"قتل بدم بارد بالغرب وإرهاب باسم الدين بالشرق»".. "اليمين" متطرف دائما

كتب: سعيد حجازي وسلمان إسماعيل

"قتل بدم بارد بالغرب وإرهاب باسم الدين بالشرق»".. "اليمين" متطرف دائما

"قتل بدم بارد بالغرب وإرهاب باسم الدين بالشرق»".. "اليمين" متطرف دائما

كشف الحادث الإرهابي الذي استهدف النصلين بمسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" النيوزيلندية، في أثناء أداء صلاة الجمعة، أمس الأول، وأسفر عن استشهاد 49 شخصا وإصابة العشرات، عن وجه التطرف لدى اليمين في الغرب، والذي ينتمي له منفذ الجريمة، وأيضا السناتور الأسترالي فريزر أنيج، الذي عزا الاعتداء لرنامج الهجرة الذي سمح للمتعصبين المسلمين بالتواجد في نيوزلندا، فيما أرجع مفكرون إلى أن النبرة في أوروبا هي الشكل الغربي لعنف جماعة الإخوان وأتباعها.

{long_qoute_1}

الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أكدت لـ"الوطن"، أن الفترة الأخيرة شهدت تزايد أعمال العنف والكراهية الموجهة ضد المسلمين في الخارج، وتعالت الأصوات اليمينية المتطرفة والمطالبة بمناهضة وجود المسلمين في المجتمعات الأوروبية والأمريكية، كما تعرضت الكثير من المساجد والمراكز الإسلامية في الخارج للاعتداءات العنصرية، حتى وصل الأمر إلى إنشاء عدد من الكيانات والتجمعات التي تنتهج العنف بهدف طرد المسلمين من أوربا وأمريكا.

وأوضحت، أن تلك المجموعات استغلت أعمال العنف والإرهاب التي ترتكب باسم الإسلام من قبل جماعات اختطفت الإسلام وشوهت صورته لدى الكثيرين حول العالم لتبرير هذه الكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين.

خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أكد لـ"الوطن"، أن الكراهية والتعصب في أوروبا وراء الحوداث الإرهابية في المجتمعات الغربية، كذلك خطابات جماعة الإخوان الإرهابية وداعش والقاعدة وغيرهما أساءت للدين الإسلامي وأعطت مساحة للمجموعات العنصرية البغيضة للظهور بالعداء الواضح للمسلمين.

الشيخ نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد السابق، قال إن تصدير شيوخ التطرف لصورة مغلوطة ومشوهة عن الدين الإسلامي، كانت أحد أسباب تلك الحوادث العدائية، فنحن بحاجة لضبط الخطاب الديني بالخارج بما يصحح المفاهيم الاسلامية الصحيحة والتبراء من الافكار المتطرفة والشاذة.

وأضاف: "هناك فوبيا بالغرب من الإسلام نتيجة ما حدث من الإسلاميين وعلي رأسهم الإخوان الارهابية، من أحداث عن وخطاب عدائي ضد المجتمعات الغربية كذلك تحركات جماعات السلفية في عدد من الدول الأوروبية".

{long_qoute_2}

عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أكد أن تزايد وتيرة موجات الإسلاموفوبيا في الغرب، نتيجة لتشويه الجماعات الإرهابية المتطرفة لسماحة الإسلام والمفاهيم الإسلامية، وتبني تفسيرات مشوهة للنصوص الدينية وتطويعها من أجل تحقيق مكاسب شخصية وسياسية، فالحركات العدائية ضد الإسلام والمسلمين لا يصب في مصلحة الدول الغربية، بل يزيد من حالة التوتر والعداء ما بين المسلمين الأوروبيين الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوروبي، بين بقية المواطنين.

ودعا هندي لضرورة التعايش السلمي ووعدم الإنزلاق وراء أية محاولات استفزازية، تنعكس سلبًا على المسلمين أو على من ينتمون إلى أي دين آخر، ونحن في عالمنا العربي والإسلامي نواجه صراعًا حضاريًّا ودينيًّا وثقافيًّا من أطراف عدة تحاول تشويه الإسلام ورموزه ومحاربة المسلمين، وإعاقة كل جهد يبذل لتجسير العلاقة بين المسلمين وغيرهم.

وتسائل محمد عبدالنعيم رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، عن موقف المنظمات الدولية من الجرائم التي يرتكبها الشعبويين والمنتمين لليمين المتطرف بالغرب، والذين لا يقلون في الخطورة عن التنظيمات والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا واليمن.

وقال عبدالنعيم، إن الدول التي لا تُخضع هؤلاء للمسائلة، تكون شريكا معهم في جرائمهم بحق الإنسانية، من ترويع للآمنين وتهديد الحق في الحياة الذي كفلته الأديان والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

{long_qoute_3}

ذكر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الدراسات العلمية الإحصائية تؤكد وجود علاقة ارتباطية مباشرة وثيقة بين جرائم الإسلاموفوبيا واليمين العنصري وبين تنامي تأييد "داعش" في الغرب.

وأوضح المرصد، في بيان، أن دراسة بعنوان "من العزلة إلى التطرف.. العداء ضد المسلمين وتأييد داعش في الغرب"، تستخدم أداة الإحصاء التحليلي، نشرت في عدد فبراير 2019 من دورية الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية، وهي علمية محكَّمة عريقة، أكَّدت وجود ارتباط وثيق ومباشر بين اليمين العنصري في كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة وجرائم الإسلاموفوبيا وزيادة التأييد لـ"داعش" في هذه الدول. 

ومن خلال جمع بيانات عن الآلاف من مستخدمي "تويتر" من أتباع تنظيم "داعش" الإرهابي والمرتبطين به وتحديد أماكن إقامتهم في فرنسا وألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة؛ أشار المرصد إلى أهم النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة، منها أن احتمال تطرف المقيمين في الأماكن التي صوتت لصالح ما يسمى "اليمين المتطرف" في العديد من الانتخابات وممارستهم التطرف العنيف والإرهاب، أكبر منه لدى المقيمين في أماكن أقل عداءً للإسلام والمسلمين.

كما أن المناطق التي تشهد تصويتًا كثيفًا لما يسمى اليمين المتطرف تزداد فيها الكراهية ضد الإسلام والمسلمين.

ومن نتائج الدراسة المهمة أيضًا، أن المناطق التي توجد بها قوة تصويتية لليمين المتطرف في البلدان الأربعة تحدث فيها النسبة الكبرى من جرائم الاعتداء على المسلمين والمساجد.

وأشار المرصد إلى أن الدراسة أثبت وجود علاقة طردية بين التغريدات المؤيدة لـ"داعش" والمناطق التي تشهد تأييدًا انتخابيًّا لليمين المتطرف. 

وأعاد المرصد ما سبق أن أكده في العديد من بياناته وتقاريره من أن الإرهاب والإسلاموفوبيا وجهان لعملة واحدة، يغذي أحدهما الآخر، وهو ما أثبتته هذه الدراسة إحصائيًّا.


مواضيع متعلقة