4 كوارث تاريخية قبل "كاتدرائية نوتردام".. أبرزها حريق مكتبة الإسكندرية

كتب: سحر المكاوى

4 كوارث تاريخية قبل "كاتدرائية نوتردام".. أبرزها حريق مكتبة الإسكندرية

4 كوارث تاريخية قبل "كاتدرائية نوتردام".. أبرزها حريق مكتبة الإسكندرية

كوارث طبيعية وبشرية عدة، طالت مقدسات تاريخية ودينية، وقف أمامها الإنسان مكتوف الأيدي، وهو يشاهد جزءا من التاريخ تنطوي صفحته في ظل عجزه عن حماية الأثر التاريخي، وآخر هذه الكوارث كان الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام التاريخية في فرنسا.

الحريق الضخم الذي اندلع قبيل الساعة السابعة مساء أمس ولم تعرف أسبابه بعد، في الكاتدرائية الباريسية التاريخية المدرجة على لائحة "يونسكو" للتراث العالمي منذ العام 1991، وعمرها 850 عاما، أدى إلى انهيار برج الكاتدرائية التي شيّدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر، والبالغ ارتفاعها 93 مترا.

شارك نحو 400 إطفائي في إخماد النيران وإنقاذ البرجين الأماميين للكاتدرائية، وهو ما تحقق قبيل منتصف الليل حسب ما أفادت "سكاي نيوز عربية"، وأفادت فرق الإطفاء بأنّ الحريق "مرتبط على الأرجح" بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية، علما بأنّه اندلع قبل بضعة أيام من احتفال المسيحيين الكاثوليك بعيد الفصح.

الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام، أعاد إلى الأذهان ما سببته الكوارث الطبيعية في آثار تاريخية مهمة، بينها "مكتبة الإسكندرية القديمة، منارة الإسكندرية، ومكتبة العراق القديمة"، وما سببته أفعال تنظيم "داعش" الإرهابي في مقدسات سوريا والعراق.

وترصد "الوطن" في تقريرها الآثار التاريخية التي تعرضت للدمار بسبب الكوارث الطبيعية، وهي كما يلي.

1. مكتبة الإسكندرية القديمة

عرفت باسم مكتبة الإسكندرية الملكيّة، أو المكتبة العظمى، وهي كبرى مكتبات عصرها، شيّدها بطليموس الأول، ويقال إنّها تأسست على يد الإسكندر الأكبر قبل 23 قرنا، ويقال أيضا إنّها تأسست على يد بطليموس الثاني في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد عام (285 ـ 247) وفقا لكتب التاريخ.

تعرضت المكتبة للعديد من الحرائق، وانتهت تماما عام 48 قبل الميلاد، إذ أحرق يوليوس قيصر وفقا لروايات التاريخ، 101 سفينة كانت موجودة على شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية، بعد أنّ حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا، حين شعر أنّ يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن إلى مكتبة الإسكندرية فأحرقتها، ويعتقد بعض المؤرخون أنّها دُمرت.

وفي العام 2002 أُعيد بناء الكنيسة تحت اسم مكتبة الإسكندرية الجديدة، في مشروع ضخم شاركته مصر مع منظمة "يونسكو" التابعة للأمم المتحدة، وبنيّت المكتبة من جديد في موقع قريب من المكتبة القديمة.

2. فنار الإسكندرية

فنار الإسكندرية أو منارة الإسكندرية من عجائب الدنيا السبع التي ذكرها الإغريق، وكان موقعها على طرف شبه جزيرة فاروس، وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي في الإسكندرية المصرية.

فنار الإسكندرية أول منارة في العالم، ووفقا للمؤرخين شيّدها سوستراتوس في عهد بطليموس الثاني عام 270 ق.م، وكانت ترتفع 120 مترا، وحدث زلزال في العام 1303م في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فضرب شرق البحر المتوسط، ودمّر حصون الإسكندرية وأسوارها ومنارتها.

3. مكتبة بغداد الكبيرة

مكتبة بغداد في العصر العباسي كانت أعظم دور العلم في الأرض دون مبالغة نحو 5 قرون متتالية، أسسها الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله، والذي حكم الدولة الإسلامية من سنة 170 هجرية إلى سنة 193 هجرية وفقا لكتب التاريخ.

ازدهرت المكتبة جدا في عهد المأمون خليفة المسلمين من سنة 198 هجريه إلى سنة 218 هجرية، حتى صارت دارا للعلم لا يتخيل كم العلم بداخلها، وحوت الملايين من المجلدات، وكل هذا في زمن ليس فيه طباعه، وتُرجمت في مكتبة بغداد الكتب المكتوبة باللغات اليونانية والسريانية والهندية والفارسية واللاتينية وغيرها.

وتسبب المغول في هدم مكتبة بغداد، إذ حمل التتار"المغول" ملايين الكتب الثمينة، وألقوا بها جميعا في نهر دجلة، حتى تحول لون مياه النهر إلى الأسود، من أثر مداد الكتب، حتى قيل إنّ الفارس التتري كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى أخرى.

4. كوارث "داعش"

حطّم تنظيم داعش الإرهابي محتويات متحف الموصل في العراق، وذلك ضمن الحملة المنظمة التي شنّها التنظيم لهدم معالم تاريخية أو مزارات دينية في العراق.

وشهد العراق عمليات سلب وهدم موسعة لآثاره، مثل المساجد والمزارات الشيعية والتماثيل والقلاع والأضرحة والكنائس والمقابر، وأهمها مسجد القبة الحسينية ومسجد خضر في الموصل، وجامع جواد الحسينية ومسجد الأربعين في تكريت، والذي يضم 40 مقبرة من زمن عمر بن الخطاب ومسجد النوري، ومزار سعد بن عقيل الحسينية في مدينة تلعفر، وضريح أحمد الرفاعي، وقبر الفتاة في الموصل، إضافة إلى الكنائس داخل الموصل، مثل كنيسة مريم العذراء ومار كوركيس ودير مار إيليا، الذي يعتبر أقدم دير في العراق.

ولفتت "يونسكو" إلى تعرض نحو 300 موقع بالغ الأهمية للتدمير أو النهب أو الضرر منذ بداية الأزمة السورية، موضحة أنّ "داعش" بسط سيطرته على مدينة تدمر، وألحق الضرر بأهم مواقعها التاريخية، وبينها قوس النصر الأثري، الذي يعتبر كنز ثقافي في المدينة، فضلا عن مجموعة من المعابد التي تعود للعهد الروماني والكنيسة التذكارية للإبادة الأرمنية في دير الزور عام 2014، ودير سانت عليان التاريخي، كما أسس "داعش" وزارة خاصة وفرق مختصة بالتنقيب والبحث عن الآثار لسرقتها وتهريبها.


مواضيع متعلقة