نبيل نعيم: «مرسى» عرض على «أبومازن» 750 كم مربعاً فى سيناء مقابل عدم إخلاء المستوطنات الإسرائيلية بالضفة (الحلقة الثالثة)

كتب: عادل الدرجلى وسعيد حجازى

نبيل نعيم: «مرسى» عرض على «أبومازن» 750 كم مربعاً فى سيناء مقابل عدم إخلاء المستوطنات الإسرائيلية بالضفة (الحلقة الثالثة)

نبيل نعيم: «مرسى» عرض على «أبومازن» 750 كم مربعاً فى سيناء مقابل عدم إخلاء المستوطنات الإسرائيلية بالضفة (الحلقة الثالثة)

كعادتها فى معاداة الشعب المصرى منذ تأسيسها على يد إمامها، حسن البنا، كانت جماعة الإخوان مثالاً للعمالة والخيانة على مر العصور، ومع معظم الأنظمة، لا تعبأ بالشعب ولا بالوطن، بل إنها ترى الأوطان حفنة من تراب، وتأمل فى أستاذية العالم وخلافة المسلمين، حتى لو كان ذلك بمساندة الإرهابيين ونصرتهم على أبناء الوطن. خلال 91 عاماً، رأت الجماعة الإسلام بمنظورها الشخصى، وأما ما سواه فهو شرك الجاهلية الأولى، هكذا أسسوا لقواعد العنف والتطرف، وقتلوا وذبحوا وفجّروا باسم الدين، حاملين شعارهم «السيفان والمصحف»، وتسلحوا بآلات العصر القاتلة من «رشاشات» و«آر بى جى»، وقاذفات الصواريخ.

نشأت الجماعة بأيادٍ بريطانية فى 1928، ثم صارت أحد مكونات التركة الاستعمارية التى ورثتها القوة العظمى الجديدة «أمريكا»، تمرغت الجماعة فى الأحضان الأجنبية لعقود طويلة، تدعو لخليط شاذ وممجوج من الإسلام والليبرالية وحتى الاشتراكية، والهدف الأول والأخير أن تكون شوكة فى ظهر الشرق كله. يظن البعض أن جماعة الإخوان تسعى للحكم ليس أكثر، لكن سرعة حرق الجماعة لجميع مراحل العودة للشعب المصرى، أوضحت أنها تنفذ تكليفات، وأنها ليست ابنة شرعية للواقع العربى والإسلامى.

زعيم "الجهاد" السابق لـ"الوطن": الإخوان مشوَّهون نفسياً.. وفكرهم خطر على عقيدة المسلمين.. ويضعون "رسائل البنا" فى منزلة القرآن

«الوطن» تفتح ملف الجماعة الإرهابية، توضح أخطاءها البنيوية والسلوكية والشرعية والأدبية، وتكشف عن خطاياها الكبرى فى حق الإسلام والمسلمين قاطبة، وتستشرف مستقبلها أو بالأحرى مستقبل من يستخدمونها فى الحروب الجديدة ضد العرب والمسلمين، فالأدوات، مثل الجماعة، حتماً بلا مستقبل، لذا لا بد أن نبحث مستقبل المخدوعين من عناصرها، وإمكانية عودتهم إليها، أو الانتحار بالانضمام لتيارات أكثر عنفاً.

قال الشيخ نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد السابق، إن الإخوان مشوهون نفسياً وفكرهم خطر على عقيدة المسلمين، مشيراً إلى أن الجماعة تضع رسائل حسن البنا فى منزلة القرآن الكريم، وأوضح «نعيم»، خلال حواره مع «الوطن»، أن الجماعة سرقت تبرعات المسلمين فى «البوسنة والهرسك وأفغانستان وفلسطين»، واستبدلت الأدوية الأوروبية المقدمة للمقاتلين فى أفغانستان بأخرى باكستانية رخيصة، وجمعوا تبرعات بقيمة 5 ملايين دينار كويتى بشائعة اغتصاب 200 أخت من قبل جنود حافظ الأسد، وأكد أن الجماعة تستغل بعض الشخصيات ليخرجوا بتصريحات تؤيدها، مثل الدكتور الشهير الذى حصل على مليون جنيه مقابل إطلاق مبادرة للمصالحة، حسب قوله.. وإلى نص الحوار:

