بالأرقام.. «التاء المربوطة» تسطر قصة نجاح رائدة فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة

كتب: فاطمة نشأت وإسراء مجدى

بالأرقام.. «التاء المربوطة» تسطر قصة نجاح رائدة فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة

بالأرقام.. «التاء المربوطة» تسطر قصة نجاح رائدة فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة

لم تكن «كيلوباترا» السابعة آخر الإناث التى استغلت قواها الناعمة لحكم مصر 22 عاماً، والتى لقبت بملكة الملوك، بل احتضنت مصر الكثيرات من قياداتها النسائية، اللاتى أثبتن جدارتهن فى الساحة السياسية والاقتصادية، وعلى الرغم من ازدهار المرأة فى مصر قديماً إلا أنه مع مر العصور غاب دور المرأة وتمثيلها فى الحياة السياسية والاقتصادية مقارنة بالرجل، كما انحسرت مشاركتها فى سوق العمل نتيجة لغياب المحفزات اللازمة، وبدأت الدولة المصرية تعظم من اهتمامها بالمرأة بالتزامن مع قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى هذا السياق حددت الدولة عام 2017 ليكون عاماً للمرأة، وأنجزت العديد من القرارات والسياسات التى تخدم تعزيز مكانة المرأة وتمكينها للعب دور اقتصادى وسياسى أكبر، وعلى الرغم من ذلك تبرز المؤشرات وجود فجوة كبيرة بين الرجل والمرأة فى سوق العمل المصرية، حيث يمثل الذكور 80.8% من المشتغلين فى الدولة، مقابل 19.2% فقط للإناث، كما يبلغ معدل البطالة بين الذكور 6.7% مقابل 21.2% بين الإناث، كما لا تتناسب مساهمة المرأة فى قوة العمل مع مساهمتها فى إجمالى عدد السكان، وذلك نتيجة لتفضيل العديد من السيدات اللجوء للبطالة الاختيارية والمكوث فى المنزل نتيجة عدم توافر الوظائف اللائقة بظروف العمل التى تناسبهن، ويرى العديد من الخبراء أن المبادرات التمويلية الميسرة التى وفرتها الدولة على مدار الفترة الماضية تمثل حلاً سحرياً لمشاكل المرأة فى سوق العمل، من خلال تمكينها من الاعتماد على نفسها فى بناء مشروع خاص يدر دخلاً مناسباً ويمتلك فرص نموه مستقبلاً.

مؤسسة التمويل الدولية: 40 ألف سيدة يمتلكن مشروعات فى مصر.. و"جهاز المشروعات": المرأة تمثل 49% من المقترضين

وقالت نيفين جامع، الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى تصريحات سابقة، إن الجهاز يولى اهتماماً كبيراً بالمرأة، وتشجيعها على إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تساهم فى تحسين مستوياتهن المعيشية، وذكرت أن المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التى مولها الجهاز للمرأة بلغت 49% من إجمالى عدد المشروعات الممولة خلال عام 2018، كما تمثل السيدات 40% من إجمالى المشاركين بالمعارض، و23% من إجمالى الخدمات التى يتم تقديمها من خلال وحدات الشباك الواحد بالمحافظات، وأضافت أنه تم إنشاء وحدة خاصة بتسويق منتجات المرأة، كما بلغت نسبة الحاصلات على خدمات التسويق المختلفة 32%، فضلاً عن 65% من تدريب رائدات الأعمال، فضلاً عن برامج التدريب على حرف مصرية تراثية فى بعض محافظات مصر، الأمر الذى يبرز تطور وضع المرأة فى بيئة الاستثمار والعمل خلال الفترة الأخيرة، كما أشار تقرير صادر عن مؤسسة التمويل الدولية إلى أن سيدة واحدة تحصل على التمويل من ضمن 6 مقترضين، وتحسنت هذه النسبة كثيراً خلال الفترة الماضية، وذكر التقرير أنه يوجد بمصر قرابة 40 ألف سيدة تمتلك مشروعاً صغيراً أو متوسطاً بخلاف المشروعات الزراعية، كما يقدر حجم التمويل الذى تطلبه هذه السيدات من القطاع المصرفى سنوياً 283 مليون دولار للتوسع فى تلك المشروعات، الأمر الذى يساعد البنوك على التوسع فى منح القروض ما يعود بالإيجاب على معدل الأرباح التى تحصل عليها البنوك نفسها، بخلاف الأثر الاقتصادى الإيجابى نتيجة عمل المرأة.

