بالصور| فنان تشكيلي يرسم تراث أسوان في مدوناته: "عشان ما يتنسيش"

بالصور| فنان تشكيلي يرسم تراث أسوان في مدوناته: "عشان ما يتنسيش"
- شنقراب
- أسوان
- فن تشكيلي
- تراث أسوان
- عادات وتقاليد أسوان
- محمود الشنقرابي
- شنقراب
- أسوان
- فن تشكيلي
- تراث أسوان
- عادات وتقاليد أسوان
- محمود الشنقرابي
على هامش منتدى الشباب العربي الأفريقي الذي يفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في "مدينة الذهب" أسوان، يستعرض الفنان التشكيلي محمود محمد محمود عبدالله، المعروف بـ"محمود الشنقرابي" نسبة إلى حي شنقراب الشعبي، الذي نشأ فيه بمدينة أسوان، لـ "الوطن"، قصصا من كتابه "مدونات الفنان محمود الشنقرابي".
ولد الشنقرابي في حي شنقراب بأسوان في نوفمبر 1954، الذي يمثل صورة مصغرة لمدينة أسوان بالكامل، بحسب تعبيره، وهو فنان تشكيلي وشاعر، يمارس الفن بالأسلوب الشعبي الأفريقي الفرعوني.
"شعرت أن هذا التراث الذي طالما تأسسنا على نهجه.. سيتلاشى في أحد الأيام فعزمت على تسجيله" هكذا عبر الفنان عما دفعه لفكرة تدوين التراث الأسواني بالنص والصورة، فضلا عن عشقه للفن والرسم منذ صغره.
وعلى الرغم من دراسته بالمعهد العالي للدراسات التعاونية، ثم عمله محاسبا، إلا أنه ظل مولعا بالفن والرسم والكتابة كما نشأ، فكان دائما ما يتخيل القصص التي يسردها له أجداده وهو في السادسة من عمره، ثم يمزج المياه مع الطين، ليصبح الطين متماسكا ويمكنه من تصميم العرائس الذي يتخيلها في حوار محوره القصص التي كانت تُحكى له.
وأسس الشنقرابي إلى الآن نحو 14 معرضا خاصا، وشارك في أكثر من 170 معرضا مشتركا، ورسم أكثر من 2500 لوحة، معظمها يعبر عن التراث الأسواني وملامحه.
{long_qoute_2}
يرسم الشنقرابي في كتابه ملامح تراث أهل الجنوب، من عادات وتقاليد وألعاب الأطفال والأغاني التي كانت منتشرة بينهم آنذاك، بالإضافة إلى المهن التي تلاشت حاليا وكانت منتشرة قديما بين أهل أسوان، أبرزها: مهنة "السقا"، وصناعة "الطرابيش" و"القبقاب" حيث كانت تنتشر قديما ولها أماكن تختص بصناعتها حسب ما وصف، بالإضافة إلى مهنة الحَمَّار والتي كانت تعتمد على "الحمار" في وضع الأحمال الخفيفة فوق ظهره.
ورسم في كتابه أيضا مهنة "المزين" وهو "حلاق الطريق" حيث كان يحمل معداته ويقف عند البيوت ويمارس مهنته دون الوقوف في محل أو مكان محدد.
كما سجل الفن المعماري الخاص بأسوان وأسلوبه وطريقة بنائه رسما في كتابه، وسجل أيضا الألعاب الشهيرة آنذاك بين الأطفال، مثل "العريس والعروس" و"الحصان الخشبي".
ورسم الشنقرابي بعض العادات والتقاليد الخاصة بالزواج في أسوان، منها الذهاب إلى الأضرحة كنوع من "البركة" بمقام أحد المشايخ بحسب تعبيره، فيما وصف وجود وزيرين أثناء الزفاف بجوار العريس، مع وجود فتاتين بجوار العروس بشرط أن يكونا أقل منها جمالا.
وذكر الشنقرابي أحد العادات والتقاليد التي كانت منتشرة بين نساء أسوان وهي "العدودة" وتعني الأغاني الحزينة التي كانت تدندن بها النساء في واجب العزاء، وكانت تختلف "العدودة" باختلاف الأشخاص التي تُهدى لهم، فتختلف "عدودة" الرجل عن الفتاة الشابة عن الشخص المتوفى غرقا، عن المتوفى لسبب آخر.
فيما رسم ملامح عن ملابس النساء والرجال، كالملاية اللف والجرجار، والطاقية والعمة
{long_qoute_1}
يو = ماما، ادي= رجل، البنت = دي، الولد = وي ، نزل على الأكل "حكتك بكتك" = أي نزل عليه "بإيديه وسنانه"
كانت تلك التعبيرات ضمن قاموس من الكلمات التي تعبر عن اللهجة التي اشتهر بها أهل أسوان قديما، والتي كانت مشتقة من اللغة القبطية والهيروغليفية، بحسبما أوضح مؤلف الكتاب
وأوضح "الشنقرابي" أسباب تحول لهجة أهل أسوان إلى العامية المصرية، لتأسيس عدة مشروعات كبيرة في أسوان، أولها مشروع "الطابية" الذي أسسه محمد علي باشا، وهي أول مدرسة حربية تأسست في إفريقيا والشرق الأوسط، ويذكر الشنقرابي أنه كان هناك طابيتين، طابية في حي الشنقراب، وطابية بمنطقة الشيخ هارون، بالإضافة إلى أن هناك مشروعا آخر أسسه الإنجليز وهو سد أسوان، موضحا أن تلك المشروعات استعانت بعمال مصريين من مختلف المحافظات لا سيما الأقصر وقنا، ما ساعد على اندماج أهل أسوان بهم والتأثر بلهجتهم العامية.
ولفت الشنقرابي إلى أن مشروع السد العالي جلب أكبر عدد من العمال حول مختلف المحافظات إلى أسوان، حيث استمر لمدة 10 سنوات، كان عمال المحافظات يتزوجون خلالها ويأتون بزوجاتهم لأسوان ويستكملون عملهم في السد، موضحا أن عدد سكان مدينة الذهب آنذاك كان قليلا، وكان هناك متسع من الأراضي والمناطق فارغا، ما ساعد هؤلاء العمال على التغلغل داخل المدينة وانتشارهم، فكان يذكر أن عدد سكان أسوان حينها يبلغ 35 ألف نسمة، في حين بلغ عدد العمال 37 ألف نسمة.
كل ذلك كان له تأثيره البالغ في اندماج أهل أسوان مع أهل المحافظات والتأثر بلهجتهم العامية وعاداتهم وتقاليدهم، مشيرا إلى استعراض الكتاب بعض من تلك المصطلحات التي تلاشت بمرور الزمن.