كيف استطاعت جماعة الإخوان التوغل والوجود بقوة فى مؤسسات الدولة؟

- جماعة الإخوان الإرهابية قامت بإعداد تنظيماتها خلال أربعين عاماً، بواقع عشر سنوات فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وثلاثين عاماً فى عهد الرئيس الأسبق مبارك، وكانت هناك تواؤمات سياسية بينهم وبين النظام السياسى، لذلك استطاعوا اختراق كافة المؤسسات، خاصة الجامعات، والوزارات الخدمية، واستطاعوا تربية أجيال عديدة، ووجدوا للأسف بالبرلمان والنقابات، فكونوا كوادر يصعب التخلص منها على المدى القصير، فنحن نحارب غزواً موجوداً منذ أربعين عاماً.

جمعوا تبرعات بـ5 ملايين دينار كويتى بشائعة اغتصاب 200 أخت.. وسرقوا تبرعات "البوسنة وأفغانستان وفلسطين".. واخترقوا الوزارات والنقابات منذ 40 سنة.. و"قطب" اعتبر غير الإخوان مرتدين وكفّر الجميع

ولماذا يتجه شباب الإخوان إلى العنف؟

- فكر الإخوان يؤدى إلى القتل، فهم لا يراعون الدين ولا الأعراف ولا أى نظام بشرى، يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم، وتخلوا عن كل الأخلاقيات، يفجرون المدنيين قبل العسكريين، ولا ندعى عليهم شيئاً، فسيد قطب فى كتابيه «ظلال القرآن» و«معالم فى الطريق» وضع التأصيل للعنف والتطرف باسم الدين، حينما قال إن الإسلام أصبح غريباً كما بدأ غريباً، وقال فى مضمون كلامه إن المسلمين مرتدون منذ قرون، فكفّر المسلمين جميعاً دون استثناء، وشقيقه «محمد قطب» لديه كتاب «جاهلية القرن العشرين»، يقول فيه إن المسلمين ارتدوا كشرك «أهل قريش»، وهذا الكتاب كان يطبع ويباع ويدرس فى إحدى الدول العربية، ويعد تأصيلاً لفكر داعش، وفى تقديرى بعد كل تلك السنوات التى عشتها فى تاريخ الجهاد أرى أن فكر الإخوان خطر على عقيدة المسلمين، لأنه عبارة عن نصوص يهودية فى المقام الأول، فاعتبروا رسائل حسن البنا فى منزلة القرآن الكريم، يدّعون بها على الله، وهذا خطر على العقيدة ذاتها فهم جماعات تكفير صريح باسم الدين.

كيف تتم مواجهة الفكر التكفيرى؟

- الدولة المصرية تقوم بمواجهة الفكر بالفكر، لكن تلك المواجهة تتم بطريقة عشوائية، ليس هناك خطة واضحة المعالم فى هذا الشأن، ونحن بحاجة لوجود استراتيجية كبرى للمواجهة يتم خلالها الاستعانة بالمتخصصين للرد على فكر العنف والتكفير، وشرحه للطلبة، وكيفية الرد عليه بمنتهى الصراحة، وأدعو للاستفادة بالقيادات الإسلامية التائبة التى شاركت فى هذا الشأن، فهم الأكثر قدرة على إقناع المواطنين لرفض هذا الفكر أكثر من علماء وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر، حيث استطاعت الجماعات الإرهابية خلق حالة نفسية ضدهم باعتبارهم «مشايخ السلاطين»، ما أدى لبعد المواطنين عن أهل الوسطية، كذلك يجب الاستعانة بخبراء علم نفس واجتماع لكيفية إعادة الشباب الضال لأحضان الوطن.

