بعد 3 سنوات من "وثائق بنما"..هل استعادت الدول أموالها

بعد 3 سنوات من "وثائق بنما"..هل استعادت الدول أموالها
- وثائق بنما
- الحكومة الفرنسية
- الحكومة البريطانية
- حكومة بنما
- الملاذات الضريبية
- مكتب المحاماة "موساك فونسيكا"
- وثائق بنما
- الحكومة الفرنسية
- الحكومة البريطانية
- حكومة بنما
- الملاذات الضريبية
- مكتب المحاماة "موساك فونسيكا"
في أبريل من العام 2016، شهد العالم فضيحة مالية، تمثلت في تهريب زعماء سياسيون بارزون وشخصيات عالمية ورياضيون وأثرياء أموالهم إلى ملاذات ضريبية، وتورط أكثر من 214 ألف كيان في عمليات مالية بأكثر من 200 بلد ومنطقة، في الفترة من 1977 إلى 2015.
أطلق على هذه الوثائق المسربة اسم "وثائق بنما" وأعقبتها استقالات، واحتجاجات في العديد من البلدان، وبدأت أكثر من 82 دولة تحقيقات حول عشرات الأفراد في جميع أنحاء العالم، فيما شددت بنما من قوانين المحاسبة الخارجية الخاصة بدخول المؤسسات الأجنبية إلى ترابها منذ تفجير الفضيحة، متعهدة بتبادل البيانات الخاصة بالضرائب مع الدول الأخرى.
وقامت الشرطة البنمية في 13 إبريل 2016، بعمليات تفتيش في مقر مكتب المحاماة "موساك فونسيكا" الذي يعد محور الفضيحة العالمية للتهرب الضريبي، وفتشت سلطة الضرائب في البيرو فرع مكتب المحاماة البنمي في العاصمة "ليما" وحجزت وثائق، كما صادرت شرطة السلفادور معدات معلوماتية.
بعد 3 سنوات من الفضيحة التي هزت العالم وأعقبتها استقالات جمع العالم حوالي 1.2 مليار دولار من الرسوم والضرائب غير المدفوعة، أشارت قناة "تيلسور"، إلى أنه تم استرداد أكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي منذ بداية التحقيقات على مستوى العالم، من خلال الضرائب والرسوم المستردة، موضحة: "تمكنت سلطات الضرائب في فرنسا من استرداد ما مجموعه 136 مليون دولار أمريكي بعد انتهاء 500 تحقيقات، في حين تمكنت المملكة المتحدة من استعادة 252 مليون دولار أمريكي".
وكان تحقيق صحفي ضخم نشره "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" على موقعه الإلكتروني في أبريل 2016، كشف أن 140 زعيما سياسيا عبر العالم، إضافة إلى أسماء بارزة في كرة القدم بينها ليونيل ميسي، هربوا أموالا من بلدانهم، وذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، أنه شارك في التحقيق أكثر من 100 صحيفة حول العالم ضمن "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين"، وأوضح التحقيق، أن 140 زعيما سياسيا، بينهم 12 رئيس حكومة حالي أو سابقا، في وقتها، إضافة إلى أسماء بارزة في عالم الرياضة، هربوا أموالا من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية.
من بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولاعبا كرة القدم ميشيل بلاتيني وليونيل ميسي، إضافة إلى شركات مرتبطة بأفراد من عائلة الرئيس الصيني شي جينبينج، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو.
سربت الوثائق جميعها من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عاما، وأوضح "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين"، ومقره واشنطن، على أن الوثائق وعددها نحو 11.5 مليون وثيقة تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة عابرة للبحار في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، موضحا أن هذه الوثائق حصلت عليها أولا صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية قبل، أن تتولى هو توزيعها على 370 صحفيا من أكثر من 70 بلدا من أجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر حوالي عام كامل.
