"الزراعة": ترشيد المكافحة الكيميائية من منظور بيئي واقتصادي

كتب: محمد أبو عمرة ومارينا رؤوف

"الزراعة": ترشيد المكافحة الكيميائية من منظور بيئي واقتصادي

"الزراعة": ترشيد المكافحة الكيميائية من منظور بيئي واقتصادي

قال الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه في إطار السعي الدائم والمستمر لوزارعة واستصلاح الأراضي نحو تحقيق جودة وسلامة المنتج الغذائي من خلال التوجه العلمي نحو بناء نظم وبرامج علمية تطبيقية تتسم بالتكامل والقدرة على التعامل مع كافة متغيرات النظام البيئي، فإن استراتيجية وزراعة الزراعة في مجال مكافحة الآفات تعتمد على استخدام "توليفة"، من التقنيات والوسائل بتوافق دقيق يرتكز على الاستفادة القصوى من كافة الوسائل الطبيعية والحيوية المتاحة.

وترشيد استخدام المكافحة الكيميائية من خلال منظور بيئي واقتصادي واجتماعي مع الأخذ في الاعتبار ضرورة حسن اختيار "المبيد"، والجرعة الموصي باستخدامها والتوقيت الأمثل للتطبيق، حتى يمكن تحقيق أقصى قدر من المنافع بأقل مستوى من التكاليف حفاظاً على صحة الإنسان المصري، وسلامة البيئة وزيادة القدرة التنافسية لتصدير منتجات زراعية نظيفة، وذلك من خلال الالتزام بالحدود القصوى المسموح بها عالمياً لمتبقيات المبيدات الكيميائية على المنتجات الزراعية.

وأضاف في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، خلال تدشين أول دليل لمبيدات الآفات الزراعية على أجهزة التليفون المحمول والتوجه السابق يواكب عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبالضرورة فإن مصر مقبلة على مرحلة الإرشاد الزراعي الإلكتروني الذي يحقق التواصل السريع والإيجابي مع المزارعين، من خلال توظيف تقنية المعلومات المتاحة، وتم استحداث طرق الاتصال الإرشادي الإلكتروني لتحل محل الإرشاد الزراعي التقليدي.

وأوضح "أبوستيت" أننا في حاجة ماسة إلى الإرشاد الإلكتروني ولعل افتتاح برنامج "بشاير" لتقديم الخدمة الإلكترونية للتوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات هو بداية حقيقية للدخول فى عصر الإرشاد الزراعي الإلكتروني، فمن الضروري أن تعمل جميع أطراف منظومة المبيدات في مصر لدعم هذه الخدمة حتى يمكن أن نسير وبخطى ثابتة في مسار عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

قال الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة إن الوزارة تسعى إلى إنشاء قاعدة زراعية متطورة ومتقدمة، يتم فيها تطبيق منظومة القواعد الرقمية وقواعد البيانات الشاملة لجميع المزارعين في مصر، وكذا لجميع المساحات والأراضي الزراعية وأنواع المحاصيل الزراعية وكذا تأمين الحماية الآلية والإلكترونية والمميكنة لكل مقومات المنظومة الرقمية، وكذا العمل على بناء كارت الفلاح الذكي والسعي نحو إعادة بناء وهيكلة جميع إدارات الإرشاد الزراعي المصري.

كما أن تأهيل وتفعيل مهام المهندس والمرشد الزراعي وفقاً للمتطلبات العصرية أصبح ضرورة ملحة، مؤكدا أن الانتشار الواسع لوسائل التكنولوجيا الرقمية من أهم سمات المجتمعات في العصر الحديث، كما أن استخدامها في الاتجاه الصحيح سوف يؤدي إلى إنتاج خدمات معلوماتية يمكن الاعتماد عليها في معالجة الكثير من المشاكل التطبيقية، ومن الضروري أن تتمتع التكنولوجيا الرقمية بالقدرة على التخزين والاسترجاع بسرعة فائقة في كافة المجالات.

ويعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات الاقتصادية التي تساهم في تنمية الاقتصاد القومي، كما تعتبر التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا الرقمية من أهم العوامل التي تساعد على تطور الإرشاد الزراعي، وفي نفس الوقت تمثل تحدياً يجب على الإرشاد الزراعي مواجهته في المرحلة الراهنة، وهذه التكنولوجيا الرقمية قادرة على الاستيعاب والتعامل مع التراكم غير المسبوق في حجم المعلومات المتاحة للمنتج الزراعي.

وأشار "عبدالمجيد" إلى أن جهود وزارة الزراعة المصرية في السعى دائماً لإتاحة التوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية لدى المزارعين من خلال إصدارات سنوية تضم كافة المعلومات الخاصة بالمبيدات الموصى باستخدامها، ومعدلات وتوقيتات الاستخدام، وفترات ما قبل الحصاد والحدود القصوى للقيم المسموح بتواجدها على المنتج الغذائي.

وبلغ عدد مطبقي المبيدات الآن ما يقرب من 7 آلاف مطبق، كل هذه الوسائل من خلال تحول الإرشاد الزراعي التقليدي إلى إرشاد زراعي إلكترونى سوف يحقق الإدارة المستدامة لمكافحة الآفات الزراعية، إضافة إلى أن الإرشاد الزراعي عبر الإنترنت يعمل على سرعة توفير المعلومات وإتاحتها ودقتها في مدة زمنية محدودة وتكاليف أقل.

وتابع أن الطرق الإرشادية الإلكترونية تعتمد على تطبيق وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتصل وبسهولة ويسر إلى المناطق الريفية النائية، فالاستخدام الإرشادي الموجه للمزارع عبر شبكة الإنترنت يحقق تأثير مباشر على الإنتاج الزراعي من خلال توفير المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب، وقد لا تستطيع طرق الإرشاد التقليدية تحقيق ذلك.

وأضاف رئيس لجنة المبيدات أنه في ضوء فوائد وأهمية استخدام الطرق الإرشادية الإلكترونية من قبل المرشدين الزراعيين بالعمل الإرشادي الزراعي وزيادة اهتمام وزارة الزراعة المصرية في استراتيجيتها للتنمية الزراعية المستدامة على ضرورة إحلال الوسائل التكنولوجية لمواكبة التطورات الحادثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وضرورة تعظيم استخدامات الطرق الإرشادية الإلكترونية.

وقالت درة فيعاني رئيس مجلس أمناء مؤسسة اقتصاد المعرفة "بشاير"، إن ذلك الدليل يعد الأول من نوعه على التليفون المحمول، لتوعية المزارعين بالتوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية، حيث يوفر قوائم محدثة بشكل مستمر لكل من المبيدات المسجلة، والشركات والموزعين مع أفضل الممارسات للاستخدام الأمثل للمبيدات لإنتاج المحاصيل المطابقة لمعايير الصحة والسلامة والأمان سواء للتصدير أو للسوق المحلي، وأن المرحلة الأولى منه تشمل محاصيل الفراولة والجوافة والفلفل الألوان.

وأضافت "فيعاني" أنه يسهل من عملية التواصل مع المصدرين وشركات التصنيع الزراعي، بإعتباره أول نموذج فعال لسلسلة قيمة متكاملة، كذلك التسويق الجيد للمحاصيل مع توفير مستلزمات الإنتاج في إطار زراعة تعاقدية، كما يروج لمهنة المسوق الزراعي في القرى لدى شباب الخريجين لخدمة المزارع الصغير في الحصول على المبيدات المسجلة، ومتابعة التسويق والتعاقدات مع المصدرين والمصانع مع إنشاء نموذجي خلال المشروع.  


مواضيع متعلقة