خالد منتصر يكتب: رسالة إلى وزير المالية: أساتذة الجامعة فى خطر يعيشون بعزة النفس وفقر الجيب

خالد منتصر يكتب: رسالة إلى وزير المالية: أساتذة الجامعة فى خطر يعيشون بعزة النفس وفقر الجيب
- خالد منتصر
- أساتذة الجامعات
- وزير المالية
- الكادر الخاص لأساتذة الجامعة
- الكادر الخاص
- خالد منتصر
- أساتذة الجامعات
- وزير المالية
- الكادر الخاص لأساتذة الجامعة
- الكادر الخاص
وصلنى هذا الرد من وزير المالية المحترم د.محمد معيط على مقالى الذى كتبت فيه أن الكادر الخاص لأساتذة الجامعة صار تكديراً خاصاً وعقاباً لهم على تفوقهم، وأن حالهم صار لا يسر عدواً ولا حبيباً، هم يعيشون بعزة النفس وفقر الجيب، وعزة النفس معالى الوزير لا تطفئ نار الجوع، والاهتمام فى حد ذاته من الوزير بالرد يستحق التحية والتقدير، ويعتبر بداية حل للمشكلة، لأن كثيراً من المسئولين قد اختاروا الطناش كوسيلة حل لراحة الدماغ، لذلك أشكر الوزير، كتب السيد وزير المالية الرسالة التالية:
«السيد رئيس تحرير جريدة الوطن
تحية طيبة وبعد:
بالإشارة إلى ما تم نشره بجريدتكم الموقرة فى الصفحة الخامسة بتاريخ 2 أبريل 2019 تحت عنوان «يا وزير المالية.. هل هو كادر خاص للجامعة أم تكدير خاص»، والمتضمن عدة استفسارات عن مفردات مرتب أحد المعيدين بكلية طب الأسنان. أتشرف بالإحاطة أن ما ذكر بشأن الراتب الأساسى المخصص لمعيد الجامعة وقدره 730 جنيهاً ليس فقط كل ما يتقاضاه المعيد، إذ يضاف إلى ذلك بعض البنود المتعلقة بالمكافآت والحوافز المتمثلة فى مكافآت الكادر الخاص ومكافآت التدريس والريادة العلمية ومكافآت البحوث والامتحانات وحافز الجودة وبدل الجامعة، بالإضافة إلى العلاوات الاجتماعية المقررة والعلاوات الخاصة والاستثنائية والمنحة الشهرية ليصل جملة ما يحصل عليه المعيد شهرياً من بين 4200 جنيه إلى 5000 جنيه، ويمكن الرجوع فى ذلك إلى الوحدات الحسابية داخل الكليات والجامعات».
آسف معالى الوزير أن أخبرك بأن ما قُدم إليك من أوراق تقول إن معيد طب الأسنان يقبض خمسة آلاف جنيه شهرياً غير صحيح فأجدع وأقوى معيد بكل البدلات والحسابات والعلاوات لا يتقاضى أكثر من ثلاثة آلاف جنيه!! أى أقل من راتب عامل السيكيورتى فى الكومباوند!
انتهى رد معالى الوزير، وشكراً على اهتمامه، وكنت أود أن تحتوى الرسالة أولاً على خطة لحل المشكلة، لكن الوزير يصر على أنه ليست هناك مشكلة أصلاً، وثانياً كنت أتمنى أن يدرك د. معيط، الذى أحمل له كل تقدير، والذى أعرف أنه قد نحت فى الصخر للوصول إلى تلك الخبرة والمكانة، وأن ندرك جميعاً معه، أن القضية ليست قضية معيد كلية طب أو صيدلة، ولكنها قضية هيئة تدريس الجامعات بالكامل، محاربى قلاع العلم، الذين صاروا يعاركون الحياة ويتحايلون على لقمة العيش وتدهسهم عجلات البحث عن الرزق، وهناك الكثير منهم يعيش على الكفاف يناضل كى لا يقع تحت خط الفقر وسنابك الحاجة والعوز، ولولا الملامة و«البرستيج» لكان قد تقدم لوظيفة عامل الأمن التى أعلنت عنها إحدى شركات المقاولات الشهيرة مؤخراً براتب خمسة آلاف جنيه شهرياً، وآسف معالى الوزير أن أخبرك بأن ما قُدم إليك من أوراق تقول إن معيد طب الأسنان يقبض خمسة آلاف جنيه شهرياً غير صحيح، فأجدع وأقوى معيد بكل البدلات والحسابات والعلاوات لا يتقاضى أكثر من ثلاثة آلاف جنيه!!، أى أقل من راتب عامل السيكيورتى فى الكومباوند!