وندد مكتب المحاماة في ذلك الوقت، بعملية التسريب التي طالته، معتبرا إياها جريمة وهجوما يستهدف بنما، وقال رئيس المكتب ومؤسسه رامون فونسيكا مورا، إن هذه جريمة، هذه جناية، مؤكدا أن الخصوصية هي حق أساسي من حقوق الإنسان تتآكل أكثر فأكثر في عالمنا اليوم، كل شخص لديه الحق في الخصوصية سواء أكان ملكا أم متسولا، وبحسب التحقيق فإنه في ما يتعلق بالرئيس الروسي فإن الأشخاص المرتبطين به هربوا أموالا تزيد عن ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية.
وأشارت صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية، إلى أن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري كان عضوا في مجلس إدارة شركة مسجلة في "جزر الباهاماس"، لكن الحكومة الأرجنتينية أكدت الأحد أن الرئيس لم يساهم أبدا في رأسمال هذه الشركة بل كان مديرا عابرا لهذه الشركة.
وشملت الوثائق معاملات جرت على مدى أكثر من 4 عقود من 1977 إلى 2005 لشركات تولى تسجيلها مكتب المحاماة البنمي، ومن بينها معاملات أجراها يان دونالد كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والذي توفي في 2010، وأخرى أجراها موظفون مقربون من الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز.
وقال مدير الاتحاد جيرار ريليه لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في ذلك الوقت، إن هذه التسريبات ستكون على الأرجح أكبر ضربة سددت على الإطلاق إلى الملاذات الضريبية وذلك بسبب النطاق الواسع للوثائق التي تم تسريبها. ولا تنحصر الأسماء الواردة في التسريبات بعالم السياسة بل تتخطاه إلى عالم الرياضة وتحديدا الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". فأربعة من الأعضاء الـ 16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا، شركات أوفشور أسسها "موساك فونسيكا".
ووردت في هذه الوثائق أيضا أسماء حوالى 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول، بينهم في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وتابع "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" قائلا، إن ميسي هو شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما.
وفي أعقاب الفضيحة، قدم رئيس الوزراء الأيسلندي سيجموندور جونلوجسون في 5 إبريل 2016، استقالته من منصبه، وكانت التسريبات، أشارت إلى أن جونلوجسون كان يمتلك مع زوجته شركة "وينتريز" المسجلة في الخارج، ووجهت إليه تهمة اخفاء ملايين الدولارات في أصول عائلية، وفقا لما ذكرته "بي بي سي".
وأعلن وزير الصناعة الإسباني خوسيه مانويل سوريا في 15 إبريل 2016، استقالته من حكومة على خلفية ذكر اسمه في فضيحة "وثائق بنما"، وكانت اثنتان من وسائل الإعلام اليابانية ذكرتا مطلع الأسبوع الجاري أن اسم وزير الصناعة مرتبط بالفضيحة الواسعة "لوثائق بنما"، وأشارتا إلى أنه كان لفترة قصيرة مدير شركة أوفشور في البهاماس، لكنه نفى ذلك بشدة، وعارضت وسائل إعلام عدة تأكيداته ونشرت وثائق تثبت أنه كاذب، واتهمت صحف، بما فيها صحف يمينية، وزير الصناعة بأنه كان مديرا لشركة أوفشور تتمركز في جزيرة جيرسي البريطانية حتى 2002، عندما كان رئيسا لبلدية لاس بالماس في أرخبيل الكناري.
وكان مصدر قضائي فرنسي، قال في وقت سابق، إن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، قدم شكوى بدعوى التشهير أمام محكمة في باريس ضد صحيفة "لوموند" الفرنسية، على خلفية نشرها في مطلع أبريل الماضي صورة له على صفحتها الأولى بين صور قادة آخرين متهمين بالتورط في فضيحة "وثائق بنما".
وطالب محامو الرئيس الجزائري بعطل وضرر بقيمة عشرة آلاف يورو، وبإدانة مدير النشر في الصحيفة لويس درايفوس والشركة التي تصدرها وفرض غرامة رمزية عليهما بقيمة يورو واحد، إضافة إلى إجبار الصحيفة على نشر نص الحكم في صفحتها الأولى بعد صدوره، وفقا لما ذكرته "فرانس 24" الفرنسية.