الضحايا يفرّون من قسوة الاحتلال الإسرائيلى وبطش حكام القطاع.. والمهاجرون صيد ثمين للعصابات

كتب: محمد الليثى

الضحايا يفرّون من قسوة الاحتلال الإسرائيلى وبطش حكام القطاع.. والمهاجرون صيد ثمين للعصابات

الضحايا يفرّون من قسوة الاحتلال الإسرائيلى وبطش حكام القطاع.. والمهاجرون صيد ثمين للعصابات

20 مهاجراً معظمهم من قطاع غزة، وهم محمّلون على سيارتى دفع رباعى تتبعان مجموعة من المهربين أوشكت على تجاوز حدود دولة مالى فى غرب أفريقيا، الليل أرخى ظلمته وخيّم السكون على المكان، فظن الجميع أنه وقت الراحة من عناء سفر طويل، ولم يدر بخلدهم أن هناك عاصفة ستداهمهم، ففجأة خرجت 3 سيارات جيب تحمل أشخاصاً ملثمين من أصحاب البشرة السمراء يحملون أسلحة ورشاشات وسكاكين قاموا بمحاصرة المجموعة. أدرك الجميع أن المهربين غدروا بهم وأوقعوهم فى كمين لعصابات مالى.

"الوطن" ترصد.. رحلة الموت من غزة إلى بلجيكا "حلم الحياة فى أوروبا تحول إلى كابوس"

أنزل أفراد العصابة أحد المهاجرين جاثياً على ركبتيه وضربوه، وطلبوا من الجميع خلع ثيابهم وإخراج ما بحوزتهم من أموال وهواتف، حتى الملابس الداخلية لم تسلم من تفتيش العصابات للتأكد أنهم صادروا كل الأموال، وضعوا سكيناً على رقبة أحد الشباب، فسالت بعض الدماء فأعطاهم كل ما يملك، وأحدهم قام بشق ملابس سيدة فلسطينية لانتزاع الأموال منها، وخلال 4 دقائق فقط صادر أفراد العصابة من المجموعة المهاجرة 34 ألف دولار وكل ما يحملونه من هواتف، وهنا انتهى حلم الوصول إلى بلجيكا انطلاقاً من مصر وعدة دول أفريقية وتحول إلى «كابوس».

هلال ماضى، شاب فلسطينى يقيم فى القاهرة منذ عدة سنوات، منتظراً فرصة الهجرة إلى الخارج، أو الحصول على الإقامة فى مصر بحثاً عن حياة كريمة بعد توقف حياته تماماً فى قطاع غزة بسبب الأوضاع الاقتصادية التى أجبرته على الخروج مضطراً للبحث عن عمل والحصول على أموال للإنفاق على أبيه وإخوته الـ7 الذين يعيشون فى غزة وتعطلت كل أعمالهم.

«إذا توافرت الأموال، فسوف أسافر إلى أوروبا، فأنا أنتظر ذلك».. بهذه الكلمات بدأ «هلال» فى سرد قصته، مضيفاً أنه إذا توافرت الإقامة فى مصر فلن يغادرها إلى أى مكان نظراً لاستقرار الأوضاع الاقتصادية، ومعاملة أهل مصر الطيبة لكل من يفد إليهم.

المسافرون عبر معبر "بيت حانون" يتعرضون لابتزاز الاحتلال ويُجبرون على توقيع أوراق بعدم العودة.. و"الزق": من يوافق على ذلك هم المستقرون بالخارج فقط

استكمل الشاب البالغ من العمر 32 عاماً، الكلام بعد فترة من الصمت والشرود، قائلاً إنه لم يستطع استكمال تعليمه فى قطاع غزة، بعدما وصل إلى الصف السادس، حيث يستطيع الكتابة والقراءة، ثم انطلق فى مجال العمل بالمعمار، مقابل يومية من 100 إلى 150 شيكل قبل سنوات، إلا أنها انخفضت الوقت الحالى إلى 10 شيكلات، وهو ما يعادل 50 جنيهاً مصرياً تقريباً، ولديه 7 إخوة، لا يعملون، ولدى اثنين منهم 4 أطفال وهناك اثنان آخران مقبلان على الزواج، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية عليه، اضطر للسفر إلى مصر منتظراً إما الهجرة إلى أوروبا، أو الاستقرار فى مصر بعد الحصول على إقامة.