أفراد الجماعة مميزون فى السجون ويرددون العكس كذباً.. وقياداتهم سلمت الشباب لـ"الأسد"

هل صحيح أن أفراد الجماعة يتم تعذيبهم داخل السجون؟

- الإخوان داخل السجون مميزون، وما يردده الإخوان حول التعامل معهم بطرق غير آدمية داخل السجون كذب، فالغرفة التى يجلس بها 12 شخصاً من التيارات الإسلامية الأخرى، يجلس بها 3 إخوان فقط، كذلك مسموح للإخوانى بإحضار متعلقات عديدة من الخارج عكس باقى التيارات الأخرى، فقيادات الإخوان لديها أموال عديدة تم جمعها على مدار السنوات الماضية.

كيف حصلت الجماعة على القوة الاقتصادية التى تمتلكها؟

- الجماعة سرقت العديد من التبرعات التى تم تقديمها للمسلمين حول العالم، ففى أفغانستان الجماعة لم تضرب طلقة واحدة فى حرب أفغانستان، وكانوا مسئولين عن المستشفيات والمدارس، وكانوا يسرقون التبرعات ويتركون شباب التيار الإسلامى ليتم قتلهم باسم الجهاد، فجمعوا مليارات الدولارات من «البوسنة والهرسك وأفغانستان وفلسطين»، وهناك واقعة حدثت ورواها لى أيمن الظواهرى بأن جماعة الإخوان قامت بطرده من مستشفى فى بشاوى، الذى يستقبل جرحى الإسلاميين، وحينما سألته عن سبب طرد الإخوان له، قال «المستشفى يحصل على أدوية تبرعات من دولتى السعودية والكويت، وتلك الأدوية تأتى مباشرة من سويسرا وألمانيا وأمريكا وفرنسا للجرحى، لكن جماعة الإخوان تبقى الأدوية كما هى ليتم بيعها بمبالغ مهولة ثم يتم شراء البديل الباكستانى الأرخص والأقل جودة، والفارق هنا بالملايين يوضع فى حسابات الجماعة»، وحينما اعترض أيمن الظواهرى ووصف ذلك بالسرقة طردته جماعة الإخوان من المستشفى، و«الإخوان» ذاتها بها فساد مالى كبير، وأنا شاهد على واقعة خلاف شديد حدث بين خيرت الشاطر وحسن مالك داخل السجن، حيث اتهم خيرت الشاطر «مالك» ويوسف ندا بسرقة نصف مليار دولار، وضربوا بعضهم خلال تلك المشاحنة.

لكن الجماعة دائماً ترى أنها أول صفوف المجاهدين لنصرة المسلمين؟

- الإخوان كذابون ومنافقون ولم يحاربوا ولو مرة واحدة، فالإخوان تتاجر بالشباب، والدليل ما حدث فى سوريا فى عهد حافظ الأسد، فالجماعة استغلت الشباب ثم تركتهم ليواجهوا المحن، وروى لى عدد كبير من الشباب الذين حاربوا حافظ الأسد، وهربوا إلى السودان فيما بعد، كيف كانت تتعامل معهم الجماعة وكيف تاجرت بهم، وكنت حينها هارباً فى السودان مع أيمن الظواهرى، فروى لى كيف حصلت قيادات الجماعة على أموال صدام حسين، وأن ما تردد حول مقتل 20 ألفاً فى حماة بسوريا غير حقيقى وكل من قتل هناك 600 شخص، كذلك حكوا لى كيف قامت جماعة الإخوان بتسليم شبابها الحاملين للسلاح لنظام حافظ الأسد، مقابل عدم ملاحقة قيادات الجماعة، والشباب أقسموا لى بالله أن الجماعة لم تعطهم مالاً لكى يحصلوا على الطعام، وأنهم هربوا من سوريا عن طريق الأردن مشياً على الأقدام، وهذا ما سيحدث لشباب الجماعة فى تركيا سيتم تسليمهم واحداً تلو الآخر من قبل القيادات لكى يضمنوا سلامتهم الشخصية.