فى سياق متصل قال حازم حجازى، نائب رئيس بنك القاهرة، إن البنك يشجع السيدات فى الحصول على التمويل وإنشاء مشروعاتهن الخاصة، ولا يعتمد البنك عند اتخاذ قراره الائتمانى على هوية صاحب المشروع، بل يتم التعامل مع الرجل والمرأة كحد سواء، موضحاً أن فكرة المشروع هى التى تحدد المخاطر الائتمانية من التمويل، ويعد اندماج المرأة فى النشاط الاقتصادى، خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر أحد متطلبات المرحلة المقبلة التى تسعى مصر فيها للحد من الفقر والبطالة، وأشار إلى أن إجمالى محفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومحفظة المشروعات متناهية الصغر لدى البنك بلغت نحو 9 مليارات جنيه، تخطت مساهمة المرأة بها نحو 39% من إجمالى تمويلات المشروعات، مضيفاً أن محافظات الصعيد تستحوذ على 55% من إجمالى تمويلات البنك للمرأة من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

مارى لويس: افتتاح أول وحدة لدعم اختراق المرأة للقطاع الصناعى.. ونورا جلال: حققت أرباحاً بـ200 ألف جنيه فى العام الأول لمشروعى

وعقب شريف البحيرى، رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك مصر، أن البنك يضع تمويلات السيدات ضمن أولوياته خلال الفترة الراهنة، لما تمتلكه بعض السيدات من كفاءات تحسن من أداء الاقتصاد ككل، لافتاً إلى أن البنك وقع اتفاقية تعاون مع مؤسسة التمويل الدولية لتقديم الخدمات المصرفية لدعم رائدات الأعمال، وإجراء دراسة عن السوق تتناول احتياجات النساء فى مجال الأعمال مع توفير أفضل الممارسات العالمية، وإعداد وتنفيذ نموذج عمل مستدام لبرنامج الخدمات المصرفية للنساء، ومساعدة الأعمال متناهية الصغر غير الرسمية، التى غالباً ما تمتلكها أو تقودها نساء، على الانتقال من القطاع غير الرسمى إلى القطاع الرسمى، وذكر أن إجمالى محفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر للبنك بلغت 19 مليار جنيه، واستفاد من هذه التمويلات نحو 102 ألف عميل، وعلى الرغم من استحواذ السيدات على نسبة 37% من إجمالى العملاء، إلا أن إجمالى تمويلاتهن بلغت 2 مليار جنيه من المحفظة الإجمالية للبنك، لأن غالبية تمويلات المرأة يتم توجيهها إلى المشروعات متناهية الصغر، الأمر الذى يتطلب تنمية مهاراتهن على توسيع وتطوير المشروعات خلال الفترة المقبلة، وأوضح البحيرى أن محافظات الدلتا والصعيد من أكثر المحافظات التى تحصل فيها المرأة على تمويل من بنك مصر لإنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، خاصة محافظات البحيرة، سوهاج، أسيوط، وبنى سويف، مضيفاً أن قطاع المنسوجات والصناعات اليدوية، والقطاع الغذائى سواء إعداد الغذاء فى المنزل ثم بيعه، أو التجارة فى الصناعات الغذائية، تعد من أكثر القطاعات جذباً لمشروعات المرأة خلال الفترة الماضية.

من جانبها، قالت مارى لويس، عضو المجلس القومى للمرأة، إن للمرأة فرصة حقيقية فى الحصول على التمويل اللازم لمشروعها، مشيدة بمبادرة البنك المركزى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ذات فائدة الـ5%، وأوضحت أنه تم افتتاح أول وحدة صناعية للملابس الجاهزة فى القليوبية العام الماضى، التى قامت بتشييدها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع المحافظة، استهدفت اجتماع 4 سيدات لاستئجار عنبر صناعى والقيام بتشغيله تحت رعاية أحد المصانع المحلية الكبيرة لنفس الصناعة، وذلك لتقديم الدعم الكامل من حيث الاستشارة والمساعدة فى البيع، وبالتالى أصبحت المرأة البسيطة قادرة على أن تبدأ مشاريع صغيرة ومتوسطة.

بنك القاهرة: 39% مساهمة المرأة فى محفظة الـSMEs.. وبنك مصر يمنحها تمويلات بـ2 مليار جنيه.. ويؤكد: محافظات الصعيد والدلتا الأكثر إقبالاً

من جانبها قالت نورا جلال، مؤسسة مشروع رافيه للملابس، إنها كانت تعمل فى حى من أحياء القاهرة الشعبية ورأت أن السيدات فى هذا الحى تجيد عمل الكثير من المشغولات، إلا أنهن لم يجدن الفرصة المناسبة لتسويق منتجاتهن، موضحة أن ارتفاع نسب المرأة المعيلة فى هذه المنطقة، دفعها لتدشين مصنع رافيه مُعتمدة على ثلاث سيدات يعملن فى التطريز والخياطة بأنفسهن، وأوضحت «جلال» أنها لم تواجه مشكلة فى التمويل فى بداية المشروع، مشيرة إلى أنها قامت بتدشين أول موقع إلكترونى فى منطقة الشرق الأوسط، الذى يتيح للسيدات من خلال زيارته اختيار كافة المنتجات التى يقدمها المصنع، والمختلف فى هذا الموقع أنه يمكن للسيدة اختيار أى مقاس أو نوع معين من الملابس ويقوم المصنع بتنفيذ الشكل المطلوب، وأضافت أنها تمكنت من تحقيق أرباح تتخطى 200 ألف جنيه العام الماضى، الذى يعد دليلاً على قدرة السيدات على إنجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة.


مواضيع متعلقة