ثروت الخرباوى: 300 ألف إخوانى فى الجهاز الإدارى للدولة مهمتهم التشكيك فى الإنجازات وإثارة المواطنين (الحلقة الرابعة)

ثروت الخرباوى: 300 ألف إخوانى فى الجهاز الإدارى للدولة مهمتهم التشكيك فى الإنجازات وإثارة المواطنين (الحلقة الرابعة)
- أجهزة الأمن
- أعضاء التنظيم
- أعضاء الجماعة
- استخدام السلاح
- ثروت الخرباوي
- الجماعة الإرهابية
- خيرت الشاطر
- الإخوان الإرهابية
- داعش
- أجهزة الأمن
- أعضاء التنظيم
- أعضاء الجماعة
- استخدام السلاح
- ثروت الخرباوي
- الجماعة الإرهابية
- خيرت الشاطر
- الإخوان الإرهابية
- داعش
كعادتها فى معاداة الشعب المصرى منذ تأسيسها على يد إمامها، حسن البنا، كانت جماعة الإخوان مثالاً للعمالة والخيانة على مر العصور، ومع معظم الأنظمة، لا تعبأ بالشعب ولا بالوطن، بل إنها ترى الأوطان حفنة من تراب، وتأمل فى أستاذية العالم وخلافة المسلمين، حتى لو كان ذلك بمساندة الإرهابيين ونصرتهم على أبناء الوطن. خلال 91 عاماً، رأت الجماعة الإسلام بمنظورها الشخصى، وأما ما سواه فهو شرك الجاهلية الأولى، هكذا أسسوا لقواعد العنف والتطرف، وقتلوا وذبحوا وفجّروا باسم الدين، حاملين شعارهم «السيفان والمصحف»، وتسلحوا بآلات العصر القاتلة من «رشاشات» و«آر بى جى»، وقاذفات الصواريخ.
نشأت الجماعة بأيادٍ بريطانية فى 1928، ثم صارت أحد مكونات التركة الاستعمارية التى ورثتها القوة العظمى الجديدة «أمريكا»، تمرغت الجماعة فى الأحضان الأجنبية لعقود طويلة، تدعو لخليط شاذ وممجوج من الإسلام والليبرالية وحتى الاشتراكية، والهدف الأول والأخير أن تكون شوكة فى ظهر الشرق كله.
يظن البعض أن جماعة الإخوان تسعى للحكم ليس أكثر، لكن سرعة حرق الجماعة لجميع مراحل العودة للشعب المصرى، أوضحت أنها تنفذ تكليفات، وأنها ليست ابنة شرعية للواقع العربى والإسلامى.
«الوطن» تفتح ملف الجماعة الإرهابية، توضح أخطاءها البنيوية والسلوكية والشرعية والأدبية، وتكشف عن خطاياها الكبرى فى حق الإسلام والمسلمين قاطبة، وتستشرف مستقبلها أو بالأحرى مستقبل من يستخدمونها فى الحروب الجديدة ضد العرب والمسلمين، فالأدوات، مثل الجماعة، حتماً بلا مستقبل، لذا لا بد أن نبحث مستقبل المخدوعين من عناصرها، وإمكانية عودتهم إليها، أو الانتحار بالانضمام لتيارات أكثر عنفاً.
القيادى الإخوانى المنشق لـ"الوطن": الجماعة طلبت من شبابها الانضمام لـ"داعش" و"القاعدة" للتدريب على الحروب
كشف ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، عن تغلغل جماعة الإخوان الإرهابية فى جسد الجهاز الإدارى للدولة، موضحاً أن الجماعة لديها 300 ألف عضو منظم بالوزارات والمؤسسات المختلفة يعملون على التشكيك فى إنجازات الدولة، وإثارة المواطنين.