طارق رمضان استولى على 2 مليار دولار من أموال التنظيم كانت فى حساب والده.. وعندما سئل عنها قال: "أبويا كان مجنون.. حد يدخل الإخوان؟"

ترويج الشائعات شعار الإخوان.. كيف ترى ذلك؟

- الترويج ليس بجديد على جماعة الإخوان الإرهابية، ومثال على هذا الأمر، أن شباب الإخوان ذهبوا إلى الشيخ القطان بالكويت، وقالوا إن لديهم وقائع عن حمل 200 من الأخوات المعذبات فى سوريا سفاحاً من قبل جنود حافظ الأسد بالسجون، واستفتوا الشيخ حول مدى جواز قتل الأجنة أم ماذا يفعلون، فقام الشيخ القطان بملء العالم العربى بقصة الأخوات المعذبات، والجماعة جمعت 5 ملايين دينار كويتى من وراء تلك الشائعة، وكل الرواية غير صحيحة، ولم تظهر أخت واحدة تثبت صحة تلك الرواية.

وكيف تقيّم دفاع بعض الشخصيات عن الجماعة وهم ليسوا إخواناً؟

- الجماعة تستغل بعض الشخصيات ليخرجوا بتصريحات تؤيد الجماعة، ومنها مبادرات المصالحة، وأنا شاهد على واقعة حصول دكتور على مليون جنيه مقابل إطلاق مبادرة للمصالحة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان الإرهابية.

يوسف ندا سرق نصف مليار دولار.. وخيرت الشاطر ضرب حسن مالك فى السجن لأنه أرسل المبلغ لحساب الأول

كيف تابعت أحكام القصاص من قتلة الشهيد هشام بركات؟

- جماعة الإخوان الإرهابية هى من قامت باغتيال الشهيد هشام بركات، وأحكام الإعدام ضدهم صحيحة مائة بالمائة، فأنا كنت من المتهمين فى قضية قتل الرئيس أنور السادات وأعرف جيداً ماذا تعنى أحكام الإعدام بشكلها النهائى، والحديث حول تعرض المتهمين للتعذيب غير واقعى، فالنيابة تحول المتهم للطب الشرعى حال إبلاغه عن وقوع التعذيب، والطب الشرعى يحدد صحة كلامهم من عدمها، وأنا كنت متهماً فى عدد كبير من أهم القضايا داخل الجماعات الإسلامية، وكلام الشباب غير واقعى عن تجربة، وأهل الشباب اعترفوا فى قنوات الجماعات الإرهابية بالمشاركة فى اغتيال الشهيد هشام بركات، فلا يوجد شىء اسمه اتعدموا خطأ، فالإخوان دائماً كذابون وأغبياء.

وهل الجماعة هى من دبرت عملية الاغتيال؟

- المتهم الثالث فى تلك القضية خليفة مصطفى خليفة، حى يرزق حتى يومنا هذا، وقال لى إن المرشد العام الهضيبى أعطى أوامر مباشرة بقتل جمال عبدالناصر لوجود اتفاق مسبق بين الإخوان والإنجليز بتمكين العدو من حكم مصر، لأنهم كانوا موجودين فى القناة، لكن الهضيبى تبرأ من الشباب، وبذكاء الرئيس أنور السادات، الذى كان عضواً بهيئة المحكمة، طالب الهضيبى بالقسم على المصحف بعدم وجود علاقة بين الجماعة والشباب، وبالفعل أقسم، فلما شاهد المتهمون فى القضية ذلك أهانوا المرشد العام، وأحدهم «تف فى وشه»، وأكدوا علاقة الجماعة بالقضية، وبالمناسبة جمال عبدالناصر أصدر قراراً بخروج خليفة مصطفى رغم الحكم عليه بتأبيدة، فالإخوان منذ البداية تتاجر بالشباب وأقول لهم إن تفجير المدنيين لن يغير النظام.