، وهذه معلومة متأكد منها ولو سيادتك احتجت ورقة مفردات المرتب أقدمها لك فى مكتبك، لذلك أتمنى أن تعتبر ما أكتبه هو محاولة إقامة حوار وجسور للحل ولا تعتبرها نوعاً من التربص والتحدى أو الوقوف عند نقطة مفردات مرتب، بل الأهم هو الاعتراف بحال أستاذ الجامعة الاقتصادى المتدهور الذى لا يليق بعلماء وبمجتمع يريد أن يتقدم بالعلم، فلا بد للمسئول من الرؤية السياسية قبل التنفيذية، واعتبار أنه، ومن يعرض ويكتب المشكلة، فى مركب واحد للعبور بهذا الوطن لبر الأمان، لذلك سأعرض عليك بعض صرخات أساتذة الجامعة وسأترك رسائلهم كما هى مع الاحتفاظ بالاسم الأول لكاتبها حفاظاً على شكلهم الاجتماعى، وأتمنى استماع سيادتك لهم ووضع خطة لإنقاذهم وانتشالهم من الإحباط، وصلتنى دون مبالغة أكثر من ألف رسالة كلها معلّقات بكائيات، اخترت منها تلك الرسائل:
«هدى الله المسئولين لتعديل قانون ٧٢ المتهالك والقديم قدم الزمن.. فوالله لقد أنفق علىّ والداى للحصول على الماجستير والدكتوراه، وقد تعينت على مرتب معيد ٣١٤ جنيهاً عام ٩٨، وتزوجت قسطاً بقرض من البنك، واشتريت سيارة منذ سنوات موديل ٩٩ هى معى إلى الآن قسطاً، وبقرض من البنك وأخشى أن أزوّج أبنائى قسطاً، وأخشى ما أخشاه أن أدفن قسطاً، وعفواً إن أثقلت عليكم، فلا أستطيع حتى أن أبوح بهذا الكلام على العام أو على صفحتى الشخصية»
د. محمد
«حبّيت أعرّف حضرتك إنى بشتغل على عربية فى شركة أوبر وكريم لا مؤاخذة (سواق تاكسى) حاجة مضحكة صح.. طيب أعيش إزاى.. آسف للإزعاج»
أ. د وائل
«ملف أعضاء هيئة التدريس عبارة عن وجع عظيم يخشى حتى أصحابه من البوح به، راتب مهلهل لا يكفى قوت أسبوع، فما بالك بكتب، أبحاث، مؤتمرات، تكلفتها عالية، سيدى نحن ندفع داخل جامعاتنا مصروفات الدورات التدريبية التى تقام داخل الجامعة، يعنى مركز تطوير أعضاء هيئة التدريس يحصّل مبالغ من أعضاء هيئة التدريس، رواتبنا على وشك كشف العورات»
د. إيناس
ماذا يفعل معيد الجامعة وهو يقرأ إعلاناً يطلب عامل أمن بضعف مرتبه؟!
«كيف تطلب الدولة غِـنى الإبداع (بالباء) مِن عقول أساتذة الجامعة، والدولة نفسها شحيحة الإيداع (بالياء) فى حسابات أولئك الأساتذة!!»
د.كيرلس
«ليه ربط قيمة المكافأة الشهرية للأستاذ المتفرغ بالمعاش التأمينى -تعبنا فيه 36 سنة عمل قبل سن الـ60 - المكافأة نظير عمل بعد إعادة تعييننا نظراً للفراغ الكبير فى المعامل والأقسام نظراً لعدم التعيين سنة 85... إحنا شايلين العبء كله حالياً.. أقسم لولا وجودنا فى الأقسام فى المركز البحثى اللى أنا شغال فيه.. كان زمانه اتقفل وجابت ضلفه وعليه العوض.. الأستاذ اللى كتب المادة 121 استكتر إن إحنا ناخد المكافأة (محسوبة فى تاريخ خروجنا للسن القانونية) وقرر طرح المعاش التأمينى منها... كل يوم 1-7 من كل سنة.. المعاش التأمينى يزيد 10%.. على طول وفوراً تنقص قيمة المكافأة بنفس الزيادة فى المعاش... حد شاف ظلم للأساتذة المتفرغين زى كده.. خرجت للمعاش 2011 تفتكروا المكافأة زادت فى الـ8 سنين (زى باقى خلق الله اللى بيزيدوا كل 1-7 كل عام) ولا مليم.. بالعكس نقصت.. والأسعار نار نار والغلا والكوا.. ركّبت 3 دعامات بعد الخروج للمعاش بـ45 ألف جنيه من حسابى الخاص يعنى موت وخراب.. بقى اسمنا الأساتذة الشحاتين مش المتفرغين»
د.على
أستاذ جامعى يعمل على "أوبر".. وآخر تطلب منه زوجته البحث عن شغلانة أخرى.. ودكتورة تتمنى ألا يمرض ابنها لأنها لا تملك ثمن العلاج
«ملخص حكايتى، أنا من أسره بسيطة، وأول ما اتكلفت معيد بالجامعة، أهلى توسّموا فيّا الخير فرحوا بيّا جداً، أبويا افتكرنى هكون السند، بس للأسف خاب ظنه بعد كده.. وكنت أتمنى أكون حاجة غير مكانتى حالياً، عشان أقدر أساعدهم.
