"جوتيريش" من الأزهر: الإسلام أقر حقوق اللاجئين قبل الاتفاقية الدولية بـ14 قرنًا

كتب: سلمان إسماعيل

"جوتيريش" من الأزهر: الإسلام أقر حقوق اللاجئين قبل الاتفاقية الدولية بـ14 قرنًا

"جوتيريش" من الأزهر: الإسلام أقر حقوق اللاجئين قبل الاتفاقية الدولية بـ14 قرنًا

أكد الموقع الرسمي للأمم المتحدة، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش زار الجامع الأزهر، في القاهرة، للإعراب عن احترامه للإسلام وتضامنه مع المسلمين في هذه الأوقات المضطربة. 

وبعد لقائه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ألقى جوتيريش كلمة تطرق فيها إلى الهجوم الإرهابي الذي وقع قبل أقل من شهر في مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، حيث قتل أكثر من 50 شخصا من مختلف الأعمار.

وقال جوتيريش: "على مر الأسابيع تعرفنا على قصص ملهمة عن الضحايا وقرأنا عن أشخاص فقدوا حياتهم وهم ينقذون الآخرين"، مشيرا إلى كلمات الزوج الذي غمره الحزن على وفاة زوجته وعلى الرغم من ذلك أبدى عفوه لأن الإسلام علمه ذلك. 

واقتبس الأمين العام من سورة فُصلت في القرآن الكريم: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ."

وتحدث عما بدا من مظاهر القيادة والحب والتضامن من شعب نيوزيلندا وأنحاء مختلفة من العالم، لافتا إلى الرجل الأبيض غير المسلم في إنجلترا الذي وقف خارج أحد المساجد رافعا لافتة كتب عليها "أنتم أصدقائي، سأقوم بحراستكم وأنتم تصلون".

وأشار إلى هذا التضامن الذي كان واضحا في مدينة بيتسبرج الأميركية العام الماضي، بعد أسوأ هجوم مدفوع بمعاداة السامية في تاريخ الولايات المتحدة، وأوضح أن المسلمين سارعوا بالإعراب عن دعمهم وجمع الأموال للضحايا.

وأضاف جوتيريش، أن تلك هي الروح التي يعرف أنها متجذرة في الإسلام، دين الحب والتعاطف والتسامح والعفو: "عندما كنت مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، شهدت سخاء الدول المسلمة التي فتحت حدودها للناس الذين يعانون من المحن، في عالم تغلق فيه الكثير من الحدود للأسف، ويتوافق ذلك مع ما أعتبره أروع ما قيل عن حماية اللاجئين في تاريخ العالم، والذي ورد في سورة التوبة في قوله تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُون)".

وقال جوتريش، إن تلك الآية أنزلت على النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) قبل صدور اتفاقية حماية اللاجئين عام 1951 بأكثر من 14 قرنا، مضيفا أن الدعوة لحماية المؤمنين وغير المؤمنين، مثال رائع على الانفتاح والتسامح.

وقال الأمين العام: "في هذا الوقت من الصعاب والانقسام، يجب أن نقف معا ونحمي بعضنا البعض، ولكن في أنحاء العالم نرى تصاعدا لكراهية المسلمين ومعاداة السامية والعنصرية وخطاب الكراهية، إن خطاب الكراهية يدخل الساحات الرئيسية لينتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة، نرى ذلك الخطاب ينتشر في الديمقراطيات الليبرالية والدول الشمولية على حد سواء، إن هذه القوى الظلامية تهدد القيم الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي والسلام، وتوصم النساء والأقليات والمهاجرين واللاجئين".

وأكد أمين عام الأمم المتحدة أن الجميع يخسر عندما يُعتدى على الناس بالقول أو الفعل أو على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب عرقهم أو دينهم، وقال إن للجميع، وخاصة القادة الدينيين، دورا يتعين القيام به لرأب الشقاق وإنهاء الاستقطاب في المجتمعات.

 وأعرب عن تأثره عندما رأى الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب والبابا فرانسيس معا في أبوظبي في فبراير الماضي تأكيدا للأخوة بين الأديان، واقتبس الأمين العام من شيخ الأزهر القول إن المسلمين دفعوا ثمنا باهظا بسبب أعمال حفنة من المجرمين، وتأكيده على أن جميع الأديان تتفق على أن الله يحرم القتل.

وقال، إن وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك، التي وقعها شيخ الأزهر والبابا، تدعو جميع القادة السياسيين والدينيين إلى وضع حد للحروب والصراعات والتدهور البيئي، كما تدعو المسيحيين والمسلمين إلى احترام بعضهم البعض والعمل معا من أجل صالح البشرية، وأشاد بدعوة شيخ الأزهر للمسلمين في الشرق الأوسط لحماية المجتمعات المسيحية.

وأشاد جوتيريش أيضا بالمبادرات التي يقوم بها الأزهر لنشر الوعي بالوجه الحقيقي للإسلام، ومكافحة فلسفات التطرف العنيف ودعاية الإرهابيين، مؤكدا عدم وجود أي مبرر للإرهاب، وأن العيش في سلام يتطلب تعزيز التفاهم المتبادل والاستثمار في نجاح التنوع، ومن الحديث الشريف اقتبس القول "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

وشدد جوتيريش على ضرورة التصدي للشخصيات الدينية والسياسية التي تستغل الخلافات ورفض تلك الشخصيات، والتساؤل عن السبب في شعور الكثيرين بالإقصاء وانجذابهم لدعاية التطرف المتعصبة ضد الآخرين، مؤكدا ضرورة العمل المشترك من أجل الصالح العام، كون ذلك هو هدف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشر، التي تعد خطة للعالم لتحقيق العولمة المنصفة والجامعة وإنشاء مجتمعات مزدهرة.

وشدد جوتريش على ضرورة أن يكون في قلب الجهود، تعزيز الكرامة البشرية وحقوق الإنسان، وفيما يختلف الناس في دياناتهم وثقافاتهم وتاريخهم، إلا أن البشرية تجمع بينهم كما قال غوتيريش، الذي دعا إلى التركيز على "ما يوحدنا والعمل معا من أجل مستقبل أفضل للجميع في كل مكان".


مواضيع متعلقة