مسار الأزمة الليبية يشهد توافقا إقليميا ودوليا خلال قمة تونس

مسار الأزمة الليبية يشهد توافقا إقليميا ودوليا خلال قمة تونس
- تونس
- تركيا
- ايران
- قطر
- ليبيا
- السيسي
- السبسي
- الجامعة العربية
- ابوالغيط
- موسى فقي
- حفتر
- الخليج
- تونس
- تركيا
- ايران
- قطر
- ليبيا
- السيسي
- السبسي
- الجامعة العربية
- ابوالغيط
- موسى فقي
- حفتر
- الخليج
حظيت الأزمة الليبية باهتمام بالغ خلال أعمال القمة العربية في تونس، حيث عقدت قمة رباعية حول مسار التسوية الليبي نتج عنه دعم عربي وأوروبي وأفريقي وأممي لعقد مؤتمرات للمصالحة والحوار الوطني في ليبيا وبمقر الاتحاد الأفريقي.
كما يتوقع انعقاد اجتماع ثلاثي بين مصر وتونس والجزائر على هامش القمة في إطار المبادرة الثلاثية المقترحة من رئيس الدولة المضيفة للقمة الباجي قايد السبسي، في الوقت الذي نبه فيه المبعوث الأممي إلى ضرورة تفادي تعدد المبادرات وحشد الدعم لخطته الأممية المعتمدة من مجلس الأمن.
ومن جانبه، أكد المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم أنه هذه الدعوة تأتي وفق جهود التسوية التي تقوم بها البعثة الأممية من خلال برنامج عملها في الخطة التي اعتمدت من مجلس الأمن في قبل عام ونصف، وتخوفا من تسويف الأزمة الليبية وتشابكها وتقاطع الوسطاء والمبادرات التي تشتت الجهود الرامية لإنهاء الأزمة بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة.
واعتبر بلقاسم في تصريحات لـ"الوطن" أنها هذه الدعوة تتلاقى مع مساعي الأمم المتحدة عبر الطاولة الرباعية بشراكة الاتحاد الأفريقي والأوروبي جامعة الدول لإيجاد مزيد من الدعم للملتقى الوطني الجامع المنتظر انعقاده في منتصف ابريل، والتي يرفضه بعض الأطراف التي ترى أن هذا الملتقى قد يهدد دورها ومصالحها في الداخل.
وتابع: "سلامة أدرك أن من يرغب في تعطيل الملتقى الجامع يقد يتجه إلى طرح حلول بديلة غير واقعية عبر مبادرات ووساطات متعددة، تنسف الحل عبر التفاوض المباشر إلا أن الأغلبية في ليبيا تؤيد الملتقى الجامع".
وأكمل: "سلامة يدرك أنه أمامه خطوة واحدة قبل مغادرته البعثة بعد أشهر وهي الملتقى الجامع فيسعى إلى إنجاحها وحث الليبيين جميعا على المشاركة فيها، والانخراط في الملتقى الجامع في محاولة لإيجاد التوافقات المطلوبة لنجاحها، قد نكون على بعد أسابيع فقط من إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية بشراكة بين المعسكر السياسي في طرابلس وغرب ليبيا برئاسة فائز السراج والمعسكر السياسي في شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر".
وأكد "بلقاسم" على أن الحاضنة العربية مهمة جدا لأي معالجة وحلحلة للأزمة، خصوصا بعد ظهور أدوار عربية جديدة تقودها المملكة العربية السعودية التي استقبلت الاطراف السياسية الليبية سواء رئيس المجلس الرئاسي أو قائد الجيش وتؤكد على دعمها لأي حل سياسي.
وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، إن اللجنة الرباعية الراعية للملف الليبي "لم تتوصل لحد الآن لإنهاء النزاع المسلح في ليبيا بشكل كامل"، مضيفاً أن اللجنة "تركز حالياً على الحل السياسي" وستعمل لاحقا على الحل الأمني.
وقال الأمين العام أحمد أبوالغيط خلال كلمته الافتتاحية باجتماع القمة اليوم: "ما زالت بعض دولنا تنزف، وبعض أبنائنا يُكابدون مرارات الصراع وآلام التشريد ... في سوريا واليمن وليبيا .. بعض من أعز الحواضر وأغلى المدن العربية على نفوسنا، لا زالت تعيش في ظلال الخوف، وتحت تهديد الميلشيات والجماعات الطائفية والعصابات الإرهابية .. وجميعنا يعرف أن الحلول السياسية هي الكفيلة وحدها -بنهاية المطاف- بإنهاء النزاعات وجلب الاستقرار.. فلا غالب في الحروب الأهلية، وإنما الكل مغلوب .. المهزوم مغلوب والمنتصر مغلوب."
وقد خرجت اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة، بعد انعقادها باتفاقين، أولهما اتفاقاً بالإجماع على عقد مؤتمر وطني ليبي- ليبي يضم كل الأطراف الليبية المتنازعة، حيث يقام في ليبيا في 14-15-16 أبريل القادم، حسبما ذكرت شبكة "يورو نيوز".
أما الاتفاق الثاني فهو بخصوص عقد "مؤتمر للمصالحة"، على أن يجرى انعقاده في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في شهر يوليو المقبل، برعاية الاتحاد الأفريقي.
ومن جانبه، أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقّي مساء السبت في تونس أنّ مؤتمراً "للمصالحة الوطنية" في ليبيا سيعقد في يوليو في أديس أبابا بهدف إخراج البلد الغارق في الفوضى من أزمته، بحسب فرنس برس. وقال خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع الرباعية حول ليبيا إنّ ندوة المصالحة الليبية "تمثّل فرصة لليبيين"، وأكد رئيس الاتحاد الأفريقي إنّ "الوقت حان لكي يناقش الأطراف (السياسيون الليبيون) مصير بلدهم".
وبدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، عن دعمه لجهود المبعوث الأممي، للتوصل لحل سياسي للازمة الليبية وجمع كل الفرقاء الليبيين في مؤتمر جامع والجلوس إلى طاولة الحوار.
وأضاف جوتيريش أن بوادر التفاهم موجودة بين جميع الأطراف وتسمح بتجاوز كل الخلافات، وأن الحل في ليبيا سيؤثر على كل المنطقة، مشيراً إلى أن الليبيين سيتمكنون من إيجاد حل سلمي لتوحيدهم، متعهداً بدعم أممي لليبيين من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وسياسية في ليبيا.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الاجتماع الرباعي بـ "البناء"، مؤكدا شعوه بـ "الأمل" تجاه الأزمة الليبية، مشددا على "أنه من الضرورة استغلال الفرصة لدعم حل ليبي-ليبي".
وعقد هذا الاجتماع الرباعي حول ليبيا بمبادرة من الجامعة العربية على هامش القمة العربية التي تنطلق أعمالها في تونس الأحد، وقبل مؤتمر أديس أبابا سيعقد في مدينة غدامس في غرب ليبيا "ملتقى وطني" يرمي إلى تحديد موعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي في 2011.
وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في تغريدة على حسابه على تويتر أمس: "أخوتي الليبيين! اجمعت اليوم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي على تبني توصيات ملتقاكم الوطني في غدامس. لا تضيعوا هذه الفرصة ولا تقفلوا هذه النافذة لبناء دولتكم الموحدة، المدنية، السيدة، القادرة، العادلة".
وأعتمد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الجمعة، مشروع قرار لتجديد الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعلى رفض التدخل الخارجي أيًا كان نوعه، ودعم الجهود والتدابير التي يتخذها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لحفظ الأمن وتقويض نشاط الجماعات الإرهابية، وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحماية حدودها والحفاظ على مواردها ومقدراتها.
ودعا المشروع الذي رفع للقادة العرب إلى حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا، مؤكدًا دعم المجلس للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات تاريخ 17 ديسمبر 2015 باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية السياسية في ليبيا. وجدد الوزراء العرب دعمهم للخطة الأممية التي أعدتها الأمم المتحدة والتي عرضها الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة لحل الأزمة في ليبيا.