«كنا بنجيب طماطم بالـ20 كيلو.. دلوقتى بنجيب بالكيلو والكيلو ونص علشان نقدر نعيش».. بهذه الكلمات وصف «هلال» وضعهم داخل القطاع المحاصر، مشيراً إلى أن الهجرة تحتاج إلى أموال كثيرة، فالسفر إلى تركيا يحتاج 500 دولار للفيزا، وتذكرة طيران بـ300 دولار على الأقل، فضلاً عن المصروفات الأخرى، مستطرداً: «بدنا نعيش زى بقية العالم.. القضية مش مفيش شغل.. ده مفيش حياة خالص، لا كهربا ولا ميه ولا أمن ولا حرية».

من غزة إلى القاهرة، ومنها إلى موريتانيا، ثم الجزائر والمغرب وإسبانيا، وأخيراً بلجيكا، كانت الرحلة المقترحة أمام هلال ماضى، والتى سلكها العديد من أبناء شعبه فى القطاع وصولاً إلى أوروبا، وأضاف: «لو أمتلك الأموال، فسأسلك هذا الطريق لتحقيق حياة أفضل، لأنه حتى الآن عملى فى مصر غير مستقر، ولكن إذا حصلت على الإقامة، فسأستمر هنا».

إحصائية: 22 ألف فلسطينى وصلوا بلجيكا بعد عام 2014 وبروكسل تشترط تنازل اللاجئ عن جنسيته وتوقيع استمارة للحصول على الإقامة

وقال إن موريتانيا فتحت أبوابها أمام من يريد سلك هذه الطريق العام الماضى، إلا أنه بعد عدة أشهر تم وضع قيود، ولكن طرق الهجرة مستمرة حتى الآن، مشيراً إلى أن السلطات الموريتانية وضعت شرطاً لدخول البلاد أن تكون هناك دعوة من شخص داخل البلاد حتى يستطيع السفر إليها، لافتاً إلى أن السفر بالطائرة من القاهرة إلى موريتانيا لا يحتاج تأشيرة بالنسبة للفلسطينيين. وتابع: «موريتانيا هى نقطة الانطلاق للهجرة غير الشرعية لرحلة طويلة، من الممكن أن يلقى أحدهم حتفه فيها نظراً لصعوبات الطريق، وتعاملهم مع عصابات تهريب البشر».

وكشف أن هذا الطريق ظل متاحاً ابتداءً من يونيو 2018 واستمر فلسطينيون من قطاع غزة فى السفر عبره حتى نوفمبر الماضى الذى شهد تغييراً فى سياسة السفر إلى موريتانيا، فانخفضت أعداد المهاجرين عبر هذا البلد.

مصادر فلسطينية خاصة فى بروكسل أكدت أن أعداد اللاجئين والمهاجرين الفلسطينيين فى بلجيكا بلغت منذ عام 2014 من 20-22 ألف لاجئ، النسبة الأكبر منهم من غزة، بعدما كان عددهم لا يتجاوز 1000 لاجئ قبل ذلك التاريخ، مشيرة إلى أنه حتى لو استطاع المهاجرون اجتياز طريق موريتانيا والوصول إلى بلجيكا، فإن التحديات والمغامرات لا تنتهى كما يعتقد البعض.

وأظهرت المعلومات التى حصلنا عليها من مصادر أخرى أن عدد المهاجرين الفلسطينيين الذين وصلوا بلجيكا من طريق موريتانيا يصل إلى 2000 لاجئ، وهو ما دفع موريتانيا خلال الفترة الأخيرة إلى طلب الحصول على «فيزا» بعدما كان السفر إليها بدون «فيزا»، لأنها شعرت بأنها أصبحت بوابة للهجرة غير الشرعية، إلى أوروبا.

"هلال": أنتظر فرصة الهجرة إلى أوروبا.. وإذا امتلكت الأموال فسأتحرك.. والوضع الاقتصادى فى غزة جحيم دفعنى للهروب

المفاجأة أنه عندما يجتاز اللاجئ كل مخاطر رحلة الهجرة عبر موريتانيا ويصل إسبانيا فإن الأخيرة تقوم بأخذ بصمته، وبالتالى قد يحصل اللاجئ على إقامة بعد 6 أشهر من وصوله إلى بلجيكا، والبعض الآخر قد يتم إعادته مرة أخرى إلى إسبانيا، وفى إطار هذا التحقيق وثّقت «الوطن» عشرات الحالات التى تم إعادتها.

سفير السلطة الفلسطينية فى بلجيكا عبدالرحيم الفرا لم يرد على مراسلات فريق التحقيق، لكن ممثل الاتحاد الشبابى الأوروبى الفلسطينى فى بلجيكا نادر أبوعمرة قال: «إن اللاجئ الفلسطينى بعدما يصل بلجيكا، يطلب منه الوقوف أمام محكمة عسكرية وتقديم أنه (بلا وطن) كى يحصل على إعفاء من العمل واللغة ودورة الاندماج مع المجتمع وتبين أن كل هذا غير صحيح، لأنه لا يوجد شخص حصل على الجنسية قبل خمس سنوات من العيش فى بلجيكا، رغم أن هناك نحو 70% من الفلسطينيين قدموا لـ(بلا وطن)، متهماً القيادة الفلسطينية الرسمية بالتعاون فى تشجيع الشباب على القيام بهذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر رغم أن هذا الأمر يضر بحق العودة، لأن بلجيكا تمنع الحصول على جنسية مزدوجة بلجيكية وفلسطينية».

"شباب السلام": 70% من الفلسطينيين قدموا لـ"بلا وطن".. والقيادة الفلسطينية متهمة بتوريط الشباب فى مغامرة لأن بروكسل تمنع ازدواج الجنسية

الواقع الذى يعيشه اللاجئ ببلجيكا، وفق «أبوعمرة»، ليس كما يتخيله الوافدون الجدد، لأنه فى بداية وصوله يحصل على 45 يورو أسبوعياً، وبعضهم يحصل على 7 يورو أسبوعياً، والبعض يتقاضى 72 يورو فى الأسبوع، حسب «الكامب» أو «مخيم اللاجئين الذى يتم وضعهم فيه»، وبعد الحصول على الإقامة يمكنه جنى 890 يورو أو 1190 يورو شهرياً. وقال نائب الأمين العام لمنظمة شباب السلام فى بلجيكا محمد النعيمى إن هناك نحو 200 فلسطينى تقدموا لمنظمته بخصوص رفع دعاوى قضائية للحصول على الإقامة، مشيراً إلى أن المنظمة بصدد فتح خطوط للحوار مع البرلمان الأوروبى لإنهاء أزمة اللاجئين وإعطائهم إقامة، لأن أغلبهم تصدر بحقهم أوامر مغادرة أو تعليق ملف إقامتهم.

«هل يتم الترحيل قسرياً؟»، «النعيمى» رد على هذا السؤال بقوله: «بلجيكا لديها أنظمة وقوانين وعندما يصل ملف اللاجئ لطريق مسدود حسب الأسس القانونية يعطونه أمراً بالترحيل»، مبيناً أن قضية تقديم المهاجر أنه «بلا وطن» هو وضع خاص لأهل غزة، ومعظم من حصلوا على إقامات بلجيكية قدموا أنهم «بلا وطن»، واختلف «النعيمى» مع أبوعمرة فى هذه النقطة قائلاً: «بلا وطن عذر إنسانى كى يعيش حياة كريمة، فأى إنسان لا يمكن أن يتنازل عن وطنه، فلا يوجد أى طريقة للحصول على الحقوق إلا من خلال تقديمها».

