سيدات «دهشور» حوّلن «مخلّفات النخيل» إلى منتجات تجوب العالم

كتب: رضوى هاشم

سيدات «دهشور» حوّلن «مخلّفات النخيل» إلى منتجات تجوب العالم

سيدات «دهشور» حوّلن «مخلّفات النخيل» إلى منتجات تجوب العالم

على بُعد بضعة كيلومترات من البناء الحجرى الذى شيده الملك «سنفرو» بالجيزة، تقع قرية دهشور، وكما تحدى الملك الفرعونى الزمن بمبناه الضخم أراد أحفاده من أبناء القرية أن يتحدوا الصعاب، حيث نجحت 250 سيدة، ما بين أرملة ومطلقة ومعيلة، فى الانتقال بقريتهن الصغيرة من العوز والحاجة إلى العمل والاكتفاء والربح، بعدما طوعن مخلّفات النخيل لإنتاج حقائب يدوية تلف معارض ومنتديات العالم.

قبل سنوات كان أهالى قرية «دهشور» يلقون بمخلّفات النخيل على الطرقات، لتعبر عليها السيارات وتفتتها، ثم يلتقطونها ثانية ليستخدموها كأحبال لربط المحاصيل الزراعية، وكانت تلك العادة تتسبب فى وقوع حوادث كثيرة على الطرق المحيطة بالقرية، ما أودى بحياة العشرات وإصابة الكثير منهم.

ظلت القرية هكذا تعانى أغلب أسرها الفقر والعوز، بينما تلقى كنوزها على الطرقات، حتى أنشأت جمعية تنمية السياحة بدهشور وحدة لإنتاج المنتجات اليدوية «الهاند ميد»، لتسويقها فى المعارض المحلية والدولية.

"الجداوى": القرية تغيرت من الفقر إلى الاكتفاء والربح

عبير الجداوى، واحدة من رائدات المشروع، تقول: «نشأت فى واحات مصر، التى تعلمت فيها أن نستغل كل ما ينتج من النخلة؛ ثمارها وجريدها وجذوعها، وسافرت إلى إيطاليا وتخصصت فى تطوير المجتمعات المحلية، وعقب عودتى لمصر بحثت عن أكثر الأماكن التى تشبه الواحات، لتطبيق ما تعلمته بالخارج، فكانت دهشور».

وأضافت: فوجئنا أن القرية بها عشرات السيدات المعيلات والمطلقات والأرامل، اللاتى يعانين من فقر وبطالة، رغم أن كنوز النخيل تحيط بهن من كل جانب، فأسسنا مشروع «بدارة»، كإحدى الوحدات الإنتاجية التابعة لجمعية «دهشور لتنمية السياحة»، واستعنا بالسيدات، كل واحدة منهن لها مهمة محددة؛ إحداهن تتولى تسلم الجريد والعرجون ومخلّفات النخيل، والثانية تحضرها للاستخدام، وثالثة تحيكها يدوياً، ورابعة تحولها لحقيبة.

وتابعت: لم نكن نتوقع هذا النجاح، نحو 250 سيدة وفتاة وأسرهن يعملن فى المشروع، بل اكتشفنا مواهب كبيرة بينهن، لم نكن نتوقعها، واحدة تطور الزخارف، وثانية تبتكر طريقة جديدة لمعالجة الجريد، ورابعة تتابع التطور العالمى للموضة، لإنتاج حقائب على أحدث الأساليب العالمية.

واختتمت حديثها: «ووسط كل ذلك استطاعت العاملات الارتقاء بأسرهن، بدلاً من العيش فى منزل متواضع، انتقلوا إلى بيوت من 3 طوابق، وبعد تسرب الأطفال من التعليم، اهتم الجميع بالدراسة ووصل الشباب إلى الجامعة، وجابت المنتجات العالم، وعليها شعار صنع فى مصر، ومن خير أرضها».

أجريت أبحاثاً أخرى على تحويل المخلفات الزراعية بعد كبسها لإنتاج وقود صلب، كفحم صناعى يُستخدم فى التدفئة، خاصة تدفئة مزارع الدواجن، ولكن يمكن استغلال طاقته فى تشغيل المحركات بدل الفحم الحجرى المستخدم فى المناجم وشركات الأسمنت التى بدأت استخدامه حالياً.


مواضيع متعلقة