عميد "الدراسات الأفريقية": مؤتمر "التنمية المستدامة" هدفه تكامل القارة

عميد "الدراسات الأفريقية": مؤتمر "التنمية المستدامة" هدفه تكامل القارة
- عميد كلية دراسات أفريقية
- محمد علي نوفل
- كلية الدراسات الإفريقية
- عميد كلية دراسات أفريقية
- محمد علي نوفل
- كلية الدراسات الإفريقية
قال الدكتور محمد علي نوفل، عميد كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إن مؤتمر"التنمية المستدامة في أفريقيا" الدولي الذي تنظمه الكلية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 22 إلى 24 أبريل، تنفيذ لتوجيهات الرئيس بإعداد قادة أفارقة خلال عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، ويهدف إلى بناء سوق أفريقية مشتركة حتى يكون هناك تعاون بناء بين الدول وبعضها الآخر.
وأضاف نوفل في حواره مع "الوطن"، أن المؤتمر يناقش الكثير من المحاور المهمة التي تخص القضايا والمشكلات الأفريقية، أهمها التكامل الإقليمي لعقد شراكات من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والعلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول الأشقاء في القارة الأفريقية، مشيراً إلى إن الكلية تعمل على إعداد نموذج للمحاكاة يتم تقديمه للأم المتحدة الأفريقية، كما تم إنشاء مركز لتعليم اللغات الأفريقية لأول مره في مصر.. وإلى نص الحوار.
- حدثنا عن المؤتمر الدولي "التنمية المستدامة في أفريقيا؟
المؤتمر في توقيت غاية في الأهمية، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، بعد تجميد عضويتها فيه 2013، بعد أن كانت العلاقات المصرية الأفريقية وطيده على مر العصور مروراً بعصر الفراعنة ثم عصر محمد علي وفترة الرئيس جمال عبد الناصر، الذي استطاع أن يقود دول القارة قاطبةً في حركات التحرر الوطني من الاستعمار، وكانت مصر خلية النحل التي يحج إليها الثوار الأفارقة مثل نيكروما وجون كنياطا، وغيرهم من أصحاب الشرارة الأولى لحركات التحرر الوطني في أفريقيا، وبعد ثورة 30 يونيو وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، استطاع أن يعمل على عودة دور مصر الريادي والتاريخي في القارة الأفريقية، وبالتالي ترأس مصر للاتحاد الأفريقي لم يأتي من فراغ، ولكنه كان نتيجة لجهود بذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى يحظى بهذه المكانة.
ومن هنا كان لزاماً على قبلة الأفارقة "كلية الدراسات الأفريقية العليا" التي أنشأت منذ عام 1947 للاهتمام بالشأن الأفريقي في كافة المجالات، أن يكون لها دور مهم في دعم توجهات رئيس الجمهورية، وقررت تنظيم المؤتمر، ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد، فقبل تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، أصدر رئيس الجمهورية توجيهات بإعداد قادة أفارقة في شتى المجالات، فتوجهت الكلية على الفور بدعم من رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت بالإعلان عن إعداد 1000 قائد أفريقي من خلال دورات وورش عمل، يحصل الطالب بعد الانتهاء منها على شهادة بحضورة 150 ساعة لدورات تأسيسية وتخصصية وتطبيقية ونماذج محاكاة وورش عمل ودورات في الحوكمة وريادة الأعمال والسياسة والاقتصاد والثقافة وجميع المجالات لإعداد قائد يستطيع ان ينهض بوطنه في كافة المجالات ويقوم بالتدريس لهم نخبة من الخبراء، وتقدم للكلية 5 آلاف شاب راغب في المشاركة في البرنامج.
ولمواجهة الملف الأفريقي الكثير من التحديات، كان لابد أن يكون للمؤسسة الوحيدة في الشرق الأوسط والمتخصصة في الدراسات والأبحاث الأفريقية، دور في هذا الإطار، وحاز المؤتمر على رعاية رئيس الجمهورية في المرة الأولى التي يرعى بها مؤتمرا في جامعة القاهرة.
- ما أهم المحاور التي يتناولها المؤتمر؟
يتناول المؤتمر الكثير من المحاور التي تهتم بجميع القضايا الأفريقية والتي تغطيها 140 ورقة بحث من عدة دول أفريقية جنوب الصحراء وشمالها، وآن الأوان خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي أن نعمل على تذويب هذه المسميات التي استطاع المستعمر أن يرسخها في عقولنا وأذهاننا، ونهدف من خلال المؤتمر إلى بناء سوق أفريقية مشتركة، كما شهدت مصر تجربة في غاية الأهمية وهي التصدي للإرهاب بعد ثورة 25 يناير2011، واستطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يقف في وجهه ويدحره، نيابة عن العالم بأسره.
ولا يخفى علينا ما تفعله بعض الجماعات الإرهابية التي تم تصديرها للدول الأفريقية مثل "بوكو حرام"، وغيرها في أوغاندا وأفريقيا الوسطى، يحملون الراية المسيحية والإسلامية، من أجل أن تظل دول القارة تحت راية الإرهاب، بعد خروج الدول الاستعمارية منها، لتنتقل من مرحلة الاستعمار العسكري إلى الفكري، لذلك آن الآوان ليكون هناك تكامل سياسي وفكري وثقافي واقتصادي واجتماعي ورياضي حتى تستطيع الكتلة الأفريقية التي تتكون من 55 دولة، على أن تحصل على ما تريده، خاصة وأنها تحتوي على نسبة 45% من الشباب في التعداد السكاني العالمي.