الجماعة استبدلت أدوية مقاتلى أفغانستان بأخرى باكستانية رخيصة.. واعترض "الظواهرى" فطردوه من المستشفى

كيف يتم استقطاب شباب من كليات القمة وأصحاب فكر راقٍ لينضموا للجماعة؟

- اللى ضرب النار على جمال عبدالناصر «سمكرى»، ومن قتل السادات كان «ضابط»، فهؤلاء الشباب بذورهم إخوان، فتجد عائلته «إخوان» وتربيته إخوانية، وهناك مجموعات أخرى ليسوا من عائلات إخوانية، ويتم استقطابهم من خلال الجامعة، ففى تلك الفترة كان الطالب الجامعى ليس لديه تكوين فكرى أو خلفية ثقافية للرد على الأفكار المتطرفة، وللأسف كان هناك غياب شديد للدولة داخل الجامعات، فاستطاعت الجماعات الإرهابية، وفى القلب منها الإخوان الإرهابية، استقطاب الشباب بالمساعدات المالية لغير القادرين، فتتم طباعة مذكرات الكليات وتوفير المحاضرات والكتب وصرف إعانات شهرية بالمجان، فاستقطبوا عدداً كبيراً من الشباب، وهنا نلاحظ أن الجماعة استطاعت استقطاب كم كبير من طلبة كليات الطب والهندسة، والسبب فى ذلك أن طالب الطب والهندسة لم يدرس لغة أو آداباً فعقله رياضى، ولن يقدر على الرد على الأفكار المتطرفة، فيؤمن بأن الحاكم كافر وكذلك من يعاونه.

ما قوة الإخوان الحقيقية؟

- قوة الإخوان فى الاقتصاد، فـ«الإخوان» تعود من جديد من خلال الخلايا النائمة، ويولون اهتماماً كبيراً بالنشء الصغير، فتم إنشاء العديد من الحضانات فى المناطق الشعبية، لتتم السيطرة على العقول مبكراً، وجاءت لى مواطنة من منطقة المرج تقول لى إن الحضانة تعلم أبناءها مقولة «يسقط يسقط حكم العسكر»، وشارة رابعة، فيجب منع الإخوان من العودة للنشاط الاجتماعى والسياسى، كذلك مصادرة أى أموال تتعلق بأفراد الجماعة وذويهم، ومنعهم من النشاط الاقتصادى.

تاريخ الجماعة مع العنف نقطة تستحق التفصيل؟

- جماعة الإخوان الإرهابية هى أقدم جماعة إرهابية فى العالم، والأب الشرعى للفكر التكفيرى الأول، وكل من انضموا للتكفير والعنف كانوا إخواناً، ومنهم شكرى مصطفى فهو إخوانى الهوية والهوى، ولكنه هاجم الجماعة فيما بعد حينما رأى «الإخوان» تهاجم سيد قطب فى السجن وهو فى طريقه لحبل المشنقة، فحكى لى الشيخ عبدالله السماوى وهو من تلاميذ «قطب» عن تحول شكرى مصطفى من المدافع عن الجماعة للمهاجم لها، فقال لى إن شكرى مصطفى كان مشاركاً فى تنظيم 1965، وكان معه حينها محمد بديع وعبدالله السماوى، وحينما سحبوا «سيد قطب» للإعدام نادت عناصر الجماعة بقولها «إلى الجحيم يا قطب»، فسألهم شكرى مصطفى عن سبب الهجوم على «قطب» فقالوا إنه سبب عدم خروجهم من السجن، فكانت هناك مفاوضات بين الجماعة والدولة على خروج القيادات من السجون، لكن بعد حادث تنظيم 1965 انتهت تلك المفاوضات، ومنذ ذلك الحين خرج شكرى مصطفى ليهاجم الجماعة ويكفرها، وأصدر كتاب «التوقف حتى التبين» كفّر فيه الجميع.

هل الكادر التنظيمى داخل الجماعة قادر على الخروج منها؟

- منذ اليوم الأول لتأسيس الجماعة، وحسن البنا قسّم المسلمين، فمن دخل الجماعة مسلم، ومن لم يدخلها كافر، وهناك إخوان ينقلبون على التنظيم لأسباب عدة، منها إدراكهم بخطأ الجماعة، وآخرون ينقلبون لأنهم شعروا بأن الجماعة تستغلهم لغرض معين وانتهى دورهم، وفريق ثالث ينقلب لأنه هو من استغل الجماعة وأراد تطليقها.

