بينها وبين المدرسة "طرف صناعي".. مريم حبيسة "العيب الخلقي"
الطفلة مريم
بلمسات حانية توقظها والدتها في الصباح للذهاب إلى المدرسة في مشهد يبدو عاديًا لدى العديد من البيوت، وسرعان ما يتحول المشهد إلى بكاء وصراخ مريم أشرف، 7 أعوام، الممتزج بدموعها: "مش عايزة أروح المدرسة"، توضح والدتها، ناهد، 40 عامًا حالة الفتاة.
"مريم عندها عيب خلقي في رجلها الشمال إنها أقصر من الطبيعي بكتير، ومش بتعرف تمشي من غير طرف صناعي ودايما نظرات الناس بتأثر على نفسيتها عشان كده مبتحبش تروح المدرسة ولا حد يشوفها"، هكذا تحكي الأم.
وعن وسائل العلاج تتابع الأم: "الطرف الصناعي بتاعها صغر عليها، عملت جمعية السنة اللي فاتت وجيبتهولها بحوالي 5 آلاف جنيه لكن السنادي الأسعار ولعت، الأطراف التركية بتبدأ من 13 لـ 18 ألف، والألمانية بتوصل لـ25 ألف جنيه ودي أرخص أسعار لقيناها".
"هي نفسها تنزل وتلعب وتروح المدرسة، طفلة زي كل اللي في سنها" بصوت حزين تسرد الأم أحلام ابنتها التي تعجز عن تحقيقها، بعد تنفيذ رغبتها بعدم الذهاب للمدرسة، فما كان منها إلا أن تنسق مع المدرسين للحفاظ على انتظامها في الدراسة: "هي محبوسة في البيت، ولا بتروح ولا بتيجي ولا بتحب حد يشوفها، مراحتش المدرسة السنادي ولا يوم بس المدرسين بييجوا يدوها الدرس في البيت ولو المكان اتنقل فجأة بقنعها بالعافية وبوديها، لكن دلوقتي امتحاناتها على الأبواب ومش هتعرف تروح الامتحان من غير الطرف الصناعي وإلا السنة هتضيع عليها".
توضح الأم الوضع المادي للأسرة: "الدخل الوحيد اللي بيجيلنا هو 400 جنيه بتوع الضمان الاجتماعي لأبوها، هو مريض قلب وعنده ربو مابيشتغلش، ونا كنت بشتغل في حضانة وقعدت عشان آخد بالي منها وعندي 3 ولاد غيرها، أكبر حد فيهم في دبلوم، والتاني في 3 إعدادي وطفل صغير، ومالناش غير ربنا".