وأكد الخرباوى، فى حوار مع «الوطن»، أن الجماعة طلبت من شبابها الانضمام لـ«داعش» و«القاعدة» للتدريب عسكرياً، واستخدامهم فى مصر وقت اللزوم، موضحاً أن الجماعة تمكنت فى بداية الألفية الجديدة من جمع مليار جنيه لدعم الانتفاضة فى فلسطين، لكنها استولت عليها واستخدمتها فى بناء «التنظيم المسلح»، الذى كان مقرراً أن تظهره للعلن مع حلول 2023 لتطبيق مقولة مؤسسها حسن البنا «لا بديل عن استخدام القوة لأن تطبيق شرع الله لا ينبغى أن يستفتى فيه»، وأشار الإخوانى المنشق إلى أن «التنظيم المسلح» هو الذى حرق الأقسام والمؤسسات الحكومية والمحاكم خلال أحداث 25 يناير 2011، لإصابة الدولة بالارتباك لتفقد السيطرة على الأوضاع، موضحاً أن الجماعة تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى، ومواقع الشات الدينية لغسل عقول الشباب وتجنيدهم.. إلى نص الحوار:
وضح لنا لماذا تعتبر جماعة الإخوان هى «الأب الروحى للعنف والإرهاب»؟
- العنف مؤصل فكرياً داخل الإخوان منذ نشأتها، والعلامة الأولى التى تدل على استخدام الجماعة للعنف، هى شعار السيفين وكلمة «وأعدوا»، المأخوذة من الآية القرآنية «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ»، ومؤسس الجماعة «حسن البنا» قال فى رسائله «الإخوان سيستخدمون القوة ذات يوم وإنه لا بديل عن استخدام القوة لأن تطبيق شرع الله لا ينبغى أن يستفتى فيه»، لكنه وضع لذلك شرط التمكين، فقال «إننا حينما نستخدم القوة سنكون أمناء وسننذر قومنا أولاً ثم نتحمل بعد ذلك كافة التبعات»، وبالتالى كانت كلماته واضحة وتؤصل للعنف من الناحية الشرعية، وسميت نظريته بـ«العنف المؤجل» أو «القوة المؤجلة».
العنف متأصل لدى الجماعة.. و"البنا" قال: "لا بديل عن استخدام القوة.. وشرع الله لا يستفتى فيه"
ما معنى «العنف المؤجل»؟
- معناه أن الجماعة تؤمن بأنه يجب أن تستخدم القوة، لكن ينبغى أن تستخدمها وقتما تمتلك أدواتها، حتى لا يكون لها أثر سلبى، ينسحب على التنظيم، لذلك مع بداية عام 1929 زعمت الجماعة أن «التنظيم الخاص» يهدف إلى الجهاد ضد الإنجليز واليهود، وهذه خدعة كبرى، انطلت على كثير من الشباب، الذين انضموا للتنظيم من باب الجهاد ضد المحتل الأجنبى.
لكن البعض يرى أن سيد قطب هو أول من أصَّل للعنف داخل الجماعة؟
- العنف متأصل منذ أيام البنا وليس سيد قطب، لكن الأخير هو الذى صاغ نظرية اللجوء إلى العنف فى العصر الحديث، وهى النظرية التى استندت عليها الجماعة فى العام 2000 لاستعادة «التنظيم السرى المسلح»، الذى تولى إدارته العليا محمود عزت، بينما أشرف محمد كمال على التدريب العسكرى الذى تلقاه الأعضاء فى غزة، والتنظيم الخاص لعب دوراً كبيراً فى حرق الأقسام والمؤسسات الحكومية وحرق مجمع المحاكم فى الجلاء ومحكمة باب الخلق خلال أحداث 25 يناير، لإثارة الفوضى والارتباك حتى لا تستطيع الأجهزة الأمنية السيطرة على الأوضاع، وتظل الدولة فى حالة تخبط فى مواجهة الشباب الثائر فى الميادين.
متى حددت الجماعة موعد استخدام السلاح؟
- كان من المقرر خروج التنظيم الخاص إلى العلن واستخدام العنف بداية من 2023 لكن أحداث 25 يناير 2011 عجلت بالأمر.
لماذا هجرت الجماعة، وهل كان الأمر صعباً عليك؟
- تركت الجماعة حينما اكتشفت عدم مصداقيتها وأن فكرة الوسطية مجرد مزاعم، وأن لها أكثر من خطاب، واحد يوجه للشعب والثانى لأعضاء الجماعة والثالث للتنظيم الخاص، وفى ذلك الوقت كانت الجماعة تجمع تبرعات بزعم دعم انتفاضة فلسطين، وتمكنت من جمع نحو مليار جنيه، لكنها لم توصلها إلى الفلسطينيين واستخدمتها فى بناء التنظيم المسلح.
