بريد الوطن| المادة تُستهلك والروح تبقى

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| المادة تُستهلك والروح تبقى

بريد الوطن| المادة تُستهلك والروح تبقى

عندما أحدث نفسى وأتساءل عن ماهية وحيثيات إيماننا الغيبى أقول: إننا نعتقد فى وجود الله بالروح وليس بالمادة، فالمادة تفنى والروح تبقى، وإيماننا روحانى قلبى ويصدقه عملنا، فنحن لم نر الله جهرة رأى العين، وطبقاً لهذا الإيمان الغيبى آمنا بالبعث وبالحساب والثواب والعقاب، آمنا بالجنة والنار، آمنا بأن القرآن كلام الله منزل من السماء على النبى محمد، هذا الإيمان مستمد قوته وثباته من الروح التى لا تتأثر بواقعية المادة واستهلاكها ثم فنائها تحت الثرى، هذا الإيمان ليس بالوراثة لكنه بالقلب وبالعقل معاً، فالله خلق لنا العقل وباقى جوارح الجسد كى نلمس آيات الله التى نستدل بها على وجوده بعظمته وقدراته وآياته وآلائه، أن نعبد الله كأننا نراه وهو البصير السميع العليم، من يعتقدون فى الماديات والعلوم الطبيعية والنظريات العلمية «العقلية» وتلك الأنساق الفكرية المختلفة قياسهم على تلك الأفكار جعلهم ينكرون وجود الله الذى نؤمن نحن به، وقد كان هذا هو تفكير الوثنيين عُباد الأصنام وعُباد الشمس والبقر.. إلخ، هم يعبدون شيئاً مادياً أمام أعينهم كمن يعبدون أشخاصاً ويؤلهونها، بل البعض اتبع هواه من الذين لا يؤمنون بوجود إله «لا مادى ولا غيبى» هو من جعل إلهه هواه، إن من يقولون بالعقل والعلم يقفون عاجزين عند حقيقة موت الإنسان أمامهم، عندما يندهشون حين تفنى «المادة» التى كانوا يعولون عليها وينكرون الروح لأنهم لا يرونها ولا يمكنهم التحكم فيها مطلقاً، هذا يؤكد عجز قدراتهم العقلية ومحدوديتها أمام قدرة الله الذى نعبده عن يقين قطعى.

                                                                   ناصر خليفة

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة