مؤسس "مقاومة الجولان" في حوار لـ"الوطن": رفضنا الجنسية الإسرائيلية

كتب: محمد علي حسن

مؤسس "مقاومة الجولان" في حوار لـ"الوطن": رفضنا الجنسية الإسرائيلية

مؤسس "مقاومة الجولان" في حوار لـ"الوطن": رفضنا الجنسية الإسرائيلية

"أرض الجولان هويتي وعروبتي"، شعار حفر في قلب الخمسيني مدحت الصالح، الذي قبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 12 عاما، نكل خلالها به بجميع الأساليب الوحشية لدى السجان الإسرائيلي بسبب تأسيسه لخلايا مقاومة المحتل في الجولان السورية. 

"أتذكر هذه الأيام جيدا، كأنها تمر بكل تفاصيلها أمام عيني، كنا صغار آنذاك، ورأينا الصهاينة يحتلون أرضنا في الجولان ويعتقلون أهله، وعندما بدأ الإضراب الكبير ضد قرار الضم ورفض الجنسية الإسرائيلية، رفعنا الأعلام السورية على أسطح المدارس وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران"، حسب حديث الصالح لـ"الوطن".

قمع المحتل الإسرائيلي أهالي الجولان وفرض حظر التجوال عام 1982، وكان الإضراب المفتوح دخل شهره الرابع، واستقدم الاحتلال 16 ألف جندي لفرض الجنسية الإسرائيلية عنوة على الأهالي الذين رفضوها بشتى الطرق، أدى إلى تفكير "الصالح" و11 صديقا آخرا في تأسيس خلايا لمقاومة الاحتلال في الجولان، قاموا بالاستيلاء على مخازن الاحتلال وتفكيك الألغام التي زرعت عقب الاستيلاء على الجولان، وإعادة زرعها في الطرق التي تسلكها الآليات العسكرية الإسرائيلية، عبر 12 مقاوم قسموا على مجموعتين. 

الاحتلال اعتقل مدحت الصالح، ابن قرية مجدل شمس الجولان، في المرة الأولى عام 1983 أثناء محاولته اجتياز خط وقف إطلاق النار بين سوريا والجولان السوري المحتل، وبعد الإفراج عنه أعاد الاحتلال اعتقاله عام 1985، موجها إليه تهمة الانضمام إلى خلية من خلايا حركة المقاومة السرية في الجولان المحتل وإرباك عمل أجهزة الأمن والجيش الإسرائيلي، وزرع ألغام أرضية على الطرق العسكرية الإسرائيلية وتخريب بالجدار الإلكتروني على خط وقف إطلاق النار ومحاولة خطف جندي إسرائيلي، لتصدر المحكمة المركزية الإسرائيلية في "الناصرة" حكمها عليه بالسجن لمدة 12 عاما أمضاها في معتقلات الجلمة، عسقلان، نفحة، الرملة، تلموند ، وشطا.

مرحلة جديدة من النضال خاضها الصالح ضد الاحتلال أثناء سنوات اعتقاله، حيث يقول: "تصديت مع رفقائي لكافة ممارسات الاحتلال داخل السجون لتحسين شروط حياة الأسرى والمعتقلين داخل المعتقلات الإسرائيلية وتعرضت أكثر من مرة إلى العزل الإنفرادي والعقوبات الجسدية والمالية".

في الخامس والعشرين من فبراير 1997، أفرج الاحتلال عن الصالح بعد انتهاء فترة حكمه، ليتحول إلى ناشط اجتماعي وسياسي، ويؤسس رفقه أصدقائه لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في الجولان المحتل لنصرة الأسرى والمعتقلين العرب داخل المعتقلات الإسرائيلية.

اجتاز "الصالح" خط وقف إطلاق النار بين سوريا والجولان المحتل عام 1998 ووصل إلى دمشق حيث نجا بأعجوبة من الموت بعد أن أمطرت القوات الإسرائيلية المنطقة بوابل من الرصاص، ليعلن بعد قرابة شهر من مغادرته الجولان، عن وجوده في منزل شقيقه، واستطاع خلال تواجده في العاصمة السورية تحريك ملف الأسرى والمعتقلين ودعم قضية الأسرى والمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.

في عام 2000، فاز بعضوية مجلس الشعب السوري ممثلا عن الجولان تقديرا لدوره وجهوده وعطاءاته للأسرى والجولان وتضحياتهم، وتم تعيينه مديرا لمكتب شؤون الجولان المحتل في مجلس الوزراء السوري.

تعرض "الصالح" لمحاولة اغتيال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2011 بالقرب من قرية مجدل شمس، حيث إنه مطلوبا من قبل العديد من الجهات الأمنية في إسرائيل نظرا لدوره في الجولان المحتل.

ويختتم حديثه لـ"الوطن": "قرار ترامب بشأن الجولان جائر ولا يحق له أن يعطي أرضا ليست ملكه لمن ليس له الحق بملك هذه الأرض، وهذا القرار ضرب جميع المشاريع والقوانين الدولية عرض الحائط".

 


مواضيع متعلقة