دلوقتى أنا اتجوزت وبشتغل درجة مدرس مساعد بجامعة سوهاج وأتقاضى مرتب شهرى ٣٥٠٠، وأبويا بيفتكرنى بقبض ١٥ ألف، ووالدى احتاج منى مالاً للمساعدة كنوع من رد الجميل، بس للأسف مقدرتش، لأن المرتب يدوب مقضّينى، (٣٥٠٠ مرتب شهرى)، مطلوب منى أدفع منهم الآتى: (١٢٠٠ إيجار شقة، ٥٠٠ نور وميه وغاز، ٧٠٠ مصاريف تنقلات إلى العمل شهرية)، بيفضل من مرتبى ألف جنيه مطلوب منى يقضونى، عشان أصرف منهم شهرياً على الأكل والشرب والملبس ومصاريف بيتى وكشوفات والحمد الله على كل حال، يا دوبك بيقضونى أسبوع. حتى لو أكلت فول وطعمية مش هيقضّونى. ومتنساش أبحاثى ورسالتى اللى أنا مش قادر أصرف عليهم، على النقيض الآخر، أبويا بيقولى ساعدنى بمكافأة الامتحانات، وحضرتك مش هتصدق إن مكافأة الامتحانات بتاعتى ١٨٠ جنيه، أيوه مائة وثمانون جنيه زى ما حضرتك قرأت بالظبط، لما اديت لأبويا المكافأة، أبويا افتكر إنى بسخر منه وقاطعنى ومش بيكلمنى، لأن عمتى مدرسة فى التربية والتعليم وبتاخد مكافأة امتحانات ٣٥٠٠ جنيه وهى مدرسة، فوالدى افتكر إنى باخد المكافأة ألوفاً مؤلفة، وبصراحة عنده حق أنا لو مكانه هفكر نفس التفكير، وسبب زعل والدى منى، إنه كان فيه واحد زميلى بلدياتى نفس دفعتى اتعين وكيل نيابة، ودلوقتى معاه شقة وبيت وبدل العربية اتنين ووالدى شايف الخير اللى مع زميلى «الله يباركله»، وأنا بعد سنين وسهر وتعب مش قادر أكفّى بيتى، أهلى اتهمونى بالبخل وإن معايا فلوس ومستخسر أصرفها عليهم وعلى نفسى، الحمد لله على كل حال»
عضو هيئة تدريس بسوهاج
«أنا مدرس بجامعة بنها، تابعت مؤخراً مقالات سيادتكم التى بالفعل لامست القلوب، لأننا نعيش ما هو أسوأ، بالنسبة ليّا (غير قابل للنشر) أنا كنت متجوز، حالياً مطلق، لكن قبل الطلاق أهل زوجتى طلبوا منى البحث عن عمل آخر، آه والله هذا ما حدث، وقد مشى وراء كلامهم فئة من أهلى»
د. محمد - جامعة بنها
«أنا معيدة تعيين ٢٠١٥ أساسى مرتبى ٢٢٤ جنيهاً. مرتبى ٢٩٤٨ جنيهاً، أنا من المنصورة، وأعمل بجامعة عين شمس بالقاهرة. أسافر رايح جاى من المنصورة للقاهرة ولحضرتك أن تتخيل مصاريفى على المواصلات فقط فى اليوم ٦٥ جنيه مواصلات، ومترو يعنى حوالى ١٠٠٠ جنيه فى الشهر.أنا متزوجة، ومعى طفلين، والله العظيم أنا بخاف ولادى يمرضوا علشان ما عرفش هاوديهم للدكتور إزاى!
لبس صيف أو شتا ليهم، عندى أزمة، بنعملهم جمعيات علشان نقدر نجيبه، حضرتك تتخيل إنى ما عرفتش أجيب هدية لأمى فى عيد الأم حتى الآن!
والله بنكمل شهرنا سلف أقسم بالله
أكتب لحضرتك بالدموع والله.. ضهرنا محنى على شغل الرسالة وشغل الجامعة بهدلة ما بعدها بهدلة
ومطلوب منا حضور مؤتمرات بمبالغ وورشات عمل بمبالغ وأبحاث ونشر أبحاث وووو...
أدعو الله وأرجوك ألا تتخلى عنا وتساندنا أرجوك»
د. هبة
انتهت الرسائل، ولم تنته الدموع، هل ما زلت، معالى الوزير، مصراً على أنه ليست هناك مشكلة بعد سماعك لكل تلك الصرخات؟، أتمنى أن أعرض عليك باقى الرسائل فى مكتبك لكى تقرأ بنفسك معاناة باقة من أجمل وأنبل من أنجبت مصر المحروسة، والتى ستظل محروسة بتكاتف الجميع، ومتأكد أنك ستتحرك لحل المشكلة، وشكراً للاهتمام والرد.