ملتقى القاهرة يناقش أشكال السرد البوليسي في الرواية العربية

ملتقى القاهرة يناقش أشكال السرد البوليسي في الرواية العربية
- الأعلى للثقافة
- الرواية
- ملتقى الرواية
- ملتقى القاهرة
- الأعلى للثقافة
- الرواية
- ملتقى الرواية
- ملتقى القاهرة
استمرارا لفاعليات اليوم الثالث من ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، والذي يقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم وينظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري، أقيم صباح اليوم عدد من الجلسات العلمية، بالمجلس الأعلى للثقافة، وناقشت عدة محاور من أهمها: إشكاليات الرواية التفاعلية العربية وأشكال التجريب السردي والسرد البوليسي في الرواية العربية.
وتحدث الدكتور بهاء الدين طود الكاتب بفرع اتحاد الكتاب بالمغرب، موضحا مفهوم الرواية الرقمية فهي الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي ينتجها العصر الرقمي، ولها أنواع عدة منها: رواية الهايبر تكست التي تستخدم الروابط المتشعبة ومؤثرات المالتيميديا المختلفة ويقوم بكتابتها شخص واحد يتحكم في مساراتها.
الرواية التفاعلية وهي رواية تستخدم الروابط المتشعبة أيضا وبقية المؤثرات الرقمية الأخرى مثلها مثل النوع الأول، لكنها تختلف في كون كاتبها أكثر من واحد ويشترك في كتابتها عدة مؤلفين، وربما تكون مفتوحة لمشاركة القراء في كتابتها.
الرواية الواقعية الرقمية وهي الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي أنتجها العصر الرقمي لتعبر عن العصر الرقمي والإنسان المعاصر والإنسان الرقمي الافتراضي.
وأوضح أن هناك ظهور عديد من التجارب الروائية التفاعلية الجديدة التي أثارت ردود فعل متباينة من قبل المختصين، فكما قوبلت بالرفض من قبل المتمسكين بالرواية الورقية ممن يمكن نعتهم بحراس المعبد، إلا أنها سوف تزول لصالح الأدب الورقي الأصيل حيث لا يصح إلا الصحيح.
وأنهى ورقته البحثية بسؤال: "هل سنستعد للإعلان عن موت النص السردي الورقي ومعه تراث أكثر من قرن من الإبداع الروائي الذي أضفى على الأدب العربي المعاصر هويته المميزة؟"، وأجاب: "لا شك أن التفكير فيها يشكل مدخلا للتأصيل لفهم متقدم لموقع الرواية العربية الحديثة داخل حقل تلقي الفنون والآداب والمعارف".
فيما تحدث الدكتور حمزة قريرة الناقد والكاتب الجزائري، حول "الرواية التفاعلية العربية: إشكالية البناء الدرامي وأزمة التلقي"، حيث أثنى على اختيار موضوع التفاعل كمادة حوار يطرح للنقاش في هذه الجلسة العلمية لأن مصطلح التفاعل يقصد به الأدب الذي يُقرأ عبر الجهاز وهو لا يتداخل نهائيا مع الأدب أو الشعر العباسي على سبيل المثال، وكون أن يتحول الأدب إلى النظام الرقمي 0101 فإن هذا يوقعنا في لبس كبير خاصة عندما يقرأ القارئ رواية في صيغة PDF فيطن أنها بهذا تصبح رواية تفاعلية وهو ليس بصحيح فالرواية التفاعلية مرتبطة بعدة تغييرات.
وأضاف أننا أمام تطور هائل لوسائل الاتصال والبرمجيات واندثار لفكرة الجدود الفاصلة بين حضارات العالم والأمم، وبحلول الألفية الثالثة التي تعد تجسيدا أكثر واقعية لهذا الانفجار الذي لم يعرف حدودا بعد، ظهرت أولى المحاولات العربية في مجال الرواية التفاعلية / الرقمية ونقصد بهذا رواية الكاتب محمد سناجلة بعنوان "ظلال الواحد" عام 2001، وبعدها بدأ التسارع فى الإنتاج التفاعلي فظهرت عدة إشكالات فيما يخص الرواية التفاعلية بعضها على مستوى البناء وبعضها على مستوى التلقلي العربي الضعيف ورقيا.
ثم أخد في عرض محاولاته من أجل إنشاء موقع يكون متخصصا للرواية التفاعلية بكل أنواعها ولكنه قابل الفشل في البداية ثم انتهى به الأمر إلى عمل مدونة وضع عليها أولى روايته الفاعلية بعنوان "زنزانة رقم 6".
ثم انتقل الحديث إلى الدكتور شريف الجيار الأستاذ بجامعة بنى سويف ووكيل كلية الألسن الأسبق، متحدثا حول "الرواية التفاعلية: عولمة النسق، وسلطة التلقي، رواية "المتشرد" للكاتب المغربي عبد الواحد أستيتو نموذجا، مؤكدا أن العولمة وتداعياتها التكنولوجية المعاصرة تمكنت من طرح خطاب أدبي هجين ونمط إبداعي مغامر يفيد كل من فنية الأدب وعلمية الواقع الرقمي الجديد، ووفق هذا المفهوم تأتي دراسة رواية المتشرد من أجل تحليل جماليات الرواية التفاعلية في وسيطها الرقمي نكتشف من خلاله واقعية الكتابة الروائية الرقمية التفاعلية وانفتاحها التقني وتعدد مساراتها في التلقي والقضايا الاجتماعية التي يتناولها الكاتب، من حيث النظرة إلى الفضاء فيس بوك التفاعلي الذي يراه كثيرون بأنه فضاء استهلاكي يشكل خطرا على الإبداع بل ربما يكون السبب الرئيسي الذي جعل أستيتو يتخذ من فضاء فيس بوك مشروعا إبداعيا.
