بأحفادها.. عواطف توزع الشاي الأخضر على رواد السيدة: "بعودهم على الخير"

كتب: عبدالله عويس

بأحفادها.. عواطف توزع الشاي الأخضر على رواد السيدة: "بعودهم على الخير"

بأحفادها.. عواطف توزع الشاي الأخضر على رواد السيدة: "بعودهم على الخير"

ما إن ينتهي أحدهم من تناول طعامه، حتى يجد كوب شاي ساخن أمامه، لا يطلبه ولا ينتظره، إنما يأتي له دون مقدمات، من خلال صبي صغير يمسك بعدد من تلك الأكواب، ترسله جدته، التي أتت من كرداسة إلى السيدة زينب، لتقديم الشاي الأخضر إلى روادها في ذكرى ميلادها، لها على ذلك العمل سنوات طويلة دون ملل أو انقطاع.

لدى عواطف عبدالمنعم، 48 عاما، قضت معظمها بين خدمات عدة، سواء تلك التي تتجه للحسين أو التي تذهب للسيدة زينب، ولا تذهب لغيرهما، وفي طفولتها كانت تتجه مع أخوالها لعدد من الموالد، وكانت تقدم يد العون لهم وهي صغيرة، حتى إذا كبرت وتزوجت، صارت تتجه وحيدة للموالد، لا شيء معها سوى كيس كبير يحوي الشاي الأخضر، وأكياس السكر وتظل اليوم الأخير لكل من مولدي الحسين والسيدة زينب تسقي المارة والجالسين حولها في الخدمات.

 "بعمل حاجة ولو صغيرة لله، مش كل الناس بتشرب شاي أخضر فبخليهم يجربوا من باب التغيير واللي بيعجبه بيطلب تاني" تحكي السيدة التي ترى الشاي الأخضر صحيا أكثر من غيره، وتحاول قدر الإمكان عدم تفويت تلك المناسبة تحت أي ظرف: "ودلوقتي بقيت باجي بقى بعيالي وأحفادي يقعدوا معايا اليوم، عشان يتعودوا ويتعلموا محبة الخير، وهما بقوا يحبوا الخدمة دي زيي".

إذا ما انتهى السكر أو الشاي تشتري السيدة غيرهما، لتواصل عملها، وتحرص وهي قادمة من كرداسة أن يكون بحوزتها الكثير، وبعدما تقوم بغلي الشاي في الماء، تقوم بتصفيته، ثم إضافة السكر له، وتصبه بطريقة مميزة حتى يعطي رغوة كبيرة، ترى أنه لا يقدم إلا بها: "أنا بحب الشاي الأخضر فقلت أقدم لحبايب ربنا الحاجة اللي بحبها".

يلتف من حولها أحفادها إيساف، وعادل وصباح وأحمد ويوسف: "دول ولاد ولادي وبنتي، بيتفرجوا ويتعلموا، وبكرة يكملوا اللي أنا بعمله ده، وجوزي ملوش في الموالد بس عمره ما اعترض ولا قاللي متروحيش".


مواضيع متعلقة