جمعوا مليار جنيه للانتفاضة الفلسطينية وأسسوا بها التنظيم المسلح.. وكانت عندهم سبائك ذهبية فى مخابئ سرية
كم كان عدد أعضاء التنظيم الخاص خلال أحداث 2011؟
- عدد أعضاء التنظيم العسكرى كشف عنه مهدى عاكف، المرشد الراحل، فى المؤتمر الذى عقده عام 2006 لدعم «حزب الله» اللبنانى فى مواجهة إسرائيل، فقال إن الجماعة لديها 10 آلاف مقاتل تستطيع أن ترسلهم إلى جنوب لبنان للجهاد مع حزب الله، وحينها ثار قيادات الجماعة عليه ووجهوا له لوماً شديداً لانفلات لسانه، وسعى الإخوان لإثبات عكس كلام عاكف، رغم أن كلامه كان صحيحاً، وكانت هذه العناصر ينقصها السلاح، الذى استطاعت الحصول عليه بعد 2011، بالتهريب من ليبيا.
وأين ذهب الشباب المسلح بعد يناير؟
- منهم من ذهب إلى سوريا والعراق وغيرهما من مناطق الصراع، واتحدوا مع «الدواعش» وأعضاء «القاعدة»، وفى هذه الفترة، تحديداً 2012، و2013، كان الإخوان حريصين على إرسال عدد من أبنائهم إلى الأراضى السورية ليتدربوا على تنفيذ الخطط والتجهيز العسكرى الكامل، وتطبيق ذلك فى مصر.
كيف تعد الجماعة عنصر التنظيم المسلح؟
- اختيار الشباب وتدريبهم يتم عبر مراحل وبوابات كثيرة، أولها الإعداد الشرعى والنفسى، لأنه وفقاً لمعاييرهم من الممكن أن يضطر هذا العنصر إلى قتل أو تفخيخ نفسه وتنفيذ عملية انتحارية، وهذا الجيش، الذى كانوا يجهزون له لم يكن ينضم إليه أى شخص عادى بل صاحب سمات خاصة، بدنية ونفسية، والتنظيم السرى تحول فيما بعد إلى «اللجان النوعية»، التى قادها محمد كمال، واستطاع تجنيد عدد كبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعى.
كيف كان شكل العلاقة بين «داعش» و«الإخوان»؟
- العلاقة بين التنظيمين كشفها مقتل أحد شباب الإخوان على الأراضى السورية، واسمه محمد عبدالمجيد محرز، والجماعة صلت عليه هنا فى مصر صلاة الغائب، فى فبراير 2013، وقيادات الجماعة طلبوا من الشباب الانضمام لداعش والقاعدة وحماس فى عدة مناطق منها غزة وليبيا والسودان وسوريا للتدريب على العمل العسكرى، فى عامى 2012 و2013، وبعضهم كان يتدرب فى مناطق صحراوية بمصر بعيداً عن الرقابة، و«التنظيم السرى» نظم معسكرات فى الواحات لتدريب الشباب، وكان يأتى لتدريبهم عناصر من ليبيا والسودان وحماس، وذلك بدعم مادى من قطر ولوجيستى من المخابرات التركيا، فأنقرة لم تدفع أموالاً مثل الدوحة، إنما كانت ترسل ضباطها إلى سيناء، وبعضهم تم القبض عليه.
أجهزة مخابرات ساعدت فى وضع خطة اغتيال هشام بركات.. والأمن قبض على ضباط أتراك فى سيناء
هل لديك إحصاء دقيق بأعداد عناصر التنظيم الخاص منذ 2014؟
- لا أستطيع تحديد أعداد عناصر «اللجان النوعية» بشكل دقيق، لأن محمد كمال ابتكر أشكالاً جديدة، فكانت اللجان تستخدم أسماء حركية وتنقسم إلى أقسام، كل قسم منها يؤدى دوراً معيناً، منها مثلاً ما يختص بعمليات الاغتيال، ومنها ما يتولى تفجير أماكن معينة بالدولة، ولكل فريق منها أسلحة مختلفة عن الآخر، وله أيضاً لجنة إعداد شرعى، خاصة للمجندين حديثاً.