ثم أكد أن الرواية التفاعلية بالإضافة إلى جمالياتها التقنية التي استوحتها من الوسيط الرقمي وأدت إلى تغيير جذري في مفهوم النص، تنطوي على أبعاد أيديولوجية خاصة تختلف باختلاف الرؤى التأليفية وعلاقتها بالفضاء الرقمي.
أما فيما يخص المحور الثاني أشكال التجريب السردي والسرد البوليسي في الرواية العربية فتحدثت الدكتورة أماني فؤاد أستاذ مساعد بأكاديمية الفنون، بكلمة تحت عنوان "فنيات تقاطع خطوط سردية متعددة في بنية النص الروائي"، حيث أوضحت أنه تحت محور ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة تتشكل بعض النصوص الروائية ما بعد الحداثية تحت استراتيجية خطابية تتضمن أكثر من خيط سردي في البنية فتتعدد القصص المحكية داخل الرواية، وغالبا ما يكون أحد الخيوط السردية الحديثة والمعاصرة من جهة وتاريخيا من جهة أخرى بحيث يتقاطعان في فكرة محورية ظاهرة أو مستترة، وبعد رصد عدد من سمات البنية السردية لبعض الروايات التي تعتمد بنيتها على هذا المنحى المتداخل نرصد عددا من الخصائص مثل: التعامل مع التاريخ من منظور فني بحيث يبتعد الروائي عن إنتاج الواقع بل نجده يخلق وظيفة إيحائية لبعض انتقاءاته من الماضي يستعيد فيها الرؤية الطازجة لوقائع التاريخ، كذا يتم تحطيم ونقض أعراف الرواية الكلاسيكية حيث يحرص الراوي على الاستهانة بالسرد التقليدي وتقديم صورة مغايرة للرواية.
وأضافت أن هناك بعض النصوص التي تحتاج إلى تأكيد لتغيير مفاهيم معرفية وتفكيكها واستبدال أطروحات جديدة بها، فيصبح من شأن هذه النصوص الروائية ذات الخيوط السردية المتعددة أن تتسع بمفاهيم الحياة والمراقبة لوجوه الواقع.
ثم تحدثت الدكتورة أمنة بلعلي أستاذ التعليم العالي بجامعة مولود معمري الجزائرية، حول "السرد البوليسي في الرواية العربية المعاصرة: المقاصد والأمكانيات"، مؤكدة أن الروائيين العرب اليوم قد وجدوا أنفسهم في موضع لا يكتفي بالإصغاء إلى ما تملية هذه المواجهات من بدائل في كتابة الرواية وذلك في ظل مواجهات تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتفاعل الثقافات، من أجل أن يستأنفوا نوعا من الكتابة الروائية كنا نظنها ليست من ضمن خصائص الكتابة العربية ألا وهو السرد البوليسي الذي من خلاله نجد أنفسنا أمام تجارب روائية في الكتابة الروائية العربية حيث تحاول أن تستثمر في هذه الثقافة العالمية الجديدة لتؤسس من جديد الكاتبة الروائية البوليسية.
ثم أوضحت مدى الخصوصية التى تملكها الرواية العربية التي يشتغل بها أصحابها في هذا النوع من التجريب وبخاصة المرأة العربية التي انخرطت في هذا النوع من الكتابات ، وإلى أى مدى تم الاستجابة إلى آليات التجريب لحاجيات الأمة العربية النفسية والسوسيوثقافية.
وفي الختام تحدث أحمد الصغير الناقد الأدبي والأكاديمي، بكلمة تحت عنوان "أشكال التجريب السردي في رواية ما بعد الحداثة قراءة في حذاء فيلليني للروائي وحيد الطويلة"، شارحا كيف تنوعت أشكال التجريب السردي في الرواية العربية الجديدة أخذه منه أرضية سردية واسعة، حيث نجد أن رواية ما بعد الحداثة قد أضافت إلى هذا التجريب مناطق أخرى توغلت في الغموض والعبث السردي، وبناء على هذا تأتي ورقتنا البحثية لتطرح صور المخاتلة الفنية داخل رواية وحيد الطويلة حيث نجده متمسكا بمجموعة من أحجار التجريب السردي التي ترج المياه الراكدة مكونة حولها حلقات سردية مخاتلة ومناقشات علمية تحتضن الفن الروائي.
وأضاف أن الطويلة في روايته هذه قد احتفى بتقديم سرود نوعية مخترقة حواجز الحداثة وما بعدها ومرتبطة أيضا بغياهب التعذيب في السجون والمعتقلات بالإضافة إلى الظلم الاجتماعي بين طبقات المجتمع العربي عامة، ولقد قدم الطويلة العديد من الروايات التي من خلالها نجد أنه في كل نص سردي يقوم بالاعتماد على مراكز استشعار سردية تجريبية بل أنه يقف أيضا في منطقة عليا ما بين الشعرية والسردية حافرا بذلك ندوبا عميقة في وجدان المتلقي العربي.