"الجوجو": المسافر كان يدفع 1500 دولار للحصول على تسهيل سفر بشكل عاجل و"داخلية حماس" منعت إجراء تنسيق للمسافرين

وهناك حالة مشابهة لما يحدث فى بلجيكا، قد تحرم هؤلاء اللاجئين من العودة بعد توقيعهم أنهم «بلا وطن»، فالمسافر عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة فى اتجاه معبر الكرامة، يتعرض لابتزاز من جيش الاحتلال الإسرائيلى ويتم إجبار بعضهم على توقيع ورقة يقر فيها بعدم العودة إلى قطاع غزة، وعن هذا الإجراء، قال مسئول الشئون المدنية فى قطاع غزة صالح الزق لفريق التحقيق: «إن الفئة التى يقوم الاحتلال بأخذ توقيعاتهم على عدم العودة، هم الفلسطينيون الذين لديهم أعمال ووضع مستقر فى الدول الخارجية، مثل دول الخليج، وهذا الأمر لا ينطبق على من يسافر للتعليم، والدورات العلمية، والعلاج».

فريق التحقيق زار مجموعة من مكاتب السياحة والسفر فى قطاع غزة، أجمع معظمهم على أن هناك إقبالاً شديداً على تجديد جوازات السفر، وبعضهم وصف ما يحدث بـ«هجمة تجديد الجوازات»، فى ظل الإجراءات المقيدة للسفر خاصة إلى تركيا.

"أبوعمرة": الوافد الجديد يحصل فى بداية وصوله على مبالغ تبدأ بـ7 و72 يورو أسبوعياً حسب "الكامب".. وبعد الإقامة يمكنه جنى 1190 يورو شهرياً

حسب معلومات حصل عليها الفريق من جهات فلسطينية، فإن عدد جوازات السفر التى يتم إصدارها شهرياً لأهالى القطاع تقدر بنحو 15600 جواز «وثيقة» سفر، فيما تبلغ عدد طلبات إصدار وتجديد جوازات السفر من غزة إلى الضفة يومياً بنحو 50 طلباً ما بين تجديد أو طلب إصدار جواز حديث.

«سيد الجوجو» صاحب مكتب «السيد» لتجديد جوازات السفر وهو يعمل ضمن مجموعة مكونة من ثمانية مكاتب ترسل يومياً بريداً من غزة للضفة الغربية لتجديد جوازات السفر، قال: «إنه منذ عام وهناك إقبال شديد على تجديد الجوازات، نرسل يومياً ضمن مجموعة مكاتب السفر الثمانية بريداً للضفة به 300 جواز على الأقل».

مكاتب السفر الغزاوية: هجمة على تجديد الجوازات.. و15600 جواز يتم إصدارها شهرياً لأهالى القطاع.. وإرسال 50 طلباً للإصدار والتجديد يومياً إلى الضفة

وتابع: «السنة الماضية كانت طرق السفر مفتوحة بشكل كبير خاصة إلى تركيا، فالمسافر الغزاوى كان يدفع 1500 دولار للحصول على تنسيق (تسهيل سفر بشكل عاجل) عبر معبر رفح البرى إلى تركيا»، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية فى غزة اجتمعت مع معظم «منسقى السفر» مؤخراً وأبلغتهم أنه يمنع إجراء تنسيق لمسافرين، لكن بعدما تراجعت عملية السفر من خلال تنسيقات السفر، وعاد الكثير من المسافرين الذين خُتم على جوزات سفرهم بـ«فيزا» تركية، بدأ الكثير من الغزاويين بالتوجه لأداء مناسك العمرة ومن هناك يسافر بعضهم إلى تركيا ومنها إلى بلاد أوروبية.

الدكتورة، ريم أبوجامع، «فلسطينية» وترأس الاتحاد العربى للمرأة المتخصصة، وهى مطلعة على قضايا الهجرة، قالت إن قطاع غزة أصيب بظاهرة مرضية جديدة، هى هجرة الشباب من مختلف الأجيال والعقول، مضيفة أنه لم يكن فى مخيلة أى عقل فلسطينى أن يهجر وطنه، السائد هو أن يعود المواطن الفلسطينى من المهجر إلى وطنه بكل السبل.

