الأحفاد يهملون الجدود.. فيديو| زاهي حواس يهاجم الإعلام: هل تاريخكم يستاهل 4 سطور؟

كتب: نرمين عفيفي وانتصار الغيطاني

الأحفاد يهملون الجدود.. فيديو| زاهي حواس يهاجم الإعلام: هل تاريخكم يستاهل 4 سطور؟

الأحفاد يهملون الجدود.. فيديو| زاهي حواس يهاجم الإعلام: هل تاريخكم يستاهل 4 سطور؟

"بشتغل في الآثار بقالي حوالي 45 سنة، ولم يحدث في حياتي أن اهتم الإعلام المصري بالآثار، غير نقل خبر 4 سطور"، "الإعلام المصري عامة مبيهتمش بالآثار زي الإعلام الأجنبي"، "الإعلام المصري مبيجريش ورا الكشف إحنا اللي بنجري وراه كآثار"، "الأجانب مهتمين بآثارنا أكتر مننا".. كانت تلك الكلمات التي عبر بها الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق عن غضبه من وسائل الإعلام المصرية بسبب عدم اهتمامها الكافي بالآثار المصرية.

"حواس" مستنكرا: "نبوس رجل الإعلام المصري عشان يصور الاكتشافات الأثرية"

الاكتشاف الأثرى الذى جرى الإعلان عنه خلاله افتتاح أحد التوابيت بمقبرة المنيا، وأذيع على الهواء مباشرة بتغطية حصرية من قناة "ديسكفرى" الأمريكية، كان بمثابة الشرارة التي كشفت عن وجود أزمة كبيرة لدى الإعلام المصري في الدعاية وتسليط الضوء على كنوز الآثار المصرية، وإبرازها، مثلما يهتم الإعلام الأجنبي.

وفي تصريحات خاصة لـ"الوطن" تحدث زاهي حواس عن أسباب عدم رضاؤه عن الأداء الإعلامي في تغطية الاكتشافات الأثرية، موضحا أن هذا الكشف الذي بثته القناة الأمريكية على الهواء مباشرة تم الإعلان عنه منذ عام وأن جميع وسائل الإعلام المصرية، الخاصة والحكومية رأت التوابيت الضخمة في الكشف.

وتساءل حواس: "هل في تلفزيون تقدم وقال نعمل حاجة على الهواء؟.. اللي تقدم بعد إعلان الكشف قناة ديسكفري الأمريكية، وطالبوا بالنقل المباشر على الهواء، محدش بادر زي قناة ديسكفري، وفي توابيت تانية هناك مقفولة، حد حاول يفتحها على الهواء؟ محدش عمل كدا، والبرنامج ده اتذاع في 95 دولة بالعالم كله".

وشدد حواس على ضرورة المعالجة لهذا القصور من جانب الإعلام المصري من أجل أن يفخر المصريون ببلادهم وتراثها، "لازم الإعلام والتلفزيون والصحافة يكتبوا عن الآثار، ولازم الآثار تظهر، ولا يقتصر على الخبر فقط، لازم يتعمل قصص وحوارات وموضوعات عن الآثار علشان ولادنا يحسوا بقيمة الحضارة دي".

وأشار حواس إلى أن البث الذي نقل على الهواء من قناة ديسكفري الأمريكية حقق دعاية كبيرة وإعلان لمصر والآثار المصرية، لو كانت مصر دفعت بليون دولار لم تحقق ربع ما تحقق بالأمس من مكاسب.

وتابع حواس: "الإعلام المصري لازم يتعلم من الإعلام الأجنبي ويعمل حاجات زي كدا، ووزارة الآثار كل يوم عندها كشف، محصلش إن التلفزيون المصري لحد النهاردة اهتم وعمل برنامج عن الآثار فيه إثارة وكشف، هما بس بيغيروا لما بيلاقوا حد أجنبي عمل ده، وبيقولو طب إحنا فين؟".

ومن جهتها، نفت نائلة فاروق، رئيسة التليفزيون المصري، أن يكون هناك أي إهمال أو تقصير من جانب التلفزيون تجاه الآثار المصرية والاكتشافات الأثرية، مؤكدة أن قنوات قطاع التلفزيون تضم أكثر من برنامج سياحي تتابع بشكل مستمر كل ما يحدث فى ملف السياحة بجميع أنواعها، وتتابع جميع الاكتشافات الأثرية الجديدة، ودائما تجري تغطية لعمل البعثات الأثرية المصرية أو الأجنبية وكاميرات هذه البرامج تنتقل دائما لإجراء لقاءات دائمة ودورية مع المسئولين مع البعثات الاستكشافية فى جميع محافظات الجمهورية.

