الأزمات تحاصر الكنيسة الأرثوذكسية فى الخارج والداخل

كتب: مصطفى رحومة

الأزمات تحاصر الكنيسة الأرثوذكسية فى الخارج والداخل

الأزمات تحاصر الكنيسة الأرثوذكسية فى الخارج والداخل

حاصرت مجموعة من الأزمات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى الولايات المتحدة وأستراليا، على مدار الأيام الماضية، بسبب خلاف بين الأنبا دافيد النائب البابوى فى أمريكا الشمالية وأسقف نيويورك ونيوإنجلاند، مع الراهب القس إثناسيوس آفا مينا، المنتدب للإشراف على إنشاء أول دير باسم البابا كيرلس السادس فى ولاية ماساتشوستس بأمريكا، أدى إلى إحالة الراهب إلى لجنة التحقيق الرهبانى، فيما نشب خلاف بين الأنبا دانييل، أسقف سيدنى بأستراليا، والقمص يعقوب عوض الكاهن العام بالإيبارشية، دفعت الأخير إلى الاستقالة من الكهنوت، قبل أن يتدخّل المقر البابوى فى القاهرة، ويتراجع الكاهن عن استقالته.

بدأت الكنيسة فى 16 يونيو 2018، إنشاء أول دير باسم البابا كيرلس السادس، فى ولاية ماساتشوستس بأمريكا، بعد حصول الأنبا دافيد على موافقة البابا تواضروس الثانى، الذى انتدب الراهب القس إثناسيوس آفا مينا لبدء الحياة الرهبانية فى الدير، قبل أن تندلع الخلافات بين الراهب والأسقف فى 21 مارس الماضى، ووصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعى، حيث اتّهم الراهب، الأنبا دافيد بالتوسّع فى توقيع العقوبات الكنسية على معارضيه، دون أسباب أو تحقيق، واستخدام «سلطان الحل والربط» فى تمرير كل قراراته التعسّفية، والتسلط وإرهاب الشعب البسيط، وإعلان الأنبا دافيد أن طاعة الأسقف من طاعة الله، ومن يعارِض قراراته سوف يمحو اسمه من «سفر الحياة».

مشرف دير البابا كيرلس فى أمريكا يشتكى الأنبا دافيد للمجمع المقدس.. وكاهن يبنى كنيسة خاصة فى منزله بسيدنى

وطالب الراهب المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالتحقيق فى ما وصفه بـ«هرطقات وبدع» الأنبا دافيد، ومحاكمته على الكثير من الأخطاء الإدارية والمالية، وجعل أشخاص علمانيين وسيدات يتدخّلون فى اتخاذ قرارات خطيرة خاصة بالكنيسة. وكشفت منشورات تداولها أقباط على مواقع التواصل الاجتماعى، أن سبب الخلاف بين الراهب والأنبا دافيد يعود إلى أنه رفض تأييد قرارات الأسقف، التى وقعها على القمص صموئيل، راعى كنيسة الملاك ومارمينا بأمريكا، واعتراضه على القرارات الظالمة التى يتخذها الأسقف وتصريحاته التى شبه نفسه فيها بـ«الله» وأن يمحو أسماء معارضيه من «سفر الحياة».

وردّ «دافيد»، على ذلك، بالقول إنه رغم ما ناله من تطاول الراهب، فإنه يصلى من أجله، لكن الأنبا كيرلس آفا مينا، أسقف ورئيس دير مارمينا العجايبى بمريوط، أرسل خطاباً فى 6 أبريل الحالى، إلى الراهب إثناسيوس، حصلت «الوطن» على نسخة منه، يطالبه بالعودة إلى مصر خلال أسبوعين، للتحقيق معه فى لجنة شئون الرهبنة، واعتباره موقوفاً عن العمل لحين مثوله للتحقيق. وفى أستراليا، نشبت أزمة بين القمص يعقوب عوض، الكاهن العام بإيبارشية سيدنى وتوابعها، والأنبا دانييل أسقف الإيبارشية، تقدّم على أثرها الكاهن باستقالته من الكهنوت فى 9 أبريل الحالى، قبل أن يتراجع عنها خلال 24 ساعة بعد تدخّل المقر البابوى، واشتعلت الأزمة حسب ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعى، بسبب قيام الكاهن بإقامة كنيسة خاصة به فى فناء منزله، دون إذن من المقر البابوى أو الإيبارشية. وأكد الأنبا دانييل، أن سر الكهنوت دعوة إلهية لا يخضع للاستقالة، والمفروض أن يكون الكاهن عضواً مخلصاً للكنيسة، ممثلة فى البابا تواضروس الثانى، والأساقفة كلٌّ فى محل إيبارشيته والخضوع لتعاليم الكنيسة وطقوسها وتسلسلها الإدارى.

كنائس مصر تتبرّأ من طائفة مسيحية جديدة أسسها كاهن كاثوليكى مشلوح فى جزيرة بدران بشبرا

ونشر الكاهن يوم الجمعة الماضى، اعتذاراً للبابا والأسقف على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»، وطلب قضاء شهر فى دير الأنبا شنودة بمنطقة بتى، وهو ما دفع الأنبا دانييل ليطلب من الأنبا دانيال، أسقف ورئيس دير الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين ببتى، الموافقة على طلب الكاهن.

وفى سياق الأزمات، فوجئ مجلس كنائس مصر، ببيان صادر عن مجموعة «الكنيسة الأسقفية المستقيمة المُصلحة»، تعلن فيه أنها لا تتبع أياً من العائلات الكنسية المُمثلة فى المجلس، وهى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية، والروم الأرثوذكس، والأسقفية الإنجيليكانية، وأعلن المجلس أنه ليست له علاقة بهذه المجموعة. الكنيسة الجديدة يسعى كاهن كاثوليكى مشلوح لتوطينها فى مصر، بعد أن رسم مطراناً لها باسم «الأنبا مينا» فى ديسمبر 2018، واتّخذ لها مقراً فى منطقة جزيرة بدران بشبرا، لتكون نواة لما يُعرف بـ«إيبارشية القديس فرنسيس بمصر للكنيسة الأسقفية المصلحية»، وبدأت نشاطها فى يناير الماضى، ورسم كهنة ورهبان لها.

وأعلنت الكنيسة الجديدة فى بيان، أنها كنيسة آبائية سرائرية مستقيمة تتبع اتحاد الكنائس الرسولية الأرثوذكسية، وهى مستقلة بذاتها، وظهرت منذ أكثر من 500 عام، ومقرها الرئيسى ولاية فلوريدا الأمريكية، وهى كنيسة ذات نظام أسقفى، ودرجة رئيسها هى رئيس أساقفة، وهى الدرجة العليا بالكنيسة، ويشغل هذا المنصب حالياً شخص يُدعى الدكتور تشارلز ترافيس، وتؤمن بالزواج الطبيعى بين رجل واحد وامرأة واحدة، ولا تؤمن برسامة المرأة فى الكهنوت.


مواضيع متعلقة