نيويورك تايمز: خلاف بين الحداثة والتراث بشأن ترميم "نوتردام"

كتب: عبدالله إدريس

نيويورك تايمز: خلاف بين الحداثة والتراث بشأن ترميم "نوتردام"

نيويورك تايمز: خلاف بين الحداثة والتراث بشأن ترميم "نوتردام"

ذكرت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية، أنّ الحكومة الفرنسية تناقش حاليا كيفية إعادة ترميم كاتدرائية نوتردام، وسط جدال حاد بشأن الأسلوب والطراز المعماري الذي سيكون عليه البناء بعد انتهاء الترميم.

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، أنّه بمجرد الانتهاء من إطفاء الحريق المدمر الذي شوّه كاتدرائية نوتردام في باريس، ولم تكن الحكومة الفرنسية حتى أشادت برجال الإطفاء الذين أنقذوا المبنى وآثاره، إلا ودار نقاشا بشأن الكيفية التي ينبغي أنّ تكون عليها الكاتدرائية القوطية الشهيرة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، "بينما لا يزال العمال يركزون إلى حد كبير على دعم البنية التالفة، لكن مدى ارتباط إعادة الإعمار المخطط لها بالتصميم الأصلي والمواد المستخدمة، أصبحت نقطة خلاف في بلد اعتاد منذ زمن طويل على الجدال حول التوازن بين الحداثة والتراث الثقافي".

وزاد الصحفية: "أعطى الرئيس إيمانويل ماكرون النقاش أهمية خاصة، حين قال إنّ الكاتدرائية سيعاد بناؤها خلال 5 سنوات، وهو إطار زمني وصفه بعض الخبراء بأنّه يدعو إلى التفاؤل، لكن بعض المعارضين السياسيين لماكرون اتهموه بأنّه يريد الاندفاع من أجل استعادة الكاتدرائية في الوقت المناسب لدورة الألعاب الأولمبية 2024، والتي ستعقد في باريس".

وصرح فرانك ريستر وزير الثقافة الفرنسي، أمس الخميس، بأنّ الحكومة ستسعى جاهدة للوفاء بالجدول الزمني الذي حدده الرئيس، لكنه حذر أيضًا من أنّ إعادة بناء الكاتدرائية قد تستغرق وقتًا أطول، وقال في لقاء تلفزيوني: "من المهم ألا يخلط الشخص بين السرعة والإنجاز في العمل"، مشيرا إلى أنّه لا يعتقد أنّ "نوتردام" ستظل مغلقة تمامًا طوال فترة الإنشاء.

وفي منتصف نهار أمس الخميس، تقدم مئات من أعضاء فرقة إطفاء باريس إلى قصر الإليزيه، المقر الرسمي للرئيس الفرنسي، لحضور حفل تكريم 500 من رجال الإطفاء الذين عملوا لساعات طوال في إطفاء النيران وإنقاذ الأعمال الفنية الثمينة والآثار المخزنة في الكاتدرائية، وصرح "ريستر" بأنّه لا يزال هناك خطر من احتمال انهيار أجزاء أخرى من السقف، ومن المتوقع أن يزيل العمال الأنقاض التي تزيد من انهيارها.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقريرها: "تشير التبرعات المقدمة من الجهات الرسمية والخاصة، إلى أنّ جهود التجديد لن تعيقها قلة التمويل، بل بدلاً من ذلك، تم تركيز الكثير من النقاش بشأن ما إذا كان ينبغي إعادة بناء والكاتدرائية كما كانت، أو إذا كان ينبغي اختيار المواد والتقنيات والتصاميم الحديثة".

وقال كريستيان شموكل مولارد المهندس المعماري الذي عمل على ترميم كاتدرائية ستراسبورج في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، إنّ اختيار النموذج المعاصر والحديث سيكون أكثر أمانًا وأسرع لإعادة البناء، بينما صرح جان ميشيل ويلموت المهندس المعماري الفرنسي الذي صمم مؤخرًا كاتدرائية روسية أرثوذكسية في باريس، بقوله "إنّ إعادة بناء الكاتدرائية على النموذج القديم، والذي تمت إضافته إلى الكاتدرائية في القرن التاسع عشر، سيكون بشعا".

ولفت بعض الخبراء إلى أنّ الكاتدرائية تم تغييرها من قبل، بما في ذلك بين عامي 1844 و 1864، إذ تم في تلك الفترة إنشاء برج جديد ليحل محل آخر في وقت سابق، وتم إعادة هيكلة دعامات البرج وإضافة ميزات جديدة، وصرح "ماكرون" الأربعاء الماضي بأنّه لا يعارض بناء البرج بطريقة معمارية معاصرة، لكن خصومه وخاصة من اليمين السياسي، تذمروا من الاقتراح بأنّ نوتردام قد تتغير بذلك ملامحها.

وصرح وزير الثقافة الفرنسي، بأنّه يرحب بالمناقشات التي دارت بشأن استعادة الكاتدرائية، رغم أنّ الحكومة الفرنسية هي التي ستقرر في النهاية، وقال: "لا يجب أنّ نقول لأنفسنا، بأننا يجب أنّ نعيد الكاتدرائية تمامًا كما كانت، وفي ذات الوقت لن نقرر فعل شيء حديث أو تصميم جديد لمجرد القول بذلك".


مواضيع متعلقة