وما مهمة اللجنة الشرعية؟
- مهمة هذه اللجنة أن تؤهل الشباب نفسياً وتقنعهم بأنهم «جيش الله»، وأنهم يواجهون المجتمع الكافر الذى انقلب على الإسلام، وبالتالى لا بد من مواجهته بالقوة، وبعد هذه المرحلة من التحفيز النفسى، والإفراط فى استخدام كلمات الجهاد والشهادة والجنة، يكون العنصر قد استعد نفسياً، لتبدأ مرحلة إعداده بدنياً، وفى كل هذه المراحل كانوا يستخدمون أسماء حركية، حتى لا يستطيع الأمن الوصول لكل العناصر بعد ذلك، وهذه الطريقة هى التى وضعت بها خطة اغتيال الشهيد هشام بركات النائب العام السابق.
حدثنا أكثر عن خطة اغتيال الشهيد بركات؟
- فى البداية تتولى لجنة التحرى والرصد عملية رصد تحركات الهدف، ومواعيد ذهابه إلى العمل وخروجه منه، ومغادرته البيت وعودته إليه، والأماكن الأخرى التى يذهب إليها، والشوارع التى يسلكها ذهاباً وإياباً، ثم تتولى لجنة تقييم الرصد مسألة التحقق من دقة المعلومات التى جمعتها اللجنة الأولى، ثم تتولى لجنة التدريب إعداد وتدريب منفذى العملية، ثم تتولى لجنة أخرى وضع خطة الهرب لمنفذى العملية، حتى لا يتم القبض عليهم، وأظن أن هذا النظام وضعته أجهزة المخابرات المتحالفة مع الجماعة فهو نظام محكم ودقيق.
يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى والشات للسيطرة على عقول الشباب وإقناعهم بأنهم "جيش الله"
من تولى قيادة اللجان النوعية بعد مقتل محمد كمال؟
- بعد مقتل كمال بدأ القيادى الهارب أحمد عبدالرحمن فى وضع قواعد جديدة، وطلب من أعوانه فى مصر أن يتعاملوا بشكل أكثر احترافية فى التدريب وتنفيذ العمليات، لكن نستطيع اليوم أن نقول إن الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من القبض على نحو 80% من أعضاء تلك اللجان، وهو ما أفشل عشرات العمليات، كانت تخطط الجماعة لتنفيذها.
كيف ترى حادث الدرب الأحمر الإرهابى؟ وما ردك على أن المتهم فيه لم يكن إخوانياً؟
- أعضاء اللجان النوعية لديهم تعليمات بعدم الانتظار حتى القبض عليهم، وعلى كل من يشعر منهم بالخطر أن يقاوم رجال الأمن، حتى لو سيفجر نفسه فيهم، وشاهدنا أحمد المغير، فتى خيرت الشاطر، يقول للشباب عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لا تجعلوا الأمن يقبض عليكم ويحبسوكم ويعدموكم بل فجروا أنفسكم فى القوات لنكبدهم خسائر أكبر، وكل العمليات الإرهابية، التى تمت فى مصر خلال السنوات الماضية، تمت بمعرفة اللجان النوعية، التابعة للجماعة، ومن يدير المنظومة فى النهاية هم الإخوان، حتى لو كان المنفذ ليس منتظماً داخل الجماعة، فمن يمارس العمل العام كإخوان ممنوع عليه أن يقوم بدور صريح فى العمليات النوعية، لإبعاد الشبهة عن التنظيم.
كيف استغلت الجماعة «السوشيال ميديا» فى العمليات الإرهابية؟
- مدمنو الإنترنت كمدمنى المواقع الجنسية ومواقع الألعاب، وهناك شباب كثر يدمنون الدخول إلى المواقع الدينية، فتتم السيطرة على أذهانهم، وعملية السيطرة هذه تشبه لعبة «الحوت الأزرق»، حيث تجرى الجماعة برمجة ذهنية بأساليب محددة وممنهجة لكل شاب ليتحول إلى شخص مطيع ينفذ كل ما يطلب منه عن طريق «فيس بوك» و«تويتر» ومواقع الشات الدينية، التى هى البوابات الأولى للتجنيد، والسيطرة على عقول الشباب.
