوقاف بورسعيد، تم منعه بالقوة من صعود المنبر وإمامة المصلين عنوة، وهذا الوضع يشير بالفعل إلى المخاطر الحقيقية التى تتعرض لها مؤسسة الأزهر، رمز الوسيطة والاعتدال للإسلام فى العالم كله، وليس فى مصر فقط، هذا بخلاف الإرهابيين المنتشرين فى سيناء ووصلوا إلى القاهرة مؤخراً، لدرجة أن بعض هذه التيارات المتطرفة تستهدف رئيس الدولة الإخوانى نفسه وتتهمه بالكفر وتسعى لاغتياله، كل هذه اللغط باسم الدين يدفعنا أن نحافظ على الأزهر الشريف، ولا نزج به فى معترك الصراعات السياسية.[Quote_2]
* فى ظل المطالبة باستقلال الأزهر مالياً وإدارياً تظل هذه المخاوف قائمة؟
- أنا أفضل أن يظل وضع الأزهر كما هو قائم، حتى يتبين «الأبيض من الأسود» فى الأيام المقبلة، فهناك كلمات حق يراد بها باطل، فمثلاً كنا نطالب بوزير دفاع مدنى، لكن تحقيق مطلب مثل هذا الآن سوف يأتى على حساب استقلالية المؤسسة العسكرية، وبوجود وزير إخوانى على رأسها تنضم المؤسسة العسكرية، كما حدث مع غيرها، إلى سيطرة الإخوان، لذلك أطالب بأن نصبر الآن، وتظل هذه المؤسسات على وضعها الحالى وعدم التسرع، حتى نعرف إلى أين نحن ذاهبون، وتظهر ملامح الطريق الذى نسير فيه، خاصة أن الخطر حقيقى يتغلغل فى ثنايا المجتمع، فمصر التى نعرفها وعشنا وكافحنا من أجلها تتغير هويتها، وهذا يجعلنا أكثر ميلاً للتريث؛ لأن أى تغيير سوف يحدث سيساعد على إهدار البقية الباقية من الدولة المدنية.
أخبار متعلقة:
الأزهر الشريف.. فى قلب معركة «الدين والسياسة»
الكعبة الثانية.. تبحث عن"استعادة التأثير" بعد الثورة
«أعمدة»الجامع.. قِبلة علم أصابها التآكل
غاب عن الدعوة.. فظهر المتشددون والدعاة الجدد
أقباط: علاقة الأزهر بالكنيسة يحكمها توافق الإمام والبابا
1000 عام من منح الشرعية الدينية للسلطة.. وتأييد الثورات بعد نجاحها
الميزانية.. 6.8 مليار تلتهمها الأجور
د.أحمد عمر هاشم: الأزهر إرادة الله.. والسلفيون لن يسيطروا عليه
أحمد بهاء الدين شعبان: اليوم وزير الأوقاف سلفى.. ولا نعلم غداً من سيكون شيخاً للأزهر