في ذكرى ميلادها.. هالة فؤاد وأحمد زكي جمعهما الحب والمرض

06:15 م | الاثنين 25 مارس 2019

ابتسامتها الخجولة المحببة تضيف إلى وجهها البريء مزيدا من الملائكية، تلفت نظر الفتى الأسمر إليها، نبراتها الرقيقة لا تزيده إلا إصرارا في الاقترب منها، خطفت قطعة من قلبه من اللحظة الأولى، فكان يعلم أنها ستكون شريكة الفن والحياة والمرض أيضا.

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة هالة فؤاد الـ 61، حبيبة الفنان أحمد زكي وزوجته الوحيدة وأم نجله هيثم أحمد زكي، والتي لم يمكنها المرض سوى الاحتفال بـ 35 عاما منهم فقط.

عام 1981، لم تكن تبلغ الفتاة التي تخطو خطواتها الأولى في عالم الفن سوى 23 عاما، عندما وقفت للمرة الأولى أمام الفنان الذي كان صاعدا ومتحققا بشكل كبير في تلك الفترة أحمد زكي، في مسلسل بعنوان "الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين"، وبالرغم أنها دخلت مجال التمثيل وهي لم تتجاوز العامين كطفلة في فيلم "العاشقة"، إلا أن المخرج عاطف سالم كان له الفضل في إعادة تقديمها للوسط الفني مرة أخرى في فيلم بعنوان "عاصفة من الدموع"، والذي لفت الأنظار إليها كممثلة صاحبة قدرات تمثيلية مميزة، وخلال العمل اندلعت شرارة الحب الأولى بينهما.

وبدأت العلاقة بقوة عام 1983 كان أحمد زكي يعمل في فيلم "الاحتياط واجب" من إخراج والدها أحمد فؤاد، واستغل تلك اللحظة وطلب يد هالة من والدها، لتكلل العلاقة بالزواج، ولم تمر سوى أشهر قليلة حتى أنجبت "هيثم" نجل أحمد زكي الوحيد.

لم تظل الصورة بتلك السعادة، حيث بدأت الخلافات تدب ليصير الوضع قاتما، خاصة عندما بدأت "هالة" تبدي رغبتها في العودة للتمثيل، وهو ما رفضه زكي، حيث كان يفضل أن ينصب اهتمامها على المنزل والأسرة الصغيرة، وأدت الخلافات إلى اتساع الفجوة بينهما لتكسر الحلم الجميل على صخرة الواقع القاس وتنتهي بالطلاق بعد سنوات قليلة، وترك منذ رحيلها المنزل ليظل مقيما في فندق لما يقرب من 18 عاما.

ولكن هالة قررت استئناف حياتها، حيث تزوجت من خبير سياحي وأنجبت منه ابنها "رامي"، ثم ارتدت الحجاب واعتزالت الفن حتى رحيلها في عام 1993، عن عمر يناهز 35 عاما.

حتى النهاية كانت متشابهة إلى حد كبير، فكما جمعتهما الحياة جمعهم المرض أيضا، حيث عانت هالة من صراع طويل مع مرض السرطان والذي أنهك قواها قبل رحيلها، وهو نفس المرض الذي أصاب أحمد زكي ليرحل بعدها بـ 12 عاما.

وروى الماكير محمد عشوب في برنامج "ممنوع من العرض" المذاع على قناة "الحياة"، أن أحمد زكي تلقى خبر وفاة هالة خليل أثناء تصوير أحد أفلامه، ودخل في نوبة من البكاء كاد أن يلقي نفسه من أعلى البناية التي يصور بها الفيلم، حتى لحق به منتج الفيلم، وهو يصرخ بشكل هستيري: "أنا اللي موتها".