آخرها السودان.. مصر على موائد حلّ أزمات أشقائها

كتب: هبة وهدان

آخرها السودان.. مصر على موائد حلّ أزمات أشقائها

آخرها السودان.. مصر على موائد حلّ أزمات أشقائها

دائما وأبدًا ما تجدها جالسة على الطاولات لحل أزمات أشقائها، هكذا كانت مصر على مر العصور، فما إنّ يئن جزء من الجسد العربي حتى تجدها في صفوف الحاضرين، لبحث سبل علاجه ومداواته.

موقف مصر ظهر جليا بشدة في السنوات الأخيرة، بعد أنّ شهدت المنطقة العربية العديد من الأزمات، وآخرها اليوم خلال قمة الرؤساء الأفارقة التي تستضيفها مصر برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي، بحضور الشركاء الإقليميين للسودان وليبيا، للتشاور في تطورات الأوضاع والتباحث عن أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة في الخرطوم وطرابلس، وكيفية المساهمة في دعم الاستقرار والسلام هناك، وذلك بعد عزل الشعب السوداني للرئيس عمر البشير.

كذلك اليمن، شاركت ولا زالت تشارك مصر في حلحلة أزمتها بعد حدوث اقتتال داخلي، أدخل الشعب والدولة اليمنية في نزيف يومي بشري ومادي، وجاء دور مصر بعد أنّ أطلق الرئيس عبدربه منصور هادي نداء استغاثة لاستعادة الشرعية في اليمن، من خلال مناشدة المحيط العربي للتدخل من أجل تصحيح الأوضاع ووأد جماعة الحوثي.

 وجاء دور مصر في تلك الأزمة بإعلان مشاركتها في تحالف عملية عاصفة الحزم العسكرية بجهد من القوات الجوية والبحرية، تنفيذا لكلمة الرئيس السيسي: "مسافة السكة.. مصر لن تتخلى عن أشقائها العرب، ليس فقط في الخليج الذي يعد أمنه خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ولكن أيضا في الدول العربية كافة، استنادا إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية"، حسب الهيئة العامة للاستعلامات.

وكون مصر صاحبة الخبرات المتراكمة في إدارة النزاعات وحلها، كان للدولة المصرية باع طويل في الأزمة الفلسطينية، وظهر ذلك بقوة مؤخرا لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس، ورحبت مصر بموقفهما لبدء حوار المصالحة الوطنية، وبالفعل وقع وفدا الحركتين في 12 أكتوبر 2017، اتفاق المصالحة الوطنية لإنهاء الانقسام برعاية مصرية.

لم تكن المصالحة بين فتح وحماس فقط التي قادتها القاهرة، بل دعت للقاءات وجلسات من أجل القضية الفلسطينية، وكان آخر تلك النقاشات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في يناير 2018 بالقاهرة ، تحت رعاية الرئيس  عبد الفتاح السيسي وبمشاركة عربية وإسلامية ودولية رفيعة، بحضور ممثلين من 86 دولة على رأسهم الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين.

وفي سوريا كان لمصر دور منذ اندلاع الثورة في 2011، إلا أنّ هذا التأثير ظهرت نتائجه بقوة في أغسطس 2018 بتوقيع اتفاقات للمصالحة بين المعارضة السورية في مناطق الشمال والشرق لتوحيد الدولة من جديد بعد الانقسام الذي شهدته، ونص اتفاق المصالحة الذي رعته القاهرة على وقف إطلاق النار، ومشاركة الفصائل في محاربة الإرهاب، ودعم الاستقرار في مناطقها عبر تشكيل قوة أمنية من أهالي المناطق التي يشملها الاتفاق، على أنّ يتم ذلك برعاية النظام، وضمان العودة الآمنة للنازحين واللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم، والإفراج عن المعتقلين.

وسبق واستضافت القاهرة العديد من مؤتمرات المعارضة السورية، فضلا عن عقد مجموعة من الاجتماعات التشاورية لعدد من القوى السياسية والقبائل المقيمة في مناطق الشرق السوري وذلك في سبتمبر 2017.


مواضيع متعلقة