كيف ترى تمرد شباب الجماعة على قيادات التنظيم؟

- بالفعل هناك حركة تمرد كبرى داخل شباب الجماعة، وقد التقيت قبل الأحداث الأخيرة عدداً من الشباب داخل مكتبى بالقاهرة، وأبلغونى بأن أموال الجماعة وتقدر بالمليارات موضوعة فى البنوك باسم القيادات، وأن الجماعة تواجه أزمة بدأت بعد وفاة القيادى الإخوانى سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا، واستيلاء نجله طارق رمضان على الأموال الموجودة فى حساب والده وتقدر بـ2 مليار دولار، وحينما سألته الجماعة عن أموالها قال لهم «أبويا كان مجنون.. حد يدخل جماعة الإخوان؟»، فى حين أن القيادات يقتّرون على الشباب الأموال، من قبيل نظام «لا يموت فيها ولا يحيى»، حتى تكون لديهم سيطرة على القواعد، وأكبر دليل حديث ياسر العمدة الذى قال إنهم «مذلولين فى تركيا والشباب بيضربوا برشام ويذهبوا لميدان تقسيم لممارسة الدعارة علناً».

من يدير أموال الجماعة اليوم؟

- تدار عن طريق عدة شخصيات، منها يوسف ندا وشركات غير رسمية موجودة فى ماليزيا، بالإضافة إلى لندن ثم تأتى تركيا فى المقام الثالث.

وكيف ترى شكل العلاقة بين الإخوان وأردوغان؟

- «أردوغان» يستغل الإخوان ويحركهم لخدمة مصالحه، كما حدث واستغلت أمريكا تنظيم الإخوان لاستقطاع أرض سيناء من مصر لحل أزمة القضية الفلسطينية، فالجماعة كانت ستبيع سيناء بكل أريحية، وحكى لى الرئيس عباس أبومازن أن «مرسى» قال له «هنديك حتة من سيناء مقابل ألا تطالب إسرائيل بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية، التى يقدر عددها بـ400 مستوطنة وبها 160 ألف إسرائيلى فلن يخرج أحد من الإسرائيليين من الضفة، والحل هنا حصول فلسطين على مساحة تقدر بـ750 كيلومتراً مربعاً فى سيناء حتى يستطيعوا إقامة مطار وميناء فلسطينى»، لكن الرئيس محمود عباس رفض بشدة حل الأزمة الفلسطينية على حساب الدولة المصرية، وحكى لى سعد الدين إبراهيم أن الرئيس الأمريكى السابق أوباما أعطى للإخوان 8 مليارات دولار.

متى تنتهى العمليات الإرهابية من مصر؟

- طول ما حماس تحكم غزة الإرهاب مش هيسيب سيناء، لكن فى المجمل، العمليات الإرهابية انخفضت بشكل كبير بعد القبض على هشام عشماوى وهو كنز معلومات ثمين، وفتح على خلايا نائمة كثيرة، لذلك كانت الدولة المصرية حريصة على عودة عشماوى حياً، على عكس ما حدث مع عمر رفاعى سرور، فقتل لأنه ليس مسئولاً عن المعلومات، وتم القبض على العديد من الخلايا النوعية الموجودة فى مصر.

وكيف ترى دور أيمن نور بتركيا؟

- أيمن نور يشبه توكل كرمان وعمرو حمزاوى، فهم مجموعة معهد واشنطن، تحركها الدولة الأمريكية، وحكى لى إسماعيل زكريا الذى أبلغ عن تزوير أيمن نور أن أمريكا أعطت «نور» خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية فى 2005، مبلغ 2 مليون دولار.

«التلمسانى»

المرشد عمر التلمسانى كان يطلق على محمد بديع ومحمود عزت وكمال الهلباوى بأنهم مجموعة العشرات، وقال عنهم إنهم سيحولون الجماعة لنظام تكفيرى بحت يستبيح الدم والعرض لو تولوا مقاليده، وهذا ما حدث بالفعل، وكمال الهلباوى ما زال إخوانياً حتى يومنا هذا.


مواضيع متعلقة