وتعمل كلية الدراسات الأفريقية على إعداد الشباب الأفريقي، وتنفيذ استراتيجية رئيس الجمهورية بأن تكون مصر رائدة أفريقيا في شتى المجالات، كما أننا لم ننفتح على أفريقيا لمجرد أن مصر تترأس الاتحاد الأفريقي هذا العام، ولكننا نعمل باعتبار أن أفريقيا هي العمود الفقري لمصر، والذي استمدته من كون شريان الحياة "نهر النيل" ينبع من قلب أفريقيا، وهذا المؤتمر سيحقق الهدف المنشود للخروج بتوصيات تكون على مكتبه حتى تكون عوناً له في جهوده التي يبذلها خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وتغطي المحاور التي يناقشها المؤتمر الكثير من الجوانب التي تهم القارة الأفريقية وهي:
1- التكامل الإقليمي لعقد شراكات من اجل تحقيق التنمية المستدامة
2- العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول الأشقاء في القارة الأفريقية
3- قضايا الحكم الرشيق وحقوق الإنسان في أفريقيا
4- قضايا الهوية الثقافية والتراث الثقافي وحقوق الإنسان
5- تنمية المجتمعات الأفريقية من حيث البنية التحتية
6- البنية والتنمية المستدامة في القارة في القطاعات المختلفة مثل "الصحة، التعليم، الصناعة، التعدين، الاستثمار" وغيرها من القطاعات الأخرى
7- التغيرات المناخية والبحث عن أسبابها وحلولها
8- الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة في القارة
9- تحديات الأمن الإنساني
10- التخطيط اللغوي والتنمية المستدامة
11- الإرهاب والصراعات الإقليمية والحروب الأهلية وقضايا الحدود وأثرها على التنمية المستدامة
12- الأجندة الأفريقية وقضايا الإصلاح السياسي
13- الدبلوماسية الشعبية كأحد آليات التقارب والتكامل بين الشعوب
14- رؤى تنموية مستقبلية في القارة السمراء.
هل هناك هدف وراء اختيار موعد إقامة المؤتمر تزامنا مع الاستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور؟
تم تحديد موعد إقامة المؤتمر منذ عدة أشهر، وقبل تحديد موعد الاستفتاء الدستوري، والذي تحدد في الفترة من 20 إلى 22 أبريل ليتزامن آخر أيامه مع أول يوم في المؤتمر، ما يتيح الفرصة للمشاركين في المؤتمر التصويت، كما توجد لجنة للتصويت على التعديلات الدستورية داخل الجامعة، ما يتيح الفرصة لمن لم يدلي بصوته في اليوم الأول أو الثاني أن يذهب إلى اللجنة فور الانتهاء من الجلسة الافتتاحية، كما عقدت في الكلية ندوات توعية وتثقيف بأهمية المشاركة في الاستفتاء على مدار عدة أيام.
- هل ترى أن كلية الدراسات الأفريقية تفتقر للبحث العلمي؟
لا تفتقر كلية الدراسات الأفريقية إلى البحث العلمي في أي من المجالات، فهذه المؤسسة العريقة أنشأت عام 1947 وكانت الأبحاث تقتصر على قسمي الجغرافيا والتاريخ، وفي عام 1970 تم ضم 4 أقسام أخرى" اللغات الإفريقية، الموارد الطبيعية، السياسة والاقتصاد، والأنثروبولوجيا"، وبعد تحويل معهد الدراسات الأفريقية إلى كلية بقرار من رئيس الوزراء، تعمل على إعداد لائحة جديدة للتطوير تتضمن ضم أقسام جديدة هي "الجنوب أفريقي، إدارة الأعمال، تشريعات قانونية"، وبذلك يصبح للكلية مكانتها العلمية الكبرى في القارة الأفريقية، وتضم علماء وخبراء متميزين وباحثين على مستوى عالي في الدراسات الأفريقية، يبذلون قصارى جهدهم في الرسائل والأبحاث العلمية، كما لدينا مئات الرسائل التي تعالج قضايا أفريقية في غاية الأهمية، ونستطيع أن نقدم لصانع القرار والجهات السياسية كل ما يتعلق بالقارة في جميع المجالات ولا يوجد أي قصور في أي من المجالات.
- هل هناك تعاون بين الكلية وأي من مراكز الأبحاث العلمية في دول القارة؟ وما أشكاله إن وجد؟
لدينا تعاون بناء ومثمر مع بعض الجامعات في الدول الأفريقية، ترسل إليها بعثات من الطلاب والأساتذة، وتستضيف الكلية أيضاً بعثات من الجامعات للقيام بدراسات ميدانية، كما يتم إعداد مذكرات تفاهم جديدة للتوسع في العلاقات الثقافية في عدد من الدول الأفريقية الأخرى.
- هل هناك خطة الكلية للاهتمام بالدراسات الأفريقية والطلبة الوافدين خلال عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي؟
تكرس الكلية جهودها لتنفيذ مشروع إعداد 1000 قائد أفريقي، من خلال تنظيم الكثير من ورش العمل، ونعمل على إعداد نموذج للمحاكاه يتم تقديمه للأمم المتحدة الأفريقية، كما تم إنشاء مركز لتعليم اللغات الأفريقية لأول مرة في مصر، وإنشاء مكتب خاص بشؤون الطلاب الأفارقة لتسهيل جميع الإجراءات التي تتطلبها الدراسة في الكلية.