دشّنت سفارتها رقم 11.. إسرائيل تواصل اختراق أفريقيا

دشّنت سفارتها رقم 11.. إسرائيل تواصل اختراق أفريقيا
دشّنت إسرائيل أمس سفارة جديدة لها في رواندا الواقعة في شرق أفريقيا، ليرتفع بذلك عدد بعثات تل أبيب الدبلوماسية في القارة الأفريقية إلى 11، ما يؤكد حرص "تل أبيب" على تعزيز وجودها في القارة السمراء، بحسب مراقبين.
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير فرغلي طه، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنّ "علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية بدأت منذ سنوات وليست وليدة الوقت الحاضر، إلا أنّها على سبيل المثال ليست أقدم من علاقات مصر مع الدول الأفريقية، التي كانت في قمة توهجها منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خاصة الدعم لحركات التحرر".
وأضاف الدبلوماسي السابق: "العلاقات بين إسرائيل والدول الأفريقية توهجت، مع سنوات سابقة تراجعت فيها العلاقات الأفريقية المصرية، فعملت إسرائيل بشكل متعمد على تعظيم وجودها في الدول الأفريقية، خاصة في دول حوض النيل".
وتابع طه: "إسرائيل كغيرها من الدول لها الحق في أن تقيم علاقات مع الدول الأفريقية، لكن أتصور أنّ وجودها في دول حوض النيل بصفة خاصة الأمر لم يكن قاصرا على مجرد العلاقات الثنائية سواء التجارية أو الاقتصادية، وإنّما كانت موجهة بهدف خلق متاعب لمصر مع دول حوض النيل".
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق: "وجود إسرائيل زاد في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب الصين وتركيا وقطر وغيرها من القوى الأخرى، من خلال التدريب الأمني والاستخباراتي والمساعدة في حماية الإنتاج الزراعي وتقديم المنح لكسب ود الدول الأفريقية".
وأضاف طه: "في الوقت ذاته، مصر لم تترك الساحة الأفريقية وتعمل على تقديم الدعم الأمني والعسكري للدول الأفريقية وتبادل الخبرات، وقد شهدت العلاقات المصرية – الأفريقية تميزا في الفترة الأخيرة".
وورد في بيان عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أنّ "المدير العام يوفال روتيم، افتتح السفارة في العاصمة الرواندية كيغالي، وهو السفير الإسرائيلي الأول في هذا البلد الإفريقي، ودبلوماسي مخضرم يتمتع بمعرفة وخبرة واسعتين، وخبير في الأمم المتحدة والطاقة".
وتابع البيان: "إسرائيل تسعى إلى توثيق علاقاتها مع الدول الأفريقية، ورواندا أثبتت أنّها صديق حقيقي وثابت لإسرائيل، كما تشبه إسرائيل، فهي صغيرة من حيث المساحة، لكنها كبيرة في القدرات والتطلعات".
ورأت الخارجية الإسرائيلية، أنّ افتتاح السفارة يعكس "التعزيز المستمر للعلاقات بين الدولتين، ويسمح بتوسيع التعاون بينهما في العديد من المجالات، مثل التعليم والشؤون الأكاديمية وتمكين المرأة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والزراعة".
يذكر أنّ إسرائيل تبذل جهودا حثيثة بهدف العودة إلى القارة الأفريقية بعد عقود من خروجها منها، إذ أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 20 يناير الماضي، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتشاد، وذلك خلال زيارة رسمية إلى إنجامينا كانت الأولى بعد قطيعة دامت نصف قرن.