"أبوجامع": نزاعات الفصائل والاقتتال على الكراسى أسقطت أهل القطاع من ذاكرة المتصارعين.. وتحكّم "حماس" فى حياة الشعب أجبرنا على الخروج إلى طرق الموت

وأضافت «أبوجامع»: «لقد زاد ضنك الحياة بسبب نزاعات الفصائل، والاقتتال على الكراسى وسقط أفراد المجتمع من ذاكرة المتصارعين، واستمر الاحتكار السياسى فى غزة على حكومة حماس والتفرد بحياة الشعب والتحكم بجميع مناحى الحياة، فزاد ذلك من صعوبة العيش، وهو ما أجبر الشباب على الخروج فى طرق الموت بحثاً عن الهجرة التى يكتنفها الكثير من المخاطر والغموض فى البحر والوديان والصحراء، مشيرة إلى أن طريق خروج المواطن الغزاوى من القطاع وصولاً إلى بلد اللجوء، هو طريق شوك محفور بمسامير سامة تغرس فى جسده طوال الرحلة.

وتابعت: «المهاجر يتجاوز أكثر من 7 دول وصولاً إلى دولة اللجوء، وغالباً ما يختار المواطن بلجيكا أو السويد أو ألمانيا أو اليونان، لكن من واقع المتابعة غالبية المواطنين يحاولون الوصول إلى بلجيكا كأفضل الدول الأوروبية التى تمنح حقوقاً للفلسطينى، وهذه الهجرة لم تعد مقصورة على الشباب بشكل فردى ولكنها طالت عائلات كاملة، تشمل الأب والأم والأبناء بعدما يتنازلون عن كل شىء فى سبيل الخروج، إنهم يختارون الصعب هرباً من الحياة الأكثر صعوبة والشتات وعدم الأمان».

الحياة اليومية داخل القطاع أشبه بالحياة البدائية فى كافة مناحى الحياة سواء من توفير الاحتياجات الأساسية وارتفاع الأسعار والضرائب التى تتنوع بشتى الطرق، وجميعها تثقل كاهل المواطن، بخلاف كثرة الخريجين الذين يفوق عددهم 60 ألف خريج دون أى عمل، وارتفاع نسبة البطالة لأكثر من 70%، وهناك حالة تذمر تزداد يوماً بعد يوم.

2000 فلسطينى وصلوا أوروبا عبر موريتانيا.. و"نواكشوط" بدأت تطلب الحصول على "فيزا" لدخول أراضيها بعدما شعرت بأنها أصبحت بوابة للهجرة غير الشرعية

وقالت «أبوجامع» إنه لا يوجد اهتمام من حكومة «الأمر الواقع» بذلك، ولا من السلطة المسئولة عن هذه الظاهرة، مضيفة: «لا نجد أى إحصائية رسمية تسجل عدد الحالات التى هاجرت على مدار أكثر من 10 سنوات، فالتهجير الذاتى بدأ منذ عام 2007، وازداد خلال العامين الأخيرين»، لافتة إلى المبالغ الرهيبة التى يتكلفها أى مواطن حتى يهاجر، تتجاوز فى كل الأحوال 10 آلاف دولار، بخلاف الخطورة التى يتعرضون لها، وهناك عدد من الشباب الذين لقوا حتفهم فى البحر بسبب الهجرة، وهناك أطفال أيضاً ماتوا غرقاً، وهناك من قُتل فى اعتداء من قبل عصابات، التهريب وهناك من وصل إلى منتصف الطريق وفشل فى استكمال الرحلة وظل عالقاً وهناك شباب مصيرهم مجهول ولا نعلم عنهم شيئاً».

تابعت «أبوجامع» قائلة: «رغم ازدياد عدد الضحايا، فإن الأمر مستمر، والمسئولون لم يضعوا أى حلول لهذه الظاهرة ولم يعالجوها، لقد أصبح المهاجرون صيداً ثميناً لعصابات التهريب التى تستولى على أموالهم بشتى الطرق، سواء من يهاجر عن طريق البر أو البحر، حتى بعد وصوله إلى مكان مثل اليونان، فإن العديد من الشباب يتعرضون إلى اعتداءات وعمليات نصب من قبل عصابات التهريب».

اقرأ أيضًا:

«رحلة الموت» من غزة إلى بلجيكا عبر أدغال أفريقيا.. حلم الحياة تحوَّل إلى «كابوس»


مواضيع متعلقة