"أبو المجد" المتبرع له بكبد صديقه: ممتن لمرضي بالرغم من الأوجاع

04:45 م | الجمعة 22 مارس 2019

"لم أكن محظوظ بالجينات، لكني أصبحت محظوظ بأشخاص رائعين، لذا أنا ممتن لمرضي وكل ما حدث بالرغم من الأوجاع" كلمات بسيطة كشف من خلالها عبد الله أبو المجد، 24 عامًا، الذي تبرع له صديقه بـ 60% من الكبد، اليوم، عن مشاعره بعد إجراء العملية وتحسن حالته بشكل ملحوظ، فتبدلت مشاعر القلق التي انتابته قبل إجراءه العملية، حيث إنه لم يخشى حدوث أي ضرر له بغرفة العمليات، فكل ما كان يخشاه الحالة الصحية لصديقه وما ستتركه العملية عليه.

وأضاف أبو المجد لـ"الوطن"، خلال تواجد بمستشفى المواساة الجامعي، برئاسة الدكتور شادي فؤاد، أنه عانى من مرض وراثي مناعي نادر يحدث لكل 10 من المليون، فيبدأ مع الولادة، ولكن لا توجد له أي دلالات إلا عند وصوله لمرحلة متأخرة جداً، ولا يوجد له علاج سوى عملية زرع الكبد.

وأوضح أن مشاعر القلق انتابته مع بداية المرض، لكنه بعد إجراء العملية شعر أنه كان عليه أن يتعامل مع الأمر بشكل أكفأ من ذلك، لافتاً إلى السير على تعليمات الأطباء والعمل على المواظبة الجيدة للتغذية السليمة التي تحسن الكبد.

وأكد أنه دون المنشور قبيل العملية لإعطاء حق صديقه أمام أصدقائهم، لكنه لم يكن يتوقع أن يتم التعامل مع ذلك المنشور بهذا النطاق الواسع، لافتاً إلى أنه رأى الكثير من الأشخاص أتوا لزيارته والاطمئنان عليه من خارج غرفة العناية المركزة دون معرفة مسبقة، إلا أن جميع هؤلاء هم أرادوا الاطمئنان عليه بجانب الاطمئنان على صحة "محمود" نتيجة لتقديرهم تلك المشاعر النبيلة، معبرًا عن امنياته أن تصبح التجربة شعاع نور لتعميم المشاعر النبيلة.

وأوضح أبو المجد: "صديقي إنسان عظيم لتبرعه بكبده، ووالدته إنسانة أعظم لسماحها له بفعل ذلك، حيث أنني حاولت شكرها على تلك التضحية فرفضت كلمات الشكر قائلة لنا أنتم أخوات"، مؤكداً على أنه يشعر أن كل نفس بعد العملية بفضل الله ثم صديقه الذي لم يبخل عليه، فمع كل خطوة نجاح يخطوها سيهديها له.

وأشار إلى لقاءه بصديقه بعد العملية أثناء عودته لإجراء التغيير الطبي على الجرح، فلم يتطرقوا لأي كلام عن العملية، فهم يحاربون الأوجاع بالهزار والسخرية للهروب منها بالسعادة، لافتًا إلى أن أكثر كلمة قالها له: "أنت حتة منى" فأصبحت العملية خير مثال عن هذا التعبير المجازي للحب.