وأوضحت  "فاروق" فى تصريح خاص لـ"لوطن" أن من هذه البرامج، "جسور"، الذي يذاع على الفضائية المصرية وحصل على أكثر من جائزة دولية بسبب تغطيته للأماكن السياحية والاكتشافات الأثرية فى مصر، كما أنه يتابع باستمرار المتاحف المصرية الذى تضم جميع الحضارات "الفرعونية، والإسلامية، والقبطية"، وهناك أيضا برنامج "مرشد سياحى"، وغيرها الكثير من برامج القطاع.

وأشارت "فاروق" إلى أن قطاع الأخبار أيضا متابع بشكل مستمر من خلال جميع برامج ونشراته الإخبارية كل ما يدور فى الملف الأثري، وأيضا لكل الاكتشافات الجديدة، لافتة إلى أنه حال افتتاح أى مقبرة أثرية فى مصر تتواجد كاميرات لقطاع الأخبار والتلفزيون بها.

واختتمت رئيسة التليفزيون المصري،: نعمل كفريق واحد فى هذا الملف ولا يوجد أى تقصير على الإطلاق فى التغطية والمتابعة المستمرة، كما أن لدينا أساتذة متخصصون يقدمون معظم هذه البرامج حتى تكون المادة العلمية المقدمة دقيقة جدا، خاصة فيما يتعلق بالملف "الفرعوني" حيث أن الأسر الفرعونية المصرية كثيرة ومتفرعة، وهناك الكثير من المقابر التى يتم اكتشافها بشكل دائم فى جميع ربوع الجمهورية.

واتفق الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، مع وزير الآثار الأسبق، الدكتور زاهي حواس في رأيه،: "للأسف صح، إعلامنا مش مهتم".

وتمنى أن تكون لدينا طوال الوقت قناة متخصصة للآثار المصرية والتراث المصري بشكل عام والعادات والتقاليد في البلاد، حتى لو كانت قناة خاصة، مؤكدا أن معظم القنوات الثقافية والوثائقية حول العالم، تعتمد على الآثار المصرية بشكل كبير.

واقترح شاكر إعداد نشرة رئيسية يومية بأهم الاكتشافات الأثرية، وفقرات بالبرامج حول الآثار ومسلسلات تاريخية، وأفلام عن الآثار المصرية القديمة، وتغطية رحلات مدرسية لايف للمناطق الأثرية، واستضافة علماء الآثار وفتح الفقرات للمداخلات الهاتفية، لكي تتم الإجابة على تساؤلات حول الآثار.

واستنكر عدم الاهتمام من جانب الإعلام: "مين اللي مهتم؟.. قناة النيل الثقافية؟"... "نفسي يكون في متابعات فيما بعد الخبر، والاهتمام بالكشف ومتابعة ما إذا كان هناك اهتمام به أم لا، وعمل فقرات لمجال الآثار للأسئلة بجوائز مثل المسابقات الدينية.

وتعجب شاكر من عدم استغلال إمكانيات وشهرة ومكانة الدكتور زاهي حواس العالمية،: "ليه مبنستغلش واحد زي الدكتور زاهي، آه هو مش وزير، ولكن وجوده في حد ذاته هو علم، بمعنى إننا لو عملنا برنامج أو قناة باسمه، وكل أسبوع يعمل حلقة "لايف"، الراجل ده "حالة" بقبعته ببنطلونه بلبسه، وقدامنا 30 سنة على ما يتكرر تاني، هو رجل متفرد، ولو أنا رئيس جمهورية أديله طياره وأقوله لف العالم، فوجود زاهي حواس هو دعاية للسياحة".

وكان هناك اتفاق آخر من جانب إلهام أبو الفتح، رئيس شبكة قنوات "صدى البلد"، مع كلمات الدكتور زاهي حواس أيضا، إذ قالت لـ"الوطن"،: "الدكتور زاهي عنده حق، لكن احنا اتعودنا حتى في الاكتشافات الأثرية إن اللي بيكتشف هي البعثات الأجنبية بنسب كبيرة، واهتمام الأجانب بالآثار المصرية أعلى من اهتمام المصريين".

وشرحت "أبوالفتح" أن القنوات التلفزيونية تقدم للمشاهد الخبر الذي يجذبه، وهو خبر اكتشاف المقبرة، ولكن متابعة هذا الاكتشاف تحتاج وقتا كبيرا، ولتخصص قنوات مثل "ديسكفري"، موضحة أن القنوات مهتمة ولكن في نطاق محدد، وإذا كانت القنوات غير مهتمة لن يكون هناك مجال للدكتور زاهي وغيره من علماء الآثار للحديث في الإعلام عن الكشف الأثري.

وأكدت رئيس شبكة قنوات "صدى البلد"، أن معالجة القصور يكون عن طريق وجود قناة متخصصة للاكتشافات الأثرية، والاهتمام في المستقبل بتلك الاكتشافات بشكل أكبر، مشيرة إلى أن هناك دراسة تجري في قنوات "صدى البلد" لتقديم مثل تلك البرامج والفقرات "خدمة للوطن".


مواضيع متعلقة