ومن الممكن أسرة لا تعرف أن ابنها الذى يعيش معها فى البيت يتعرض لعملية غسيل مخه وسرقة عقله، خاصة أن عملية السيطرة تكون مستمرة ويطلب من الشخص ألا يبوح بأى شىء، ومن وضع هذه المنظومة للسيطرة على العقول معاهد متخصصة فى إدارة العقل الجمعى، تابعة للمخابرات البريطانية، وهناك جهات أمريكية أيضاً لها إسهامات كبيرة فى ذلك، وهؤلاء هم من صنعوا قناة «الجزيرة» ويستخدمون علماء نفس واجتماع كباراً جداً وعلماء إعلام للتأثير على الجماهير.
10 آلاف مقاتل قوة "التنظيم السرى" فى 2006.. والأزهر لا يستطيع مواجهة الجماعة لأن نصف أساتذته إخوان
إلى أين تتجه الجماعة الإرهابية؟
- الإخوان كجماعة دينية انتهت، فأى جماعة تقتل من جيش وشرطة البلد الذى تنتمى إليه، ليس لها وجود ولا مستقبل، ومن حيث الأفكار أصبح لدينا صحوة علمية، وهناك أناس كثيرون يواجهون الآن أفكار الإخوان، التى كانت تطرح وتقال على منابر المساجد ويصدقها البسطاء، خاصة المتعلقة بعقيدة الولاء والبراء والجهاد والحاكمية والحكم بالشريعة، فى الماضى كثيرون كانوا يتقبلون هذه الأفكار أما اليوم فالشباب يرد عليها، ويرفض منهج المظلومية، الذى يتبعه الجماعة.
ولم تعد المظلومية التى كانوا يصنعونها بداية من مقتل حسن البنا وسيد قطب، وفى كل مراحلهم وتاريخهم حتى رابعة والنهضة، تنفع فى اجتذاب أفراد جدد، الجميع يعلم الآن أن الإخوان يشبهون اليهود الذين صنعوا «مظلومية الهولوكوست»، والشيعة، الذين صنعوا «مظلومية كربلاء».
وما أوجه الشبه مع الشيعة؟
- متشابهون فى التقية، التى هى أصل عند الشيعة، وفكرة الإمامة، فقد قال الخمينى لوفد الإخوان، الذى زاره سنة 1979، إنه سمى نفسه المرشد الأعلى، تيمناً بحسن البنا، الذى عمل على التقريب بين السنة والشيعة.
وكيف ترى العلاقة بين الإخوان وإيران؟
- قوية جداً.. وأحمدى نجاد زار مصر فى عهد محمد مرسى، ودخل الأزهر ورفع علامة النصر، وكأنه يقول فى وجود مرسى نحن عدنا مرة أخرى يا أزهر، والجماعة لديها فرع فى إيران، وهى الجماعة السنية الوحيدة التى يسمح لها بالعمل هناك.
ماذا تفعل الخلايا الإخوانية النائمة الآن؟ وكم عدد أعضائها؟
- الخلايا النائمة هى شخصيات موجودة فى مؤسسات الدولة لا تكشف هويتها، وتبدى فى الظاهر تصرفات عكس أفكارها، مهمتها إفشال المؤسسات، وهى تتغلغل فى ماسبيرو ووزارات الكهرباء والمالية والرى، وإذا قلنا إن عدد الإخوان 500 ألف من المنتظمين، من بينهم نحو 35 ألفاً محبوسين على ذمة قضايا أو تنفيذ أحكام، و40 ألفاً هربوا إلى الخارج، يصبح لدينا 400 ألف إخوانى بيننا، من بينهم 100 ألف يعملون فى التجارة، والـ300 ألف الباقون ينتشرون فى مؤسسات الدولة، ومنهم أعضاء بهيئات تدريس فى الجامعات والأزهر والمستشفيات الحكومية، وكان لهم تأثير كبير فى نقابة الأطباء، ومنهم من يعملون فى الجهاز المركزى للمحاسبات، وجهاز التنظيم والإدارة، مهمتهم التشكيك فى إنجازات الدولة، واستخدام بعض القضايا مثل قضية إعدام قتلة النائب العام لإثارة التعاطف مع الجماعة، وكذلك استغلال المشاكل الاقتصادية الموجودة للتشكيك فى الإصلاح الاقتصادى، مع جمع العملة الأجنبية لتعطيش السوق، وتعطيل سيارات على الكبارى لتوقيف حركة المرور، مع تخزين السلع وتعطيش الأسواق منها.
ما حجم الأموال التى يمتلكها الإخوان داخل مصر؟
- قدرتهم المالية قلت جداً بعد التحفظ على الكثير من أموالهم، مع زيادة مسألة الرقابة على التحويلات وشركات الصرافة، لكن هناك تبرعات وأموالاً يتم تهريبها بشكل أو بآخر، وحين كانت الجماعة فى الحكم كانت لديها سبائك ذهبية موجودة فى مخابئ سرية فى القاهرة والإسكندرية.
هل الأزهر قادر على المواجهة الفكرية؟
- لا.. لأن نصف أعضاء هيئات التدريس فى الأزهر من الإخوان، وهذا ما اعترفت به الجماعة.
كيف تتابع الخلافات داخل الإخوان؟
- فى حياة محمد كمال حدث خلاف وتم تسجيله فى كتاب، ومجموعة كمال طبعته ووزعته على الإخوان، ويتمحور هذا الخلاف حول أن فرقة محمد كمال تؤمن بالمواجهة، فى حين أن فرقة محمود عزت تؤمن بالقوة، لكن ترى أن الجماعة لا تملك أدوات القوة بالكامل، وإذا أصر كمال على استخدام العنف سيفنى التنظيم فى المواجهات الأمنية، وبالتالى فمحمود عزت كان يريد تكوين جيش أولاً، ورد محمد كمال على هذا الكلام حينها بقوله إنه يجب الجهاد حتى لو لم يكن معنا إلا أقل القليل، وكل واحد منهما أصر على رأيه، وتصاعد الخلاف بينهما بشكل كبير، وجبهة محمد كمال قالت إن جبهة عزت هى التى أبلغت الأمن عن مكان وجوده، فتمت تصفيته بمداهمة الشقة التى كان يختبئ فيها بمنطقة البساتين.
وماذا حدث حينما احتدم الصراع بينهما؟
- عندما احتدم الخلاف داخل الإخوان، قام التنظيم الدولى بتشكيل لجنة للتحكيم بين الطرفين، وكان على رأسها يوسف القرضاوى، واجتمعت لجنة التحكيم واستمعت للطرفين ورأت أن التوفيق بينهما مستحيل، وطلبت منهما أن يستقيلا ويتقدم الشباب الذين يستطيعون حسم الخلاف لتستمر الجماعة جسداً واحداً، وحينها خرج محمد كمال بتسجيل صوتى قال فيه «انصياعاً للجنة أنا قررت أستقيل وليتقدم الشباب»، لكن محمود عزت قال «أثبت نفسى ولن أستقيل»، فعاد كمال مرة أخرى لقيادة اللجان النوعية، وبعد ذلك بقليل قُتل كمال فى مداهمة أمنية، وتولى أحمد عبدالرحمن الهارب إلى تركيا اللجان، وقرر الاستمرار على منهج محمد كمال، لكن بشكل أكثر احترافية، وهكذا تم تطعيم اللجان النوعية بأفراد من دول أجنبية، ومن عناصر داعش فى سوريا وليبيا وألبانيا وأفغانستان، وهؤلاء تم توزيعهم على محافظات الوادى، لكن الذين تم الدفع بهم إلى سيناء بعضهم ينتمى إلى القاعدة والبعض الآخر ينتمى لـ«داعش»، لكن الجيش المصرى يواجههم بقوة.
كيف نستريح من خطرهم؟
لا بد من مواجهتهم فكرياً، ويكون لدينا احترافية إعلامية فى التعامل معهم وسيطرة على الإنترنت، ولا بد من مواجهة مجتمعية، لأنه ما دامت الجماعة موجودة ستظل فى إخراج الثمر الخبيث، ولا بد من قطع هذه الشجرة من جذورها عن طريق تفكيك الأفكار، وليس تفكيك التنظيم فقط، لأنه سيعيد بناء نفسه مرة أخرى، وعملها أكثر من مرة عبر التاريخ، والطريقة الوحيدة هى المواجهة الفكرية.